هناك تصريح صحفي يستحق أن يحفظ في ذاكرة الوطن وأن يبروز ويضعه كل مواطن في صدر بيته ، وهو تصريح النقابة العامة لتجار المواد الغذائية ( فرع اللحوم والدجاج وكل شيء مجمد ومبرد ) ، يقولون في تصريحهم أن الامانة ونتيجة لإجرائتها القمعية والمتعلقة بإستيفاء الرسوم على المخالفات التي يرتكبونها وبدلات المعاينة للحاويات قد منعت تجديد رخصهم بتوزيع هذه اللحوم والدجاج .
ما سبق نضعه تحته ألف خط أحمر لأننا كمواطنين عانينا الأمريين من هؤلاء التجار وخصوصا في شهر رمضان المبارك وما تلاه من أشهر ، وجميع الجمعيات المطالبة بحماية المستهلك كانت تصرخ وتقول أنهم يبالغون بالربح أضعاف ما يدعون ، ولكن كانت لهم أذان من طين وأذان من عجين ، وفي نفس الوقت نقراء يوميا عن أخبار إتلاف مئات الاطنان من اللحوم والدجاج المبرد والمجمدة التالفة وخصوصا في مدينتي الرصيفة والزرقاء ، والعديد من الطرق الملتوية التي يمارسونها بالاتفاق مع بائعي التجزئة من إيهام المواطن ان اللحوم التي يبيعونها بلدية وهي مجمدة وتباع بسعر البلدي .
والملفت للإنتباه في تصريحهم أنهم يخشون أن تتراكم اللحوم والدجاج المبردة والمثلجة في مستودعاتهم وتنقطع في الاسواق ، وعندها لايجد المواطن لحمة أو دجاج كي يطعم أطفاله والله قطعوا قلبي من الداخل ..وعذرهم أقبح من ذنبهم ، وجاءت الامانة كي تؤكد كذبهم من خلال تصريح رسمي لها بأن ما تقوم به هو اجراء قانون وليس استهداف لأحد .
ولعل الأمر الطريف بكل القصة الصورة التي تم تداولتها مع التصريح الصحفي في المواقع الاخبارية وبعض الصحف الورقية لقطع من اللحوم الحمراء الشهية وهي موضوع على قطعة خشب ويحيط بها اعشاب خضراء ، وهذه اللقطة تجعل لعاب المشاهد يسيل ولكنهم جميعا نسوا كتابة كلمة صورة تعبيربة اسفلها ليكون هناك مصداقية بصراخ هؤلاء التجار الذين اخيرا سمعناهم يصرخون خوفا على جيوبهم وانخفاض نسبة ربحهم ...!