زاد الاردن الاخباري -
عندما تُسقط نفسك من قلبك .. فهو سقوط رائع بحق ..
فمعنى هذا إن قلبك لن يسع إلا الآخرين ..
يتضائل حبك لنفسك .. إل حب الآخرين الذي يحتل قلبك ويتغلغل فيه .. ويملؤه ..
إنه سقوط رائع بحق ..
وعندما تُسقط نفسك من ذاكرتك ..
فلن يكون هناك شئ أروع من ذلك ..
فذلك يعني أنك لم تعد تُفكر في نفسك .. وسينشغل بالك بمن هم أحق من تفكيرك في نفسك .. وقتها ستعيش للآخرين لمن تحبهم ويحبونك .. ويحتلون مساحات واسعة في حياتك ..
سقوط لكن بصوت ..!!
نوعاً جديداً من السقوط ..
لا يشعر به إلا القليلون ..
لا يسمعه من حولك ..
ولا يدري به أحد حتى من تعتقد أنهم يعيشون بداخلك ..
أقرب المقربين إليك ..
في مرارته يفوق كثيراً كل أنواع السقوط السابقة ..
لأنك هنا الخصم والحكم ..
تجد صوته يتردد بداخلك ..
وصداه يهز أعماقك .. ويشعرك دائماً بتمزيق أوصالك ..
إنه
:
سقوطك أنت من عين نفسك
..
عندما تقلل من ذاتك ..
عندما تحتقر نفسك وتزدريها .. ولا تُكِّن لذاتك أي احترام أو تقدير ..
ويزيد من مرارته أن تجد حولك من يخبرونك دائماً أنك أنت الأفضل بين الجميع .. وترى من حولك يُحسن الظن بك ..
تود أن تصرخ بنفس درجة تردد صداه بداخلك ..
ويدوي صوتك يهز الأفاق ..
:
لتخبر الجميع
..
لست أنا الذي تتحدثون عنه ..
ذلك كله لأنك
:
:
:
سقطت من عين نفسك
..
عندما تنظر إلي مرآتك ..
تحاول الغوص في أعماقك تبحث وتبحث ..
لعلك تجد هذا الذي يتحدثون عنه ..
الذي يراه الجميع جميلاً .. ويحسبونه على خير ..
فتضل طريقك ولا تهتدي إليه ..
فتجد نفسك وحيداً غارقاً وسط عيوبك أنت ..
وذكريات مريرة عشتها من قبل .. لا يعلمها إلا الله وأنت ..
قد يَطرق أذنك بعض حديثهم عنك ..
يعددون ميزاتك ..
ويفتخرون بمجرد تواصلهم معك ..
وإنهم يعرفون أحداً مثلك ..
فـ
تصرخ نفسك بصوت لا يسمعه إلا أنت ..
وددت لو علا صوتك وأسمع الجميع ..
أنا لستُ ذاك الشخص الذي تتحدثون عنه .. والذي يحبه الجميع ..
فتجــد
:
إن الجميع لا يرى ولا يحب إلا ستر الله عليك ..
ولكن إذا ما عرفوك من داخلك .. على حقيقتك ..
فلن تجد أحدهم إلى جوارك وبجانبك يوماً ..
..
فتجد نفسك تخضع لهذه الكلمات .. وتنكمش بداخلك ..
تصمـت
ولا تقوى حتى على التعبير عن امتنانك لما يقولونه عنك ..
لأنك ببساطة
:
لا تشعر بصدق حديثهم ..
:
:
:
فتجد نفسك وحيداً ..
وقد يكون حولك كثيرون ..
تنصــت
:
تستمع إلى صوت أنين قلبك .. الذي أشفق عليك من كل هذه الخواطر التي تزدحم بداخلك .. تشعر بأشلائك المبعثرة والمجهدة من كلماتك التي تُسمعها لها ولا ترحمها .. وهي تجتمع ..
تلتئم ..
وينضم قلبك إليها ..
يحتضنها ..
ويخبرها أنه مازال هنالك أمل ..
مازال هناك جهة يمكن التطلع إليها ..
فلا تجد إلا..
:
:
:
السماء ..
يمتد بصرك وترفع يدك وتدعو الله أن يهدي نفسك ..
ويرحم قلبك .. ويصلح سريرتك ..
ويجعل ظاهرك كباطنك ..