أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة توافق على مذكَّرات تَّفاهم بين الأردن ودول اخرى بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الغاء إجراءات ترخيص المراكز الثَّقافيَّة من قبل وزارة التربية الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون أثناء وصول نتنياهو جيش الإحتلال: سنستهدف من يحل محل نصر الله لافروف: إسرائيل لا ترغب بالسلام أولمرت : إسرائيل اغتالت عماد مغنية عام 2008 بايدن: نصر الله كان مسؤولا عن مقتل مئات الأمريكيين وزير الخارجية: نحمل إسرائيل المسؤولية عن التبعات الكارثية لعدوانها على لبنان روسيا: 13 قتيلا وجرحى بانفجار محطة وقود غوتيريش قلق "بشكل بالغ" إزاء تصعيد الأحداث في بيروت غانتس: اغتيال نصر الله حدث مفصلي الصفدي يلتقي وزيرة الخارجية السلوفينية والا : جيش الاحتلال يفرض حصارا عسكريا على لبنان القسام: استهدفنا دبابة ميركافا إسرائيلية شرق رفح 11شهيدا حصيلة الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أمس مستو : مسارات طيران بديلة للأردن طقس العرب: . تقلبات جوية قادمة تستوجب ملابس أكثر دفئا ومخاطر (الرشح والإنفلونزا) مرتفعة أوستن: ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها خامنئي: دماء الشهيد حسن نصر الله لن تذهب هدرا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة التعامل الواقعي مع الأتفاقات

التعامل الواقعي مع الأتفاقات

26-01-2012 11:17 AM

بعيداً عن المزايدة ، أو الأدعاء بإمتلاك الحقيقة ، إعتبر ، يحيى أحمد حسين ، القيادي في حركة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في مصر ، أن المعاهدات والعلاقة مع إسرائيل ، تستوجب التعامل معها بواقعية وأن " الحكمة تقتضي مراعاة الظروف ، بإحترامها في الوقت الراهن ، حتى تسنح الفرصة لأعادة النظر فيها وتعديل بنودها " .

كلام واقعي ، يخلو من الرضوخ للواقع ، أو الأستسلام له ، مثلما يخلو من المزايدات والأنفعال ، والأدعاء بإمتلال أدوات التغيير لمعطيات ، ترسخت بفعل الزمن ، حصيلة التخلف السياسي والأقتصادي الذي ورّثه النظام السابق ، ومن الصعوبة القفز عنه بخطوة أو خطوتين تحت إلحاح الرغبات الذاتية ، أو القناعة بوجوب إستعادة الحق وتحقيق العدالة ، فالحق والعدالة يحتجان لثمن يجب دفعه لنيلهما .

لم يستطع نظام حسني مبارك السابق ، وكل أطراف النظام العربي ، بجناحيه الملكي والجمهوري ، من تعديل الميزان أمام تفوق العدو الأسرائيلي ومشروعه الأستعماري التوسعي على أرض فلسطين ، ولهذا يجب أن ننظر إلى إتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو بإعتبارها حصيلة موازين قوى فرضتها عوامل محلية وعربية ودولية ، وليست نتاج العدالة أو متطلبات السلام أو الرغبة في التعايش مع طرف يتجه نحو المصالحة وحُسن الجوار وإحترام المصالح والقيم لبلادنا وشعوبنا وأمتنا ، بل إن أفعال الأسرائيليين وإمعانهم في إجراء تعديلات على الأرض بما تتعارض مع إتفاقات المرحلة السابقة ، تستوجب على الجانب العربي ، وخاصة المصري والأردني والفلسطيني ، خلق الحقائق المادية والبشرية على الأرض ، لتعديل موازين القوى لتنعكس على الأتفاقات الموقعة المجحفة بحق الشعوب العربية ، وبحق المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم .

الأسرائيليون يلعبون بالنار ، وبالتأمر والتخريب ، ولم يكونوا ، ولن يكونوا بعيدين عن تدمير العراق وإحتلاله ، ولم يكونوا ، ولن يكونوا بعيدين عن تعميق أزمة السودان وإنقسامه ، مستغلين نفوذهم وتفوقهم وتأثيرهم على مصادر صنع القرار الأميركي سياسياً وأمنياً وعسكرياً وإقتصادياً ، تنفيذاً لمصالحهم الأستراتيجية ، ومشروعهم الأستعماري التوسعي ، مما ينعكس على إعلاء منطقهم الأمني والأستخباري بهدف إضعاف المشروع العربي التقدمي وتمزيقه .


القيادي ، في حركة الإخوان المسلمين ، يحيى أحمد حسين ، لم يكن المبادر ، في إعلان الموقف من إتفاقات كامب ديفيد ، بل ما قاله تم بناء على حصيلة قرار ، ونتاج موقف " الجماعة والحزب " مما يدلل على واقعية قيادة حركة الإخوان المسلمين ، وعدم وقوعهم في أسر المبادئ وقيودها ، بل هم أسرى الواقع ومعطياته ، وبرزت واقعيتهم ، حينما كانوا في المعارضة وإنحنائهم أمام قوة خصمهم المحلي وبطشه ، وها هم يزدادون واقعية حينما وصلوا إلى السلطة بفعل التغيير وصناديق الأقتراع .

حركة الإخوان المسلمين اليوم ، هي التنظيم الأقوى العابر للحدود في العالم العربي ، وسيكون موضع مراقبة وتدقيق ، ليس بفعل شعار " الإسلام هو الحل " بل بفعل برامجهم وقدراتهم على حل المشاكل العويصة التي خلفها النظام العربي غير الديمقراطي للشعوب العربية ، وفي طليعة ما أفرزه النظام السابق مضامين كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو غير المنصفة بحق الشعوب العربية وكرامتها ، وها هم في أول خطواتهم نحو السلطة ، وإستلامهم لها ، يدفعون ثمنها عبر تكيفهم بإستحقاتها من خلال تعاطيهم مع الواقع ، وقبولهم بمظاهره ونتائجه ، وذلك عبر إعلائهم بصراحة إحترامهم وقبولهم للأتفاقات الدولية ، بما فيها كامب ديفيد طبعاً ، ولو إلى حين ، وإلى حين هذه لا أحد يعرف مداها من الوقت والزمن .

كلام المعارضة غير كلام السلطة ، وحركة الإخوان المسلمين اليوم ، ليست مثل الأمس ، فهي تمارس الحكم الأن أو تشارك فيه ، عبر صناديق الأقتراع في المغرب وتونس ومصر ، وهي شريك في الأنظمة القائمة غير الديمقراطية في الجزائر والصومال والسودان والعراق ، وتتحكم بالسلطة منفردة في قطاع غزة ، ولهذا ستكون موضع مراقبة وتدقيق ، من قبل المعارضة الوطنية والقومية واليسارية والليبرالية ، وستتم محاكمتها في ضوء إنجازاتها بالملفات الثلاثة : 1- معالجة المشاكل الأقتصادية والأجتماعية 2- معالجة القضايا السياسية العالقة ، المحلية والقومية والدولية 3- إرساء قيم تداول السلطة والديمقراطية وحقوق الأنسان . فهل تفلح أما أن تكرار هزيمة اليسار في الحرب الباردة ، وفشل التيار القومي في العناوين الثلاثة ، ستتكرر مع حركة الإخوان المسلمين ومجمل فصائل التيار الأصولي ، وتكون فترتهم إنتقالية ، لبزوع دور الليبراليين المغيب ، بغياب الديمقراطية وأنظمتها وسلوكها ومعاييرها .

كلام الإخوان المسلمين ، وواقعيتهم في التعامل مع الأتفاقات الدولية ، برزت تعبيراته الفلسطينية في موقف حركة حماس التي قبلت المجيء إلى صفوف منظمة التحرير بدون شروط مسبقة لا سياسية ولا تنظيمية ولا حزبية ، بل على قاعدة الشراكة حيث ستتم إعادة بناء منظمة التحرير وتوسيع قاعدتها التمثيلية لتشمل التيار الأصولي الذي كان رافضاً الأعتراف بمنظمة التحرير والإقرار بدورها كممثل شرعي وحيد للشعب العربي الفلسطيني .

تطورات واقعية عملية ملموسة أملتها معطيات ونتائج ثورة الربيع العربي المعادية للون الواحد والحزب الواحد والعائلة الواحدة والقائد والطائفة والتفرد بإدارة النظام والسلطة ومؤسسات صنع القرار ، ونقيض ذلك ما أفرزته ثورة الشارع العربي عبر فتح بوابات الشراكة نحو التعددية وصناديق الأقتراع وتداول السلطة ، وهذا ما يجب أن يتم في غزة وفلسطين كما جرى في المغرب وتونس ومصر ، وما سوف يجري في الأردن واليمن وسوريا وكل مكان عانينا فيه ومنه من النظام العربي غير الديمقراطي .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع