زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن النظام السوري سيسقط لا محالة، مبشرا أهل سوريا بذلك، وأنه سيخطب في الجامع الأموي بدمشق ويهنئ شعب سوريا بالنصر قريبا.
وأشار القرضاوي في خطبة الجمعة في الدوحة إلى أن الدول التي تؤيد نظام الأسد - لخدمة مصالحها ستفقد نفسها ومصالحها بعد انتصار الثورة السورية، ووصف القرضاوي روسيا بأنها دولة "فاقدة للوعي".
وقال إن سوريا صبرت كثيرا على مدى 4 عقود، صبرت على الظلم والطغيان واحتكار الملك لعائلة من العائلات، فلماذا تحتكر الملك في بلد جمهوري عائلة من العائلات، ولماذا يستمر حكم العسكريين في سوريا الحرة العزيزة التي انضمت بحريتها إلى مصر ولما رأت أن مصر تريد أن تتحكم فيها ثارت عليها وعادت إلى حريتها إلى أن تحكم فيها هؤلاء الطغاة الذين استغلوا أوضاع البلد واستمروا في الحكم عقودا طويلة، وفعلوا في سوريا ما فعلوا دون حساب، فالحزب الواحد وحسب مادة في الدستور هو الذي يحكم، ومن يقف في وجه ذلك لابد أن يقهر، وحينما وقف بعض شباب الإخوان في حماة، ضربت حماة بالطائرات والمدافع والصواريخ والدبابات، وقتل أكثر من 30 ألفاً من ابنائها في يومين، وأخذ الناس بالآلاف بعد ذلك للسجون وقتل الكثير منهم في سجونهم دون أن يعرف أحد مصيرهم، وتركوا أهلهم حيارى بعدهم.
الشعب السوري يريد الحياة
وقال إن الشعب السوري ليس شعبا ميتا، ومن حقه أن يحيا الحياة التي يريدها، وعندما وجد الشعوب تحيا في تونس ومصر وليبيا واليمن، فتحرك ليحيا، فلماذا يفرض عليهم الموت أبد الدهر، ورأينا الشعب السوري يطلب الحرية، ومن أول يوم رأيناهم يهتفون بالحرية، ليس معهم لا سلاح ولا سكين ولا حجر، وقد ظل الشعب يقدم قتلى في كل يوم دون أن يحمل السلاح، أو يحاول أن يدفع عن نفسه.
مازلت أدعو الجيش
وقال العلامة القرضاوي إنني ما زلت أدعو الجيش السوري ألا يتحمل وزر قتل أبنائه وآبائه وأمهاته وإخوانه وأخواته وأعمامه وعماته وجيرانه وأصدقائه، وأن يترك هذا الجيش الذي يعمل لغير عقيدته ويعمل لغير من يحب، ولا يعمل لبلده، فبلده ليست له، وأنا أقول إن هناك علويين يقفون ضد الأسد وجماعته، ولا يعملون له.
وأضاف إننا مع الشعب السوري الذي قدم ويقدم العشرات والمئات كل يوم من أبنائه، ففي أحد الأيام قدم الشعب السوري 330 شهيدا من أبناء حمص التي قادت المسيرة وتحملت ما تحملت في سبيل الثورة، وقد ضربت بأقصى ما يكون الضرب، فضربت الخالدية التي فيها مسجد سيدنا خالد بن الوليد، وضربت بابا عمرو وغيرهما، وقد ضربت كل البلدات لكنها لم تركع.
علماء.. لكن طمست بصائرهم
وقال إن الشعب السوري جدير بأن نحييه وأن ندعو الله له في سجودنا وفي صلواتنا وخلواتنا وليلنا بأن يمده الله بنصره، وهو إن شاء الله ممدود بالنصر والتأييد، فهذه سنة الله، ولا يمكن أن يترك الله المظلومين للظالمين، وقد يتركهم فترة من الزمن امتحانا لهم، وإنهم منصورون بإذن الله، فلا يمكن أن ينتصر الظلام على النور، ولا يمكن أن ينتصر الباطل على الحق، ولا يمكن أن ينتصر الحكام الطغاة على الشعوب، وهذا ما أؤمن به حق الإيمان، وثقوا كما أثق تماما أن سوريا ستنتصر، وسأذهب لأخطب الجمعة في الجامع الأموي وأهنئ هذا الشعب بانتصاره، وأقول للعلماء الذين طمست بصائرهم وذهب عنهم القرآن والسنة، وأصبحوا في ركاب الظالمين، وللأسف فقد وجدنا ممن يسمون علماء من يسير في ركاب الظالمين ويمشي معهم ويخطب لهم ويدعو لهم، ويدعو الناس لأن يكونوا معهم، تصوروا عالما معمما بعمامة ويلبس جُبة، ويدعي أنه يعرف القرآن والسنة، ويدعو الناس لأن يمشوا مع هذا "الأسد" الوحش الذي يقتل الناس، متسائلا ومتعجبا: كيف يدعو هؤلاء العلماء أبناء الشعب السوري لأن يكونوا مع الطغاة؟.
روسيا فقدت وعيها
وقال القرضاوي: لعلنا نقف في يوم ما في الجامع الأموي إن شاء الله ونبين لهؤلاء العلماء أنهم كانوا مخطئين خاطئين، فاقدين لأبصارهم وبصائرهم، مطموسين على أعينهم، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"، ستنتصر سوريا، وسينتصر المجلس الوطني السوري، وكل من يمثل الشعب السوري، وستنتصر الجامعة العربية، وستنتصر الجوامع العالمية وستنتصر الأمم المتحدة، وسينتصر مجلس الأمن، رغم ما تقوله روسيا، التي فقدت وعيها وفقدت إدراكها، وقالت الباطل ولم تقل الحق أبدا، كذلك الصين وكل من ساندهما في مجلس الأمن، جميعهم سيعرفون أنهم خسروا أنفسهم، وخسروا الناس، وخسروا الحقيقة.
الشرق القطرية