زاد الاردن الاخباري -
لم يهب الله له يدين، ولكنه أسبغ عليه نعمة الإبداع، فحوّل قدميه بأحلام الطامحين إلى عضو ينطق بلسان الأمل لوحات فنية تبهر من يراها.
إنه الشاب الجزائري نور الدين شيرابي (39 عاما) الذي يتمتع بموهبة فنية أنتجت لوحات، نافس بها كبار الفنانين التشكيليين في معارض عالمية.
وفي تصريحات لقناة 1MBC قال نور الدين شيرابي المقيم بحي رايس حميدو بالجزائر العاصمة: "أستخدم الطباشير والأقلام في رسم لوحاتي والأشكال التي أريد رسمها".
شيرابي -الذي بدأ الرسم في سن الطفولة- يتحدث عن سرّ إبداعه قائلا: إنها "موهبة من الله، فهو العمل الوحيد الذي يمكن أن أقوم به. لقد ولدت دون ذراعين، ومستواي التعليمي توقف عند الصف الثامن من التعليم الأساسي. فكان الرسم غايتي ووسيلتي للتعامل مع الإعاقة".
ويوضح شيرابي أنه توقف عن الدراسة مضطرا بسبب عدة صعوبات، "منها بعد المدرسة عن منزله؛ حيث كانت تفصل بينهما مسافة كيلومترين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ذلك القرار الذي أصدرته إدارة المدرسة التي رأت أنه ليس بمقدوري مواصلة الدراسة".
وفي هذا الصدد يقول شيرابي: "كنت أعاني دوما من ثقل الحقيبة، حيث كان يشق علي حملها لأنني بلا يدين.. كان شقيقي وشقيقتي يساعدانني؛ لكن مع مرور الوقت أضحى ذلك مستحيلا أيضا. وتوقفي عن الدراسة آلمني كثيرا، غير أنه فجر بداخلي مكنونات داخلية سمحت لي بالتعبير عما كان يختلج بداخلي بالألوان والمناظر الطبيعية التي أعشقها".
ورغم ابتعاده عن المدرسة فإن شيرابي واصل المطالعة والقراءة في المنزل، كما استطاع أن يصبح عضوا بالجمعية السويسرية للفنانين الرسامين بواسطة الفم والقدم، حيث تزودهم الجمعية بمواد الرسم الضرورية التي نادرا ما يجدها في السوق الجزائرية.
وعن أول لوحة رسمها يقول نور الدين: "استخدمت اللون الأزرق في تلوين خلفيتها، وتوسطها جبل يقع بمنطقة الهقار في أقصى الجنوب الجزائري، لقد رسمتها بطريقة جيدة للغاية، وكنت وأنا بصدد الرسم، أشعر أنني أفجر شيئا كان محبوسا بداخلي.. باختصار عبرت بها عن حالي؛ لذا أطلقت عليها اسم الوحيد".
وفي العاصمة البرتغالية لشبونة كان شيرابي على موعد في عام 1998 مع أول معرض له خارج الجزائر، حيث بيعت له خمس لوحات.
وقد شارك نور الدين شيرابي في فعاليات مهرجان ""عام الجزائر"" بفرنسا سنة 2003، واعتبر هذه المشاركة فرصة ثمينة له، حيث سمحت له بالاحتكاك بفنانين جزائريين وفرنسيين كبار.
ومع أن شيرابي يرى في نجاح مشواره الفني شيئا يواسيه، فإنه يعتبر علاقته بالله الملاذ والملجأ الآمن الذي تغلب به على معاناته من الإعاقة.
mbc