قبل عام كامل كرم الملك مدينة الرصيفة بزيارة ، وتم التحضير لهذه الزيارة بالكثير من الإجراءات ، فلقد قامت بلدية الرصيفة بصرف مبلغ تجاوز العشرين ألف دينار على وضع مظاهر للإحتفال بهذه الزيارة ، وكانت هذه المظاهر تتمثل بوضع لوحات تصويرية للملك ترحب به ، وتم وضع أعمدة في الجزر الوسطية على طول إمتداد الشارع الرئيسي من بدايته علقت عليها الأعلام الوطنية واللوحات وكذلك تم دهن الارصفة باللونين الاصفر والاسود وتم دهن الحواجز الحديدية امام جسور المشاة وتصليح المنزوع منها ، وتم تنظيف الشارع الرئيسي بالكامل وانا كمواطن أسكن هذه المدينة لم أجدها بهذه الدرجة من النظافة والترتيب وخصوصا شارعها الرئيسي منذ سنوات طويلة جدا .
كل هذه المظاهر تم إنجازها خلال اقل من اربعة وعشرون ساعة ، وعلينا أن لاننسى أن تلك الزيارة تمت اثناء حكومة الرفاعي وبعد حصوله على ثقة بنسبة 111 صوت ، وعند سؤال أحد نواب الزصيفة عن سبب إعطائه الثقة للرفاعي كانت إجابته أن الرفاعي تمكن من إقناع الملك بزيارة الرصيفة ، وهنا لن نقف كثيرا لأن الملك ليس بحاجة لمن يقنعه بضرورة التواصل مع الشعب بكافة مناطق الممكلة ، وإذا أعطى هذا النائب الرصيفاوي لنفسه المبرر فنحن في الرصيفة لانرضى به .
وكان هناك مقولة أخرى من أحد النواب بالرصيفة عن سبب إعطاء الرفاعي ثقته أن هناك كمية من المشاريع سوف تقدم للمدينة مع زيارة الملك لها من مثل ملعب رياضي وخدمات تحتية وحل معظم مشاكل اللواء ، وكانت النتيجة هي سنة كامله ونحن ننتظر وهم يوهموننا بأن كل شيء سيتم كما أراد جلالة الملك ، والحقيقة أن الرصيفة قد زادت سوأ من حيث الخدمات والسبب يعود إلى أن جميع المسؤولين قالوا لأنفسهم أن الزيارة تمت على خير وسوف لن يفكر الملك في زيارة أخرى كتلك إلا بعد سنوات طويلة ، وعلى مستوى الزيارات التي يقوم بها الوزراء فهي زيارات مجاملة وقصيرة جدا وسريعة ويكتفى من خلالها بالجلوس في قاعات مدفئة أو مكيفة لكل من يعتقد أنه صاحب شأن في أمور المدينة ، ويحرصون على أخذ الصور مع الوزير أو المسؤول فقط .
من كل ما سبق أجد أن كل من شارك بالتجهيز والاعداد للزيارة الملكية لمدينة الرصيفة في الشهر الأول من عام 2011 قد مارسوا الكذب على الملك ، لأنهم زينوا المدينة من الخارج والمدينة الأن تعاني من بقايا احتفالهم الكاذب ، إذا أنك تجد الارصفة قد رجعت لحالتها الأولى من الاسوداد والأعمدة التي وضعت على الجزر الوسطية أصبحت تستخدم كلوحات إعلانية للتزيلات من قبل محلات المواد الغذائية وبقية محلات المدينة والقاذورات تتجمع خارج الحاويات لأمتلائها وعلى أطراف الشارع الرئيسي والمياه تخرج من المناهل لتشكل بحيرات من الروائح النتنه ، ورجعت الرصيفة كما كانت قبل الزيارة بأيام .
وهكذا يستمر مسلسل الكذب على الملك في كل زيارة يقوم بها لأية مدينة أردنية ، حمى الله الوطن من هؤلاء المنافقين وكلنا ثقة أن الملك لاتأخذه المظاهر الخداعة تلك .