زاد الاردن الاخباري -
برعاية ومباركة جلالة الملك عبدالله الثاني جرى في الديوان الملكي الهاشمي اليوم الثلاثاء، وبحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء وجمع من الشخصيات الإسلامية وعلماء الدين من مختلف دول العالم الإسلامي، التوقيع على إنشاء وقفيتي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسة فكري الإمامين الغزالي والرازي اللتين قدمتا هدية للأمة الإسلامية بمناسبة الذكرى الخمسين لميلاد جلالته.
جاء ذلك إحياء لسنة الوقف الحضارية ودوره الريادي التعليمي وبمبادرة نوعية جديدة من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
وتضمنت الوقفية الأولى والتي سميت بـ"الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي"، إنشاء صرح أكاديمي إسلامي في المسجد الأقصى المبارك لكي يُعمر المسجد بالعلماء وطلبة العلم، ولإعطاء دفع علمي وروحي إسلامي لحماة مدينة القدس، وإنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الغزالي ومنهجه في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
كما تضمنت الوقفية الأولى إنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسات التراث العلمي للإمام الغزالي، وتقديم عدد من المنح للطلاب الذين يدرسون في ذلك الكرسي في المسجد الأقصى وجامعة القدس (منها منحة لدرجة الماجستير ومنحة أخرى لدرجة الدكتوراه).
وتبلغ قيمة الوقفية مليوني دينار أردني أودعت في أحد المصارف الإسلامية لاستثمارها والإنفاق من ريعها على المشاريع العلمية التي تهدف الوقفية إلى تحقيقها.
وبموجب نص الوقفية سيتولى الإشراف على الوقفية ثلاثة مجالس أولها مجلس أمناء ومجلس مالي استثماري ومجلس للكرسي بالإضافة إلى المتولي العام للأوقاف في المملكة وهو مجلس الأوقاف الأعلى.
وسيتم كتابة الوقفية وتوثيقها على لوح رخامي يثبت في رواق المسجد الأقصى المبارك.
وتعد هذه الوقفية الأولى من نوعها من الأوقاف التعليمية الشاملة الموقوفة على المسجد الأقصى وفيها من الدلالات الواضحة على مكانة القدس في وجدان الهاشميين وفكرهم بعامة وعناية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بخاصة وعلى الدور الريادي للمملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والحفاظ عليها.
كما يدل اختيار تسمية الكرسي واختصاصه بالإمام الغزالي الذي اعتكف في زاويته عندما سكن بيت المقدس، وكان يدرِّس في المسجد الأقصى المبارك، وفيها وضع كتابه القيم "إحياء علوم الدين"، على العناية بالفكر المنهجي الأصيل المتسم بالوسطية والاعتدال وإعلاء مكانة العلم والعلماء ودورهم في ترشيد حركة المجتمع والارتقاء بفكره.
وتضمنت الوقفية الثانية والتي سميت بـ "الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الرازي" إنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الرازي ومنهجه في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الحسين بن طلال، وإنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدراسات التي تتناول الإمام الرازي وفكره ومنهجه.
كما تضمنت الوقفية الثانية تقديم عدد من المنح للطلاب الذين يدرسون في ذلك الكرسي في مسجد الحسين بن طلال الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية (منها منحة لدرجة الماجستير ومنحة أخرى لدرجة الدكتوراه).
وتبلغ قيمة الوقفية مليوني دينارأردني أودعت في أحد المصارف الإسلامية لاستثمارها والإنفاق من ريعها على المشاريع العلمية التي تهدف الوقفية إلى تحقيقها.
وبموجب نص الوقفية سيتولى الإشراف على الوقفية ثلاثة مجالس أولها مجلس أمناء ومجلس مالي استثماري ومجلس للكرسي بالإضافة إلى المتولي العام للأوقاف في المملكة وهو مجلس الأوقاف الأعلى.
وسيتم كتابة الوقفية وتوثيقها على لوح رخامي يثبت في رواق مسجد الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
وتعد هذه الوقفية الأولى من نوعها من الأوقاف التعليمية الشاملة الموقوفة على مسجد الحسين بن طلال وفيها من الدلالات الواضحة على مكانة العلم في وجدان الهاشميين وفكرهم بعامة وعناية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بخاصة وعلى الدور الريادي للملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والحفاظ عليها.
ويدل اختيار تسمية الكرسي واختصاصه بالإمام الرازي على محبة الملك الحسين بن طلال رحمه الله وعشقه للقرآن الكريم، وأن الإمام الرازي مجدد ومصلح وقائد فكري مدافع عن ثقافة الأمة وعقيدتها وصاحب حجة دامغة في رد شبهات التيارات الفكرية الغازية الوافدة وموسوعته التفسيرية مفاتيح الغيب شاهد على ذلك.
وقال مدير عام مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الدكتور منور المهيد في كلمة، إن من تقاليد الوقف الخيري الإسلامية (نظام الكراسي العلمية) التي يتصدر العلماء الإعلام للتفكر والتربية والدرس في حضرات الدين والعلم والتزكية المباركة من المساجد والمدارس والجامعات وغيرها. وأضاف الدكتور المهيد ان المؤسسة تسعى لإعادة هذه السنة الجليلة وتقاليدها الخيرية والعلمية من خلال إنشاء وقفيتين خيريتين تحمل كل وقفية منها اسم "وقفية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين".
وقال "سيتمتع كل من هذين الكرسيين العلميين باستقلالية تامة في اختيار الطلبة وتقديم المنح الدراسية، وفي اختيار عالم قدير لشغل منصب التدريس في كل منهما، فضلا عن منح جوائز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسات التراث العلمي لكل من الإمامين". واعرب المهيد باسم مؤسسة آل البيت عن شكره وتقديره الى السيد عبدالحميد شومان، والبنك العربي الاسلامي الدولي على السخاء الكبير المتمثل في المساهمة المالية في جانبيها دعم تكاليف هذه الوقفية العلمية الخيرية المباركة ودعم في استثمار لها.
من جهته، قال رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب في كلمته "إنها للفتة كريمة سامية متميزة ان يتفضل جلالتكم بإنشاء هذه الوقفية العلمية وتحمل اسمكم السامي تبتغون رضى الله عز وجل بإثراء الفكر الإسلامي وتعميق النظر فيه واحتضان الباحثين وتشجيعهم لبيان كنوزه ورائع ذخائره، والوقوف على أفكار ومناهج أئمة العلم الذين كرسوا حياتهم للعلم".
وأضاف الشيخ سلهب "توجد اليوم في الجامعات مساقات لتدريس الفكر الإسلامي عامة، إلا ان جلالتكم أراد بهذه الوقفية التميز والتفرد بتخصيص كرسي مكمل لدراسة فكر حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي ومنهجه في المسجد الأقصى المبارك وجامعة القدس، وكرسي مكمل لدراسة فكر أمام المفسرين الفخر الرازي في مسجد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية".
وبين ان ربط دراسة فكر الإمام الغزالي بالمسجد الأقصى المبارك فيه من المعاني والدلالات الواضحة التي تؤسس لانطلاقة علمية وروحية في المسجد الأقصى وتهدف إلى اعمار هذا المسجد بالبشر، "كما تقومون جلالتكم على رعايته واعتماره ماديا".
من جهته، قال رئيس جامعة القدس الدكتور سري نسبية في كلمته "من القدس، نقف اليوم نحن أبناء المدينة والقائمين على جامعتها أمام جلالتكم لنهنئكم على هذه اللفتة الصدوقة لإقامة وقفية باسم الإمام الغزالي في القدس يعاد من خلالها إحياء علوم الدين في أروقة الأقصى المبارك، فتصبح أنشطتها منارة لأهل هذه المدينة وهم اليوم في أمس الحاجة لها في زمن تكاد أنفسهم تختنق من وطأة الاحتلال".
وأشار الدكتور نسيبة إلى فقه وعلم الإمام الغزالي الذي يعتبر منارة علم ومعرفة، والى تواجده في المدينة المقدسة بجوار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عادل الطويسي في كلمته ان الجامعة تنظر إلى هذا المشروع الرائد كرافد أساسي لطلبة الجامعة بعامة وطلبة الشريعة على وجه الخصوص حيث يضيف إضافة معرفية في مجال العقيدة والفلسفة الإسلامية وفهم كتاب الله فهما قويما وفي ترسيخ مبادئ الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية.
وأضاف الدكتور الطويسي ان هذا الكرسي الرائد سيسهم في تنفيذ مشروع الجامعة الأردنية - التي تحتفل هذا العام بعيدها الخمسين، ففي عام1962 ولدت شمسان شمس عبدالله الثاني ابن الحسين وشمس الجامعة الأردنية - ، الطموح وتحويلها إلى جامعة بحثية لتصبح جامعة مميزة ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي.
واشار رئيس جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور عبدالناصر ابو البصل في كلمته الى اهمية إنشاء وقفيتي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسة فكر الإمامين الغزالي والرازي ودورهما في تعميق فهم الفكر الاسلامي وصورته المشرقة، مثمنا جهود جلالة الملك في دعم ورعاية هذه المبادرة الكبيرة، وكل من ساهم في اخراجها الى حيز الوجود.
يشار إلى ان مجموع الوقفيتين أربعة ملايين دينار اودعتا بحساب استثماري لتنميتهما وديمومتهما، بحيث تشكلان منارات علمية هادية لأبناء الأمة الأولى في القدس والثانية في عمان وهي سنة حميدة يقتدى بها لدعم البحث العلمي ودعم التعليم الشرعي المنهجي الذي يحفظ عقيدة الأمة وثقافتها ويقويها لمواجهة التحديات.
وفي تصريحات للتلفزيون الأردني ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي ان استحداث كرسي باسم علم من أعلام الإسلام في التاريخ الغابر والسلف الصالح تمتاز قيمته بان الشيء الذائع الآن ان الأقدار العلمية الموجودة في الجامعات العربية والإسلامية تعنون بعناوين العلوم، وهذه العناوين مفتوحة للتلاعب والتغيير حتى وان كان العنوان ثابتا لكن الأفكار التي تندرج تحته تتبدل وتتغير، بينما الكرسي الذي يستحدث باسم عالم من العلماء كالإمام الغزالي لا يمكن إلا ان يكون هذا الكرسي حصنا لأفكاره ولمبادئه.
وأضاف فضيلة الشيخ البوطي ان ميزة هذا الكرسي كبيرة جدا و"أنا أرى ان من الواجب على مديري الجامعات العربية والإسلامية بل على الدول العربية والإسلامية ان تصطفي من أئمة العالم الإسلامي الغابرين وتستحدث كراسي بأسمائهم لتكون أفكارهم محصنة بأسمائهم".
من جهته، قال سماحة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية ان هذا الحدث يوجد فيه ثلاثة عناصر الأول هو فكرة إحياء الأوقاف التي بنت الحضارة الإسلامية واهتمت عبر التاريخ بالعلم وبالصحة والبحث العلمي والتكافل الاجتماعي والأمن الداخلي، مثلما بنت الفنون والآداب في الحضارة الإسلامية..الحضارة الإنسانية.
وأضاف سماحة الشيخ جمعة ان العنصر الثاني هو ان هذا الوقف يتعلق بأشخاص كبار كالإمام الغزالي والإمام الرازي وهما من المجددين، فيما يتضمن العنصر الثالث بوقفية الإمام الغزالي التي اهتمت بمنهج إنساني ركزت على هذه الشخصية وبرنامجه النهضوي التجديدي..الإمام الغزالي يريد أمرين الأول استقامة الفكر والثاني منظومة القيم، وألف كتبه على هذين الأساسين، فجاء الإمام الرازي وأضاف إلى هذا اللغة لان الفكر واللغة وجهان لعملة لواحدة، فأصبح عندنا الفكر واللغة ومنظومة القيم المستمرة وبذلك نستطيع ان نواجه العالمين ونستخلص مناهج هؤلاء الناس.
وأوضح ان هذه الوقفية تعد نقلة حضارية، لا سيما في عنصرها المكاني وهو ان الإمام الغزالي صاحب الرسالة المقدسية، يدرس بالقدس عروس عروبتنا وراية حياتنا.. القدس التي لن نفرط فيها أبدا لأنها جزء لا يتجزأ من هويتنا، والإمام الرازي في مسجد الملك الحسين وهذا إحياء لهذه الأماكن وإحياء للأفكار.. "فنحن أمام إجراءات في الظاهر وقفية وفي الحقيقية قمة من قمم الحضارة".
من جهته، قال فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية في اليمن ان هذه المناسبة الكريمة تعلقت بالإنسانية جمعاء بل بالكون لان شؤون المناهج التي تزكي نفس الإنسان وتجعله بهذه الحياة مدرك سر خلقه ووجوده ومتسابقا إلى منفعة الوجود من حوله وخدمة الكون بما فيه والإنسانية على وجه الخصوص من حيث كونها مميزة عن بقية أجناس الوجود.
وأضاف فضيلة الشيخ بن حفيظ ان هذه المناسبة التي نحضرها بالمملكة نسعد بها ونشكر الله على ان حقائق تجديد الخير بالعالم والأمة موجودة من ولادة نبي الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكرسيي الإمامين الغزالي والرازي يشير إلى إدراك عميق لحاجة العالم لمثل هذا.. فإننا عند تحررنا من العصبيات بمختلف أجناسها نجد أننا أمام علمين من علماء الأمة خدما الإنسانية خدمة استفاد منها غير المسلمين وبعض كتبهم درست في جامعات غير المسلمين.
وأوضح انه عندما جاء التفكير في إحياء هذا التراث الكبير إنما أدركنا واجبات تواصل المسير في الحياة لإقامة المنهج على طريق قويم من شانه ان ينفع القاصي والداني.
وقال فضيلة الشيخ الحبيب الجفري ان من عظيم توفيق الله تعالي لأخي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وزاده توفيقا ان أكرم بتأسيس هذين الكرسيين ليحييا حدثا من الأمور التي نحن بحاجة اليوم إلى إحيائها..أولا مفهوم الوقف وارتباط هذا الوقف بالفكر وبالعلم .. لقد كثر فهم الناس للوقف منحصرا على بناء مسجد أو مستشفى وهو عظيم لكن الكلام عن الوقف للفكر وللعلم هذا أمر يحيا من جديد بمثل هذه المبادرة من جلالة الملك.
وأضاف فضيلة الشيخ الجفري الأمر الثاني انه ارتبط بجبلين عظيمين من جبال الفكر والعلم والتربية في الأمة .. حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله وهو الذي جمع بين علم الشريعة وعلم المعقول من علوم الآلة .. أيضا جمع بينها وبين علوم الفلسفة والنظر في مختلف أوجه النظر الذي في عصره فلم يترك شيئا يمكن ان يتعلم من قبل مسلم أو غير مسلم إلا وسعى إلى تعلمه ثم عاد على نفسه إلى داخله هو ليستخرج منها معنى الصدق والإخلاص وتجنب الهوى والميل المصالح الضيقة، كان من ثمراته نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي هذه ثمرة من ثمرات التربية والتزكية التي انتهض بها الإمام الغزالي.
وقال انه وفي مثل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة أكثر ما نفتقده حسن النظر والتأمل وبناء الأمور على معرفة حقيقية وارتباط تأهيل جيل مقبل من الأمة.. " فأن يقام في المسجد الأقصى بالقدس وبالأردن وهي الأرض التي أكرمها الله بالبركة هذه الوقفية مؤشر إلى ان هناك جيلا سينشئ لم يكن بعد ذلك خاضعا لأي مؤثرات تحول بينه وبين ان ينظر إلى الأمور كما هي فهو عمق في ربط تصرفه في الفكر بل كان الشيخ علي جمعه مفتي مصر يقول ان من سمات هذا العصر ان النشاط فيه يسبق الفكر وهنا تمهيد للتصحيح بان يكون الفكر مرتبط بالنشاط وقائدا للنشاط .
وبين ان ارتباط هذا الأمر بالمسجد الأقصى وإحياء التعليم فيه ويكون الإمام الغزالي يرجع مرة أخرى إلى المسجد الأقصى ونرى ذلك من خلال قطعة من الرخام يسجل فيها هذا الوقف الذي سيكون داخل المسجد باسم الملك عبدالله الثاني هذا معنى من جديد يحيا وينبعث قوامه العلم والتربية والفكر. وحضر الحفل سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وسمو الأمير راشد بن الحسن، ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال، وعدد من الوزراء والمسؤولين وعدد من كبار المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال مدير عام مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الدكتور منور المهيد في كلمة، إن من تقاليد الوقف الخيري الإسلامية (نظام الكراسي العلمية) التي يتصدر العلماء الإعلام للتفكر والتربية والدرس في حضرات الدين والعلم والتزكية المباركة من المساجد والمدارس والجامعات وغيرها. وأضاف الدكتور المهيد ان المؤسسة تسعى لإعادة هذه السنة الجليلة وتقاليدها الخيرية والعلمية من خلال إنشاء وقفيتين خيريتين تحمل كل وقفية منها اسم "وقفية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين".
وقال "سيتمتع كل من هذين الكرسيين العلميين باستقلالية تامة في اختيار الطلبة وتقديم المنح الدراسية، وفي اختيار عالم قدير لشغل منصب التدريس في كل منهما، فضلا عن منح جوائز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسات التراث العلمي لكل من الإمامين". واعرب المهيد باسم مؤسسة آل البيت عن شكره وتقديره الى السيد عبدالحميد شومان، والبنك العربي الاسلامي الدولي على السخاء الكبير المتمثل في المساهمة المالية في جانبيها دعم تكاليف هذه الوقفية العلمية الخيرية المباركة ودعم في استثمار لها.
من جهته، قال رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب في كلمته "إنها للفتة كريمة سامية متميزة ان يتفضل جلالتكم بإنشاء هذه الوقفية العلمية وتحمل اسمكم السامي تبتغون رضى الله عز وجل بإثراء الفكر الإسلامي وتعميق النظر فيه واحتضان الباحثين وتشجيعهم لبيان كنوزه ورائع ذخائره، والوقوف على أفكار ومناهج أئمة العلم الذين كرسوا حياتهم للعلم".
وأضاف الشيخ سلهب "توجد اليوم في الجامعات مساقات لتدريس الفكر الإسلامي عامة، إلا ان جلالتكم أراد بهذه الوقفية التميز والتفرد بتخصيص كرسي مكمل لدراسة فكر حجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي ومنهجه في المسجد الأقصى المبارك وجامعة القدس، وكرسي مكمل لدراسة فكر أمام المفسرين الفخر الرازي في مسجد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية".
وبين ان ربط دراسة فكر الإمام الغزالي بالمسجد الأقصى المبارك فيه من المعاني والدلالات الواضحة التي تؤسس لانطلاقة علمية وروحية في المسجد الأقصى وتهدف إلى اعمار هذا المسجد بالبشر، "كما تقومون جلالتكم على رعايته واعتماره ماديا".
من جهته، قال رئيس جامعة القدس الدكتور سري نسبية في كلمته "من القدس، نقف اليوم نحن أبناء المدينة والقائمين على جامعتها أمام جلالتكم لنهنئكم على هذه اللفتة الصدوقة لإقامة وقفية باسم الإمام الغزالي في القدس يعاد من خلالها إحياء علوم الدين في أروقة الأقصى المبارك، فتصبح أنشطتها منارة لأهل هذه المدينة وهم اليوم في أمس الحاجة لها في زمن تكاد أنفسهم تختنق من وطأة الاحتلال".
وأشار الدكتور نسيبة إلى فقه وعلم الإمام الغزالي الذي يعتبر منارة علم ومعرفة، والى تواجده في المدينة المقدسة بجوار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عادل الطويسي في كلمته ان الجامعة تنظر إلى هذا المشروع الرائد كرافد أساسي لطلبة الجامعة بعامة وطلبة الشريعة على وجه الخصوص حيث يضيف إضافة معرفية في مجال العقيدة والفلسفة الإسلامية وفهم كتاب الله فهما قويما وفي ترسيخ مبادئ الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية.
وأضاف الدكتور الطويسي ان هذا الكرسي الرائد سيسهم في تنفيذ مشروع الجامعة الأردنية - التي تحتفل هذا العام بعيدها الخمسين، ففي عام1962 ولدت شمسان شمس عبدالله الثاني ابن الحسين وشمس الجامعة الأردنية - ، الطموح وتحويلها إلى جامعة بحثية لتصبح جامعة مميزة ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي.
واشار رئيس جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور عبدالناصر ابو البصل في كلمته الى اهمية إنشاء وقفيتي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لدراسة فكر الإمامين الغزالي والرازي ودورهما في تعميق فهم الفكر الاسلامي وصورته المشرقة، مثمنا جهود جلالة الملك في دعم ورعاية هذه المبادرة الكبيرة، وكل من ساهم في اخراجها الى حيز الوجود.
يشار إلى ان مجموع الوقفيتين أربعة ملايين دينار اودعتا بحساب استثماري لتنميتهما وديمومتهما، بحيث تشكلان منارات علمية هادية لأبناء الأمة الأولى في القدس والثانية في عمان وهي سنة حميدة يقتدى بها لدعم البحث العلمي ودعم التعليم الشرعي المنهجي الذي يحفظ عقيدة الأمة وثقافتها ويقويها لمواجهة التحديات.
وفي تصريحات للتلفزيون الأردني ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي ان استحداث كرسي باسم علم من أعلام الإسلام في التاريخ الغابر والسلف الصالح تمتاز قيمته بان الشيء الذائع الآن ان الأقدار العلمية الموجودة في الجامعات العربية والإسلامية تعنون بعناوين العلوم، وهذه العناوين مفتوحة للتلاعب والتغيير حتى وان كان العنوان ثابتا لكن الأفكار التي تندرج تحته تتبدل وتتغير، بينما الكرسي الذي يستحدث باسم عالم من العلماء كالإمام الغزالي لا يمكن إلا ان يكون هذا الكرسي حصنا لأفكاره ولمبادئه.
وأضاف فضيلة الشيخ البوطي ان ميزة هذا الكرسي كبيرة جدا و"أنا أرى ان من الواجب على مديري الجامعات العربية والإسلامية بل على الدول العربية والإسلامية ان تصطفي من أئمة العالم الإسلامي الغابرين وتستحدث كراسي بأسمائهم لتكون أفكارهم محصنة بأسمائهم".
من جهته، قال سماحة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية ان هذا الحدث يوجد فيه ثلاثة عناصر الأول هو فكرة إحياء الأوقاف التي بنت الحضارة الإسلامية واهتمت عبر التاريخ بالعلم وبالصحة والبحث العلمي والتكافل الاجتماعي والأمن الداخلي، مثلما بنت الفنون والآداب في الحضارة الإسلامية..الحضارة الإنسانية.
وأضاف سماحة الشيخ جمعة ان العنصر الثاني هو ان هذا الوقف يتعلق بأشخاص كبار كالإمام الغزالي والإمام الرازي وهما من المجددين، فيما يتضمن العنصر الثالث بوقفية الإمام الغزالي التي اهتمت بمنهج إنساني ركزت على هذه الشخصية وبرنامجه النهضوي التجديدي..الإمام الغزالي يريد أمرين الأول استقامة الفكر والثاني منظومة القيم، وألف كتبه على هذين الأساسين، فجاء الإمام الرازي وأضاف إلى هذا اللغة لان الفكر واللغة وجهان لعملة لواحدة، فأصبح عندنا الفكر واللغة ومنظومة القيم المستمرة وبذلك نستطيع ان نواجه العالمين ونستخلص مناهج هؤلاء الناس.
وأوضح ان هذه الوقفية تعد نقلة حضارية، لا سيما في عنصرها المكاني وهو ان الإمام الغزالي صاحب الرسالة المقدسية، يدرس بالقدس عروس عروبتنا وراية حياتنا.. القدس التي لن نفرط فيها أبدا لأنها جزء لا يتجزأ من هويتنا، والإمام الرازي في مسجد الملك الحسين وهذا إحياء لهذه الأماكن وإحياء للأفكار.. "فنحن أمام إجراءات في الظاهر وقفية وفي الحقيقية قمة من قمم الحضارة".
من جهته، قال فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية في اليمن ان هذه المناسبة الكريمة تعلقت بالإنسانية جمعاء بل بالكون لان شؤون المناهج التي تزكي نفس الإنسان وتجعله بهذه الحياة مدرك سر خلقه ووجوده ومتسابقا إلى منفعة الوجود من حوله وخدمة الكون بما فيه والإنسانية على وجه الخصوص من حيث كونها مميزة عن بقية أجناس الوجود.
وأضاف فضيلة الشيخ بن حفيظ ان هذه المناسبة التي نحضرها بالمملكة نسعد بها ونشكر الله على ان حقائق تجديد الخير بالعالم والأمة موجودة من ولادة نبي الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكرسيي الإمامين الغزالي والرازي يشير إلى إدراك عميق لحاجة العالم لمثل هذا.. فإننا عند تحررنا من العصبيات بمختلف أجناسها نجد أننا أمام علمين من علماء الأمة خدما الإنسانية خدمة استفاد منها غير المسلمين وبعض كتبهم درست في جامعات غير المسلمين.
وأوضح انه عندما جاء التفكير في إحياء هذا التراث الكبير إنما أدركنا واجبات تواصل المسير في الحياة لإقامة المنهج على طريق قويم من شانه ان ينفع القاصي والداني.
وقال فضيلة الشيخ الحبيب الجفري ان من عظيم توفيق الله تعالي لأخي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وزاده توفيقا ان أكرم بتأسيس هذين الكرسيين ليحييا حدثا من الأمور التي نحن بحاجة اليوم إلى إحيائها..أولا مفهوم الوقف وارتباط هذا الوقف بالفكر وبالعلم .. لقد كثر فهم الناس للوقف منحصرا على بناء مسجد أو مستشفى وهو عظيم لكن الكلام عن الوقف للفكر وللعلم هذا أمر يحيا من جديد بمثل هذه المبادرة من جلالة الملك.
وأضاف فضيلة الشيخ الجفري الأمر الثاني انه ارتبط بجبلين عظيمين من جبال الفكر والعلم والتربية في الأمة .. حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله وهو الذي جمع بين علم الشريعة وعلم المعقول من علوم الآلة .. أيضا جمع بينها وبين علوم الفلسفة والنظر في مختلف أوجه النظر الذي في عصره فلم يترك شيئا يمكن ان يتعلم من قبل مسلم أو غير مسلم إلا وسعى إلى تعلمه ثم عاد على نفسه إلى داخله هو ليستخرج منها معنى الصدق والإخلاص وتجنب الهوى والميل المصالح الضيقة، كان من ثمراته نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي هذه ثمرة من ثمرات التربية والتزكية التي انتهض بها الإمام الغزالي.
وقال انه وفي مثل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة أكثر ما نفتقده حسن النظر والتأمل وبناء الأمور على معرفة حقيقية وارتباط تأهيل جيل مقبل من الأمة.. " فأن يقام في المسجد الأقصى بالقدس وبالأردن وهي الأرض التي أكرمها الله بالبركة هذه الوقفية مؤشر إلى ان هناك جيلا سينشئ لم يكن بعد ذلك خاضعا لأي مؤثرات تحول بينه وبين ان ينظر إلى الأمور كما هي فهو عمق في ربط تصرفه في الفكر بل كان الشيخ علي جمعه مفتي مصر يقول ان من سمات هذا العصر ان النشاط فيه يسبق الفكر وهنا تمهيد للتصحيح بان يكون الفكر مرتبط بالنشاط وقائدا للنشاط .
وبين ان ارتباط هذا الأمر بالمسجد الأقصى وإحياء التعليم فيه ويكون الإمام الغزالي يرجع مرة أخرى إلى المسجد الأقصى ونرى ذلك من خلال قطعة من الرخام يسجل فيها هذا الوقف الذي سيكون داخل المسجد باسم الملك عبدالله الثاني هذا معنى من جديد يحيا وينبعث قوامه العلم والتربية والفكر. وحضر الحفل سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، وسمو الأمير راشد بن الحسن، ورئيس مجلس الأعيان ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال، وعدد من الوزراء والمسؤولين وعدد من كبار المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية.