أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة توافق على مذكَّرات تَّفاهم بين الأردن ودول اخرى بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الغاء إجراءات ترخيص المراكز الثَّقافيَّة من قبل وزارة التربية الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون أثناء وصول نتنياهو جيش الإحتلال: سنستهدف من يحل محل نصر الله لافروف: إسرائيل لا ترغب بالسلام أولمرت : إسرائيل اغتالت عماد مغنية عام 2008 بايدن: نصر الله كان مسؤولا عن مقتل مئات الأمريكيين وزير الخارجية: نحمل إسرائيل المسؤولية عن التبعات الكارثية لعدوانها على لبنان روسيا: 13 قتيلا وجرحى بانفجار محطة وقود غوتيريش قلق "بشكل بالغ" إزاء تصعيد الأحداث في بيروت غانتس: اغتيال نصر الله حدث مفصلي الصفدي يلتقي وزيرة الخارجية السلوفينية والا : جيش الاحتلال يفرض حصارا عسكريا على لبنان القسام: استهدفنا دبابة ميركافا إسرائيلية شرق رفح 11شهيدا حصيلة الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أمس مستو : مسارات طيران بديلة للأردن طقس العرب: . تقلبات جوية قادمة تستوجب ملابس أكثر دفئا ومخاطر (الرشح والإنفلونزا) مرتفعة أوستن: ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها خامنئي: دماء الشهيد حسن نصر الله لن تذهب هدرا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أنهكهم الفقر والظلم ولكنهم التزموا الصمت كيلا...

أنهكهم الفقر والظلم ولكنهم التزموا الصمت كيلا يفضحوا الوطن

25-01-2012 12:12 AM

بقلم / سمر مشخوج


كان همه منذ الصغر أن يخدم هذا الوطن ويسعى لتقديم روحه لأجله فكبُر وكبر الوطن معه , يرى فيه البيت الآمن والحضن الدافئ , تعب على نفسه حتى أسس بيته و شاء القدر إن يتزوج وينجب أطفالا أبى إلا تسميتهم بأسماء الغوالي بهذا الوطن حتى أن طفله منذ إن كان عمره السنة كان يلتصق بالتلفاز إن سمع أغنية وطنية و يصفق لها ويبكي أن احد غير القناة ..

واستمر يعمل ويكد ويتعب لأجل الوطن ولأجل عائلته كيلا تخرج لتمد يدها لأحد ويسئ ذلك لجهاز عسكري هو احد أفراده , مرت السنين وهو يواصل ليله بالنهار يعمل , يوفر اللقمة لأولاده ويفخر أمام الجميع انه جندي في هذا الوطن , تورمت قدماه من الوقفة طوال النهار وأصبح لا يعرف الليل من النهار لأنه إن أنهى عمله انكب على وجهه متعبا لا يرى إلا ضوء الشمس إن أشرقت بالصباح ليقوم على عمله , وكان سعيدا رغم أن هناك من يأخذ جزءا من تعبه .

ومضت السنين وهو يعيش يومه سعيدا يحب عمله ولا يتوانى عن الإخلاص له لأنه مصدر رزقه لكنه لم يكن يعلم أن الإخلاص في العمل والتفاني له عليه ضريبة يدفعها من عمره وصحته وباله وأسرته . لم يكن يعلم انه ذات يوم سيلقى بالحبس لأنه شريف , لم يكن يعلم انه سيحرم السعادة وراحة البال وسيحمل وزر غيره من الفاسدين وسيحمل في رقبته قصة فساد أجبر على الإقرار بها وهو لا يعلم , لم يكن يعلم انه سيدفع الثمن غاليا ليس لأجل الوطن وإنما لأجل راحة فاسد كان قد نهش لحمه من قبل وأجبره على أن يدفع هو الثمن .

ضاق به الحال وتحول لمتسول يقتات ثمن رغيف الخبز ولا يجد مصدر دفئ لأطفاله ورب عمله لا يفلح إلا بكتابة قراراته بمنع راتبه وإيقافه عن العمل لمجرد وُضع تحت المجهر واتهم بالفساد . وها هو الآن يتخبط بين أسوار البيت ينام باكيا ويصحو متألما بعد أن أنهكته جدران السجن ولا يستبعد أن يصاب بجلطة تودي به من كثرة القلق والهم اللذين زرعهما به فاسد يحمل رتبا , ظنا منه أن المنصب مع الظلم سيجعل منه كبيرا ولا يعلم أن الدعوات ليل نهار تكال عليه بأن ينتقم الله منه ويذيقه بعض ما ذاقه هذا وغيره الكثيرون الذين تزج أسماؤهم يوميا في كشوفات تحت مسمى إما حسم راتب وإما فصل وإما تغريم باقتطاع راتبه ليسد ما عليه من التزام ويدفع هو من جيبه ومن عرقه ما سرقه الفاسدون .

أي قلب لهذا الظالم وذاك حين يقود برب أسرة لان يتحول لسارق بعدما جردوه حتى من ثمن الخبز . أي قانون هذا الذي يوضع ويُجير لخدمة فاسد على حساب شريف يدفع هو الثمن ؟ أي زمن هذا الذي نرى فيه المنتمي هو كبش الفدا والذي يُضحى به لأجل عيون فاسد كما يضحى بالشاة في ليلة العيد ويستفيد من لحمها الكثيرون .

كثيرون من تحولوا لمتسولين بالسر قبل العلن باحثين عن كرامة لهم بعدما جردهم إياها فاسد , ماذا استفاد الوطن من فاسد قام اقلها بتجييش مشاعر مظلوم ضد وطنه وجعله يشعر إن الوطن افتقد الأمان والكرامة لان هناك من داس له كرامته ونافسه على تعبه وقوت عياله ليشبع به غرائزه الوحشية وجشعه .

هذا وغيره ممن ظلموا لم يخرجوا للتعبير عن الضيم والظلم لأنهم خافوا على الوطن قبل أنفسهم , خافوا أن يعرف بهم احد فيستغلهم ويستخدمهم كأدوات تلبي لهم مساعيهم في خراب الوطن , رفضوا أن يعلنوا عن ظلمهم أمام احد خوفا من الإساءة لأجهزتهم ولكنهم يعانون الآن . يعيشون سواد نهارهم قبل الليل . يبكون خشية أن يقتل الفقر أطفالهم وهم لا حيلة لهم إلا انتظار الفرج .

أعود لأكمل قصة ذلك الشاب الذي أوصله الفاسد إلى حالة نفسية تمنعه حتى من سماع الأغاني الوطنية لأنه وصل لقناعة أن من يسمعها يستخدمها فقط ستار لفساده وأن من يؤمن بها وبكلماتها من المستحيل أن يظلم مواطنا أحب هذا الوطن وعشقه , هو الآن ضحية من ضمن المئات من الضحايا الذين تكويهم ويلات الحياة من الفقر والجوع والظلم , يلجأوون للقروض ولا يعلمون أنهم وقعوا في مصيبة أكبر من مصابهم القديم وهوانهم وقعوا تحت رحمة من يشتري حاجة الناس ويغريهم بالمال وان وقعوا في شباكهم لم يرحموه وان مصيرهم السجن بلا رحمة ..

كثير هم الظالمون في وطني فبالإضافة إلى المسؤولين الذين نسوا الله ومخافته وتحولوا لآكلي لحوم بشرية انتهاء بمؤسسات القروض التي تعنى بمساعدة الفقراء والتي ينصب همها فقط بالإيقاع بالمتضررين وأصحاب الحاجة ضمن تسهيلات تقود بالأسر المعوزة للقبول بأي شروط وبالنهاية ينتهي بهم المطاف إلى التهديد بالسجن عدا عن استغلالهم بقيمة الفائدة . أحدهم يُشغل ماله مقابل مبالغ خيالية تجعله يتحكم بالأسر إن كانت ذات حاجة ملحة فيزيد عليهم الفائدة ليُسرع لهم بالقرض وبالنهاية يقع المواطن بلا رحمة تماما كما تقع الذبيحة بيد الجزار .

فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا يا مسؤولينا ؟ متى استعبدتموهم بلقمة عيشهم وجعلتموهم كالعبد المطيع لكم وحولتموهم لشحاذين .

أنتم من تستحقون الضرب بيد من حديد وليس من خرج ليقتات لقمة لأجل أبنائه فلا نلوم سارق سرق لاجل رغيف خبز بسببك وأنت من تتحمل وزره , لا نريد أن نحول شعبنا لعدو للوطن بسببكم , تذكروا أن الظلم ظلمات فاتقوا الله في مالكم وعيالكم فإنها لن تشفع لكم وهناك من يدعو عليكم ليل نهار ويحتسب أمره عند القوي,

من يريد خير الوطن يا مسؤولينا ليبحث بالجحور وفي الزقاق وتحت الأرض لأنه سيجد الكثيرين يتضورون جوعا وبردا ويتسترون عن أعين الناس خجلا من فضح وطنهم ..فكفى وأخجلوا .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع