مع أني اكتب منذ بدايات تجربتي عن النظام السوري إلا أني انقطعت عنه منذ تاريخ 2011-08-13 وكان عنوان المقال (ماذا بقي للنظام السوري من جرائم يستر بها عريه المخزي ) توقفت لان الصورة تتحدث عن نفسها عبر الفضائيات التي ما يزال المناصرون والمستفيدون من نظام بشار أو من يحاول إقناع نفسه بأنه أمام نظام مقاوم ينكر جسامة هذه الصورة .
طبعا لو أعدت نفس مقالي لما اختلف الوصف حول نظام منذ أحداث درعا لم نكن نتوقع أن يكن لديه أي حل سلمي أو حوار، فسوريا لا تحكم أصلا من مسمى نظام بل من عصابة صنعها احد اكبر منتهكي الحقوق الإنسانية وهو حافظ الأسد فمنذ عام 1970 حتى اليوم هناك مسميات متنوعة قد تلقيها على هذا النظام البعثي الطائفي مدعي الثورية أو العسكرية ولكن في الواقع لا يوجد سوى نظام مرعوب كان يخشى شكل ما يحيط حوله، لذا سعى بكل طاقته إلى حكم سوريا عبر عصابة أمنية،بنظام الحديد والقتل والحجر والسجن أو لنقل عصابات تتصارع وتنتشر مثل الكلاب المسعورة وهذا ليس من باب الشتيمة بل الواقع الذي يدركه كل من اعتقل في سجون النظام الاسدي فلا يجد نفسه بين مخابرات أو ضباط تحقيق بل بين كلاب مسعورة تعذبه دون أي حس أنساني.
كان كل من يفكر أو يعتقد بأنه قد يثور أو ينتقد هذا النظام الإجرامي ، مصيره بان يحتفي أو يخرج معتوها من سجون وأقبية السجون،هذا إن خرج أصلا، وطبعا إن كان ذكرا أو أنثى، وفي دولة يتحرك فيها خمسة عشر جهاز امني قد تستغرب من كثرة الأسماء وأهمها المخابرات الجوية وما علاقة هذه بان تعتقل من تظن إنهم معارضة أو لديهم ظن بالتفكير بهذا.
لم أفاجأ بكل إجرام هذا النظام، ولم أود إعادة التعبير الإنساني عما ينقل من درعا لحماة وجسر الشغور وحمص ، وغيرها فكل عاقل كان يدرك أن نظام مثل هذا سوف يرتكب كل هذه الجرائم،عند اقتراب الربيع العربي إليه، بل وظننت أكثر وتوقعت أن تقصف كل مدن بالطائرات مثلما فعل المجرم حافظ .
خوف نظام بشار من المجتمع من المجتمع الدولي والسيناريو الليبي جعله يستعمل الأسلوب الصهيوني وهو القتل البطيء عبر مرتزقة الجيش وغيرهم من الشبيحة، وأمام نظام كان يعتقل ادريا أي معارض لمدة عشر سنوات وأكثر و يمارس عليه اقس أنواع الإرهاب الأمني و ما يمكن استعماله من تعذيب علينا أن نتصور كل ما نراه اليوم طبيعيا لان أي دراسة نفسية تدلك على أن هذا النظام لا يعرف سوى لغة القتل والإرهاب ومن يظن أن في هذه الحالة ثمة شبه او ادعاء لدولة مقاومة أو داعمة للمقاومة فهو خاطئ لان الدكتاتوريات تقتل الشعوب من الداخل وهذا النظام قتل شعبه سياسيا وفكريا واليوم ونحن إمام حالة قتل مجنونة ستتضاعف وستنتقل إلى حرب أهلية ضروس يؤججها مقتل كل فرد من الأبرياء وما يحدث بعد الفيتو الروسي والصيني تعطى شرعية للإجرام يحث يحكى عن قوى متوازنة وهذا كذب وبهتان واضح هناك قاتل ومقتول وحالة جنون إجرامية تحتاج لتدخل الشرعية الدولية.