لا يظن المرء انه مهمش في هذه الدنيا كماهو مهمش عند الكثيرين من ساساتهم ، فهو وإن كان وجهته إلى دنيا يصيبها او إمرأة ينكحها ، فهو يندرج تحت طائلة انه عبد لله ، وبالتالي اراد له المولى سبحانه أن يأخذ حقه في المأكل والأمن ، وهما عنصرين هامين لأبن ادم على هذا الكون ، اكان مسلما او غير ذلك ، فلذلك ورد عن النبي عليه السلام انه قال : " إن الله يبقي الدولة الكافرة ما دامت عادلة ويذهب بالدولة المسلمة إذا ما كانت ظالمة" إي أن المولى جل وعلا يهمه جدا أن يسود بين الناس ركن العدالة ، والذي إذا ما تحقق لا بد أن يرافقه ركني إدامة الدولة وبقاءها ، وذلك على أن يوفر رأس النظام في اي دولة وبلد كان في هذه الجغرافيا المتناثرة المسافات .. مبدأ العدالة في توزيع الثروات والتي ينبثق عنه .. " الإطعام" ، والذي يبعد شبح الفقر وما يأتي به من فوضة في المجتمع كما هو الحاصل في الصومال ثم الركن الآخر الهام في تقدم الأمم وصيرورتها وهو "الأمن " العنصر المكمل للأول ، وبدون هذين الشرطين لا يمكن لأي نظام مهما ظن انه حابكها من خلال اجهزته الأمنية وغير ذلك من أن يعمر طويلا ويخالف سنة الله ، ولنا في القديم الجديد العبر لمن اراد ان يلًقي السمع وهو شهيد ، فهذا فرعون وجهابذته من صعاليك هامان وجيشه وظلمه للعباد واستعبادهم وإستحياء نساءهم وتجويعه وتشريده وإبعاد عنهم الأمن والطمأنينة ، حتى جعله الله من ابلغ قصص القرآن الكريم ليس بسحق ملكه فقط ، بل في بقاءه وجسمه يشترى ويؤجر كألعاب الأطفال تؤجره دولة مصر ووزارة سياحتها للغرب والشرق مقابل حفنةدولارات .
ومضمو ذلك أن الله لا يحب لعباده الظلم والتجويع والقتل وترويعهم في الليل والنهار ، وكانت رسالته سبحانه عبرة لمن يعتبر من ساسة العالم وليس العرب وحدهم برغم من التجويع والترويع الذي تمارسه الكثير من انظمة العرب بحق شعوبها .
واليوم يرسل لنا ملك الملوك هذه الرسالة من خلال الربيع العربي ، حتى ظن ممن قلعوا من كراسيهم في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن والطريق قادم إن شاء الله على طاغية سوريا " السفاح بشار "والذين تتوافق بهم رؤية آيات القرآن الكريم قال تعالى : وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم من حيث لم يحتسبوا ".
وما ذكر آنفا فإنه رسالة إلى كل من اولاه الله رعاية شعب أن يلطف بهم وأن يوفر لهم كل سبل المعيشة والطمأنينة ، وهذا واجبه هو ،وإلا لماذا هو في هذا الموقع ، وليقف ويراجع نفسه أن هناك من يراقبه من على سبع سموات .. هو الله الذي له جنود السماء والأرض ، وإذا ما توفرت هذه الشروط التي ارادها الله لعباده وهي مناطة بالدرجة الأولى من الوالي أي كان دينه مسلم او غير ذلك المهم العدالة على الأرض ، وأن ينعم هذا الإنسان بحياة كريمة تحفظ له ادميته وكرامته من نافذه الإطعام والأمن ، وبعدها سيرى الوالي كيف سيحفظ له الله وطنه وملكه من الإنهيار ، وبغير ذلك فلا أظن بغير نواميس الله تستدام الحياة والملك ،فلنجرب وستحب الرعية الراعي بحق لا بدهلزة وخوف كما كنا نرى في الأقطار العربية التي هوت .