أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة توافق على مذكَّرات تَّفاهم بين الأردن ودول اخرى بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الغاء إجراءات ترخيص المراكز الثَّقافيَّة من قبل وزارة التربية الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون أثناء وصول نتنياهو جيش الإحتلال: سنستهدف من يحل محل نصر الله لافروف: إسرائيل لا ترغب بالسلام أولمرت : إسرائيل اغتالت عماد مغنية عام 2008 بايدن: نصر الله كان مسؤولا عن مقتل مئات الأمريكيين وزير الخارجية: نحمل إسرائيل المسؤولية عن التبعات الكارثية لعدوانها على لبنان روسيا: 13 قتيلا وجرحى بانفجار محطة وقود غوتيريش قلق "بشكل بالغ" إزاء تصعيد الأحداث في بيروت غانتس: اغتيال نصر الله حدث مفصلي الصفدي يلتقي وزيرة الخارجية السلوفينية والا : جيش الاحتلال يفرض حصارا عسكريا على لبنان القسام: استهدفنا دبابة ميركافا إسرائيلية شرق رفح 11شهيدا حصيلة الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أمس مستو : مسارات طيران بديلة للأردن طقس العرب: . تقلبات جوية قادمة تستوجب ملابس أكثر دفئا ومخاطر (الرشح والإنفلونزا) مرتفعة أوستن: ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها خامنئي: دماء الشهيد حسن نصر الله لن تذهب هدرا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ظاهرة التعري .. لم تقف عند حدود الجسد !

ظاهرة التعري .. لم تقف عند حدود الجسد !

22-01-2012 01:06 AM

لا توجد مسافة واسعة بين ما مارسته طالبة الإعلام في الجامعة الامريكية في القاهرة علياء المهدي حين عرضت بضع صور لجسدها العاري على مواقع إجتماعية مختلفة ،وساندتها فتيات عربيات أُخر ، وبين ظاهرة التعري لمنهج وبرامج وخطاب سياسي تبدل كليا ، حتى بات كجسد علياء المهدي يضعك في دهشة وإستغراب .
في ظاهرة تعري الجسد عند علياء المهدي ، السبب نفسي وإجتماعي بحت ، اُخرج بطريقة فانتازية إعلامية تثير الرأي ، مرتبط بسيكولوجيا المرأه التي تصل الدنيا بخطيئة انها " انثى " ، وسط ضجيج الافكار وتشتت المعايير وتناقض الايدولوجيات التي ركزت على الشكل وليس المضمون ، قلة فقط من النساء العربيات استطاعت تجاوز ثنائية الشكل و المضمون ، ليكتمل وجودها الإنساني بدلا من تغليب التجلي الأنثوي واعتبارات المظهر ، قد تكتشف المرأه العربية لاحقا ، أن الوجود الإنساني له تجليات متعددة غير كتلة اللحم الغرائزي الذي تكشفه للعامة، وقد تكتشف أو لا تكتشف أنها أضاعت أحلى سنين عمرها تلعب على أوتار المجتمع واهتماماته لعبة التعري والإخفاء ! ،
الكل ينهشها دون استثناء ، تنهشها دعاوي التحرر والمساواة ، وتنهشها ثقافة غير متنزنه او منسجمة ومتناقضة بين ثقافة الأسرة والشارع والجامعة والعمل وتكنولوجيا التواصل البشري ، وجدت علياء المهدي أن مواجهة تلك القيم لا يمكن ان يؤتي أكله دون التعري ، فالكلام لا يؤدي لنتيجه ، والبيانات والدعوات التحررية والمساواة لم تؤتي غرضها ، ففعلت ما فعلته علياء إنتقاما لثقافة " العورة " الملازمة لصوتها وجسدها وجمالها وحركتها ، والتي جعلت منها حبيسة البيت تحت مسميات الخوف والحرص على الشرف الرفيع ، ونحن لا نبرر ما فعلته هنا ، ولكنها ضحية قيم وثقافة مجتمع يعيش تناقض الافكار والايدولوجيات المختلفة .
يبدو أن التعري وخلع العباءات وكشف المستور والخروج على القيم والفلسفات لم يعد محصورا على فتيات دفعتهن عوامل الثقاقة وتناقضاتها الى ذلك السلوك ، بل هناك قوى دينية وأيدولوجية ثورية أو غير ثورية خلعت تلك العباءات لأسباب تتشابه وحالة علياء المهدي ، وكشفت تلك القوى للعالم ما تخفيه تحت أثواب خطابها السياسي من مطامع وطموحات وتناقضات وإكذوبة الخطاب داخل تلك القيم التي دافعت عنها عقود طويلة ، فانتقل بعضها من قوى راديكالية متطرفة الى قوى متسامحة وسطية مهادنة حد " الخيانة " ، تقبل حتى بالمحرمات ، وقدمت تنازلات تتناقض احيانا مع عقيدتها وفلسفتها ، ولم يبقى منها إلا الشكل الخارجي ، قوى عاشت ولا زالت نفس السيكولوجيا المتوترة والمتناقضة التي عاشتها علياء المهدي !
الحديث عن " ظاهرة التعري " لم يقف عند حد الجسد ، بل وظهر على أنواع وأشكال أكثر خطورة على المجتمع والدول ، تنفذه قوى إسلامية وقوى نضالية وطنية " كانت متطرفة " الى الحد الذي كانت تحرم فيه على المواطن العمل مع الدولة الكافرة وقبض " المال الحرام " من خزينتها ! و قبلت من أجل السلطة كل قوانين التجارة الحرة والاحتكار وبنوك الربا ووالحج الى مقارات رؤساء الدول وسفاراتها ، وحتى القبول بالاحتلال الصهيوني لأرض عربية واسلامية ! قوى كانت حتى الامس القريب تتغنى بالشهادة والفداء والتحرير وقلب انظمة الحكم ، لتعلن رغبتها وتمشيا مع موضة السلطة والحكم بالعمل السلمي والتسامحي و الاسلامي " الديموقراطي " في سبيل الانتقال الى مربع السلطة والحكم ، وسوقت نفسها حتى" للشيطان الأكبر " إلتزامها واحترامها لمواثيق ومعاهدات " الخيانه " مع اسرائيل !
عقيدة الفكر المادي / الرأسمالي ، استطاعت ان تتغلب بكل أسف على كل الافكار والقيم والفلسفات التي تشدقت بها قوى جهادية وتحررية كانت تخفي خلف برامجها الثورية أو الجهادية طموحات واحلام السلطة والمال ، الفكر المادي الذي فصل الروح عن المادة ، والدولة عن الدين انتصر في معركته أخيرا، ليس لأنه الأفضل والانقى ، بل لأنه المنسجم مع نفسه في المدرسة والجامعة والمجتمع والكتاب والعمل والسياسة والاقتصاد وعلم الأجتماع ، و كشف لنا هذا الفكر عمق العيوب التي حملناها في فكرنا ، او حمّلنا إياها بعض المفكرين واصحاب الفتاوي والمنظّرين بما يتناسب ومراحل السلطة والمصالح ، فسقطت كل نظريات الجهاد والنضال لتأسيس الدولة الاسلامية المطلوبة أو تحرير الارض المغتصبة ، ، وسقطت فتاوي الحرب على الجشع والربا وحكم المتسلط والكافر والملعون ، سقطت قيم وتبدلت قيم ، فإن كانت علياء المهدي قد ارتكبت خطيئة التعري ، فخطيئة الانقلاب المفاجيء على الفكر وإعادة صياغة الخطاب السياسي لبعض قوى التطرف بما ينسجم مع الفكر المادي يُعد خطيئة اكبر و يحتاج الى وٍقفة طويله نجري فيها حسابات تقييم جديّة للبحث عن مكامن الخلل وإعادة النظر بما تسوقه تلك الابيدولوجيات .
إن أخطر ما يمكن ان يحدث هنا، أن تلك القوى التي حملت لواء التحرير و التغيير والاصلاح والتقدم ، باتت تشكل خطورة على اهل بيتها ، أكثر من خطورة بعض الانظمة التي يراد لها التغيير ،إذ عرضت نفسها ليس للشعب بل للعدو الذي صارعته عقود وعقود ، فقد أبدت الأستعداد لتولي الحكم أو المشاركة به برعاية ذلك العدو وإقراره ان أراد وبشروطه التي يُحب ، فالثورات العربية كشفت هشاشة فكر اولئك البشر من الناس الذين بدأ انهم يفزعون لوطنهم بهدف اقتسام الكعكة وليس لخلاص الناس .
في دول غير عربية شهدت تغييرا في الحكم والانظمة ، كانت الناس تحتفل بالنصر والتغيير ، وعندنا تبدأ المعاناة وتبدأ الفوضى بعد أن نحقق الهدف ، فنتباكى على الأيام التي خلت في عهد الظلم والجبروت والحكم المتسلط ، لأنك كنت تعرف اين تكمن المشكلة ، سواء في النظام او راس النظام ، بينما في حالتنا ، تواجه بعد الثورة والاصلاح اكثر من رأس نظام واكثر من فكر واكثر من تاجر وأكثر من متسلق ، قد يجعلك اي منهم سلعة يبادل فيها مصالح بمصالح ، أو شعب بشعب ، أو وطن بوطن !!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع