دائما الارقام هي التي تتكلم وتعطيك ما تريد وتوقف المتبجح عن تبجحه ، ففي تقرير ديوان المحاسبة هناك 7390 سيارة حكومية مخالفة لتعليمات الاستخدام الرسمي لها ، أي ان هناك من يستخدم هذه السيارات لشمات الهوى والتسوق وخلافه من مشاوير خاصة تسمى عند المواطن إعتداء على المال العام .
وحسب التقرير هناك ما يزيد عن 20000 سيارة حكومية ما بين ديزل وبنزين 90 و95 ، وما بين صالونات وجيبات دفع رباعي ومحركات ذات سعة 1600 سي سي وطالع لتصل الى 4600سي سي ، هذه المعلومات ليس لوجع الراس بل كي نخرج بحسبه بسيطة عن ما تستهلكه الحكومة من بنزين وديزل خلال العام ونسبة الهدر منه والمعتدى عليه .
والمعادلة هي لو فرضنا ان العدد هو 20000 الف سيارة وتستهلك كل سيارة 10 لتر من الوقود يوميا كمتوسط ( وهذا الرقم بحسن نية ) يكون لدينا في اليوم 200000 لتر بنزين مستهلك ، ولوقمنا بحساب متوسط سعر تنكة البنزين 95 و90 والديزل بنصف دينار ( وهذه ايظا حسبة بحسن نية ) تكون النتيجة أن سيارات الحكومة تستهلك باليوم 100000 الف دينار بدلات وقود ، وكون الحكومة تعمل اربعه وعشرين ساعة من أجل مصلحة الوطن وشمات الهوى سنضرب هذا الرقم بعدد ايام السنة وتكون النتيجة أن حكومتنا الرشيدة تستهلك بالسنة 36500000 دينار وقود .
وبعد الانتهاء من هذه الارقام وبالعودة لعدد السيارات المخالفة للعام الماضي ونسبتها من مجموع سيارات الحكومة المفترض والبالغ 20000 نجد أن النسبة هي 27% ، أي ان الهدر بالمال العام المتعلق بالوقود يساوي 9855000 دينار تذهب لشمات الهوى والتسوق وإيصال الاولاد للمدارس والمدامات للصالونات .
والشيء الغريب في تقرير ديوان المحاسبة أنه اشار الى أن الحملات التفتيشية العشوائية التي يقوم بها تتم في مداخل المدن والطرق الرئيسية والمنتزهات السياحية ومراكز التسوق الكبرى ، أي ان هناك مناطق غير خاضعة للرقابة من مثل داخل المدن وفي الشوارع الفرعية ودكاكين الحارات والمولات الصغيرة ،وبالتالي فأن الارقام التي جاء بها ديوان المحاسبه ينقصها الشيء الكثير وبنية مواطن حسنه ولو قمنا بإفتراض أن ما يفلت من تحت عيون ديوان المحاسبة ضعف هذا الرقم السابق (7390 سيارة ) وأن نسبة استهلاك البنزين في اليوم تتجاوز العشرة لترات ، لأرتفعت نسبة الهدر بوقود الحكومة اضعاف عدة .
ويكون السؤال الذي بحاجة لبحث هو هل دور ديوان المحاسبة فقط أن يمتعنا بالارقام المالية ونوعية المخالفات التي ترتكبها الحكومة والاماكن التي يذهبون اليها ووضعها في ملفات والقائها في البحر بهدف التسبب بوجع قلبي وقلب كل مواطن أردني؟.