زاد الاردن الاخباري -
بقلم: هيثم فهد الخريشة
بعد أن تضع الخلافات السياسية أوزارها من المنطقي أن تنطلق عملية البناء والاصلاح مع أول اطلالة للعام الجديد. بعد أن اخذت الخلافات السياسية الشيء الكثير من خطط التنمية والاصلاح من خلال التعطيل وشل العمل التنفيذي.
لذلك على كل المسؤولين من الكتل أن يصفوا كل خلافاتهم خلال الايام المقبلة وليضعوا لانفسهم جدولاً زمنياً مضغوطاً لحلحلة كل الامور ليستقبلوا عاماً جديداً عنوانه البناء والاصلاح. من حيث إن الذي يبقى يطرق على الخلافات ويلجأ للتعطيل مستفيداً من مرحلة التوافقية وشريطة وجوده فإن مثل هذا الامر قد يستغرق مدة زمنية طويلة لأن المرحلة المقبلة باجماع الجميع سوف لن تلجأ الى التوافقية المحاصصية، فمن الاولى الاستفادة من مرحلة آنية والعمل لها أمّا الاستفادة من مراحل مستقبلية والعمل عليها ليكون العمل مستقبلياً من اجل المواطن وكل خلاف إذا قرأه المواطن انه لصالحه وللصالح العام فالمساندة موجودة في حين كل خلاف لغرض مصلحي فئوي شخصي لا يوفر ارضية دائمة للتواصل والخطاب مع الجمهور.
ومن هنا يجب النظر بواقعية الى مجريات الامور والقراءات المستقبلية لها يحتم العمل على وفق مصلحة البلاد وعلى وفق الدستور والقانون. فالبلاد بكل اطرافها لا تختزل بشخص أو جلسة حوارية أو زعل آني. بل تريد مواقف وطنية مسؤولة ترفع من هيبة الدولة وتحترم مؤسساتها الدستورية التي هي العماد والمقياس التي تقاس عليه المواقف. فليس بكثرة الصيحات والتصريحات تبنى المواقف وانما بالاعمال الداعمة للبناء الدستوري ومن هنا فعملية الاعمار والاصلاح لا بد أن يرافقها ويسبقها جهد سياسي كبير كداعم للخطط التنموية والاتفاق على تحقيق الجوانب التنفيذية في هذه الخطط وعدم ترك الثغرات أو المعرقلات واصطناعها. فعام جديد لا بد أن يحمل عنوان الاصلاح والعمل بصف واحد ينصب كله على خدمة المواطن. فمنهج العام الجديد لا بد أن يكون منهج النمو والبناء بعيداً عن الخلافات السياسية وعدم اقحامها في الملف الخدمي والتنموي، حتى يتمكن المواطن بايمانه وقدرته ان يحقق ما يحلم به ويستثمر ارادته ويتسنى له بان الحياة لم تغلق الابواب في وجهه بعد وان يتمكن من اختيار الافضل له وتتعدد سبل العيش وحتى يتمكن من الخروج من دائرة الحلم المتبقيه له من العام الماضي (ويتدرج مع عامه الجديد).