سمعنا أخبار عن منع أحد الرموز السابقين من مغادرة المطار إلى جهة غير معلومة خارج هذه الديار ، وان قرار المنع كان أمنيا خوفا من هروب هذا الشخص الذي تحوم حوله شبهات فساد في ملف تحول الاقتصاد وقضايا أخرى وضعت على النار ، ثم ورد خبر يقول انه سُمح له بالمغادرة وعلى مسؤولية أحد المتنفذين وأنه سيعود خلال يومين ، حتى جعلونا في هذا الأمر نحتار هل فعلا مُنع من السفر ام هو أصلا خارج الديار!!
فهل تبدل قرار الاستمرار في طريق الإصلاح ومحاربة الفساد ومحاكمة رموزه ورفع الحصانة عن كل فاسد ومتكبرا" جبار ، ام ماذا جرى في المطار هل فعلا مُنع من السفر ام غادر لأنه من الكبار ، فإذا سُمح له فعلا بمغادرة البلاد فمن هو الذي اتخذ هذا القرار وسمح لهذا الشخص بمغادرة المطار ، فهل هناك انتقاء واختيار هذا من الكبار وذاك من الصغار ، فلقد صدرت الأوامر وبكل إصرار من صاحب أعلى قرار انه لا كبير ولا أحد فوق المسائلة في هذه الديار فهل تبدل هذا الاختيار ، وكيف لنا ان نقتنع بان هناك عزيمةٌ وإصرار على محاربة الفساد والاطاحه برؤوس الفاسدين ونحن نشاهد من أصبحوا بأموالنا من أصحاب المليار يسرحون ويمرحون وهم فيها من الأحرار ، فماذا جرى ولماذا الانتظار ام انه هناك أوامر بتسهيل العبور خوفا من كشف المستور فهل لذلك سُهل المرور وسُمح له بمواصلة العبور ، إذا من حقنا ان نسمع نفي او تأكيد هذه الأخبار ، ولسنا بذلك طلاب فتنه ولكن من حقنا ان نعرف اولا لماذا اتخذ وثانيا من أصدر هذا القرار ، فليس من حق أحد في هذا المجال ان يقرر او يختار هذا يغادر وهذا يُمنع من مواصلة المشوار إلا أصحاب الكفاءة والنزاهة القضاة الأخيار فهم في ذلك أصحابُ القرار ، إذا لا بُد ان يُعلن أمام هذا الشعب ما يؤكد او ينفي صحة هذه الأخبار وإذا فعلا فمن هو المتنفذ الذي أصدر هذا القرار وسمح لمن منُع من مغادرة المطار بالسفر ومواصلة المشوار ، ام أنها أصبحت الآن فقوس وخيار !! هذا يسافر والآخر يُمنع وذاك يوقف وهذا يسُجن والباقي أحرار ، !!؟
فكلنا نريد الاستمرار بكل عزيمة واقتدار في طريق الإصلاح ومحاربة الفساد واجتثاث الفاسدين الكبار قبل الصغار ونُريد ان نحافظ على هذه الدار لتبقى واحة أمن وطمأنينة تنعُم بالرخاء والاستقرار ، وان تعود لنا الثقة بصُناع القرار انه لامكان بيننا بعد الآن لفاسد او ظالم او متكبرا" جبار ، وبذلك فقط سيبقى الأردن بلد التقدم والازدهار ، وليعلم الجميع انه لا كبير إلا الله العزيز القهار .