قبل ايام قليله كتبت عن حبة البندوره أم خدود حمر ، وجائني تعليق من قارىء أن مستوى كتباتي قد إنخفض وبعدها بأيام كتبت عن موضوع الخصخصة وحكاية التلاعب بالزمن الأردني وجائني تعليق من نفس القارىء يقول به أنني قد عدت قليلا لمستواي السابق في الكتابة والمواضيع التي أتناولها ، اذا ما هو المزاج العام الاردني ؟
وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نقوم بدراسة أكثر المواضيع التي يتم التعليق عليها عندما تتناولها الصحافة الإلكترونية ( المواقع الاخبارية الالكترونية ) ، وهنا علينا أن نفصل بين المواقع الاخبارية الالكترونية والمواقع الالكترونية للصحف الورقية ، وهذا الفصل يعود الى أن هناك تحفظ شديد لدى مواقع الصحف الورقية الالكترونية على نشر التعليقات كونها مؤسسات اعلامية لديها هيئات تحرير معروفة ولها قواعد ورقية خاضعة من خلالها لقانون المطبوعات والنشر ، وفي نفس الوقت هناك إحترام من قبل الصحافة الالكترونية لأراء القراء وبالتالي تقوم بنشر التعليقات مع حذف أي كلمة تسيء للأشخاص بالاسم وهي غير خاضعة لقانون المطبوعات والنشر ، مع أن هناك محاولات عديد من قبل نقابة الصحفيين ودائرة المطبوعات والنشر أن يضعوا هذه المواقع تحت سنديان قوانينهم المانعة لحرية التعبير بحجج واهية .
وبعد هذه المقدمة التوضيحية وجدت ومن خلال إطلاعي اليومي على اخبار المواقع الالكترونية ( الصحافة الالكترونية الاردنية ) أن اكثر المواضيع تعليقا هي التي يتم من خلالها تناول الاداء الحكومي في جانبه السيء ، بمعنى أن أي خبر يتناول الاداء الحكومي من حيث الفساد والواسطة والاعتداء على الحق العام من قبل هذه المواقع يأخذ نصيب الأسد من التعليقات ، وقد أدى وجود هذا الكم من التعليقات الى قيام معظم المؤسسات الحكومية بوضع موظفين أمام أجهزة الكمبيوتر فقط من أجل تحسين صورة هذه المؤسسة أو تلك عند تناولها من خلال هذه المواقع ، وهذا الاسلوب يتم على أعلى مستويات مؤسسات الدولة .
والحكومة يتم تناولها بأقلام كتاب وجدوا انفسهم يمارسون الكتابة بسقف عالي من الحرية لم يكن متواجدا في السابق ، وهي حالة تستحق الدراسة وخصوصا هذه الايام التي اصبحت بها سرعة وصول الاخبار للجمهوروتناقلها ما بينهم تفوق قدرة اي جهاز رقابي حكومي ، وهي كحكومة واذا رغبت في معرفة المناخ العام للشعب وبعيدا عن مسيرات التيارات السياسية في الشوارع ، عليها ان تقوم بدلا من تحسين صورتها بتعليقات موظفيها أن تدرس هذه التعليقات وهي تمتلك كادر جيد من اصحاب الاختصاص في الدراسات التحليلية وخصوصا الجانب المتعلق باتجاهات الشعب نحو الاداء الحكومي ، وبالامكان قراءة هذه الاتجاهات من خلال تحليل تعليقاتهم على الاخبار التي تنشر في الصحف الالكترونية كي تتمكن من معرفة المزاج العام الاردني عنها كحكومة وأن لاتغلق عيونها وتدعي العمى.