زاد الاردن الاخباري -
تكاثفت الأشكال الاحتجاجية في المغرب لمساندة الثورة السورية ودعمها والتنديد بجرائم نظام بشار الأسد ضد الإنسانية، مطالبة حكومة "العدالة والتنمية" بضرورة التعجيل بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وطرد السفير السوري في العاصمة الرباط وسحب السفير المغربي في دمشق.
وخرجت مسيرات حاشدة تلبي نداءات جماعات وتيارات إسلامية في البلاد، وتستنكر الذبح الهمجي الذي يتعرض له الشعب السوري على مرأى من العالم بأسره فيما أسس شباب مغاربة أخيرا "الحملة المغربية لمساندة الثورة السورية" واختار آخرون تدشين صفحات على موقع "فيسبوك" من أجل نصرة سوريا ودعم شعبها إزاء جرائم التقتيل التي تستهدفه كل يوم.
وخرج آلاف المغاربة مساء السبت 18 فبراير الجاري في مسيرة احتجاجية حاشدة في مدينة طنجة شمالي البلاد وفق نداء أطلقته جماعة العدل والإحسان، أحد أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب، للتنديد بما تقوم به عصابة النظام الأسدي السفاح في حق الشعب السوري، وارتكاب جرائم يندى لها الجبين في مدن حمص وحماة وإدلب ودير الزور وغيرها من المناطق المحاصرة من طرف النظام ذاته وذلك لمنع وصول المؤن الغذائية من خبز وحليب أطفال ودواء وكهرباء وماء إلى السكان.
ورفع المحتجون شعارات تمجد شجاعة الشعب السوري في مواجهة نظام الأسد رغم التقتيل والحصار، معلنين أن الشعب السوري لن ينطلي عليه اختلاق النظام الحاكم للروايات الكاذبة وسلك مناورات التيئيس والتزوير بهدف تشويه الصورة النقية والمسالمة للثورة الشعبية في سوريا، عبر نعتها بالعمالة أو بالعلاقات مع تنظيم القاعدة وغيرها من الأساليب.
وخرجت أيضا مئات النساء المغربيات قبل أيام قليلة إلى أحد أكبر الساحات بمدينة الدار البيضاء من أجل التعبير عن تضامنهن ومساندتهن غير المشروطة للثورة القائمة في سوريا ضد نظام الأسد، مطالبات الحكومة بطرد السفير السوري من البلاد، وذلك بحضور لأفراد من الجالية السورية التي تقيم في المغرب، والذين عبروا عن معاناتهم النفسية والاجتماعية جراء الحصار المضروب على أسرهم وذويهم هناك في سوريا.
ومن جهتهم، بادر شباب مغاربة أخيرا إلى تأسيس "الحملة الشبابية لمساندة الثورة السورية" على "فيسبوك" حيث طالبوا في بيان وصل "العربية.نت" نسخة منه حكومة بن كيران بالقطع الكامل والفوري لعلاقاتها مع النظام الجائر في سوريا، كما نادوا بتقديم الدعم للجيش السوري الحر بشتى أنواع الطرق الكفيلة التي تتيح له الدفاع عن أرواح السوريين المحاربين حتى في بيوتهم.
وطالب الشباب بإنشاء منطقة عازلة وحظر جوي للحيلولة دون استمرار الطائرات الحربية السورية في قتل المتظاهرين وحصار المدن، وأعلنوا عن تضامنهم الكامل مع نضال السوريين ضد الطغيان والاستبداد والعمل من أجل ذلك عبر عدة أنشطة على مستوى العالم الافتراضي والواقعي.
وقال المسؤول في "الحملة الشبابية المغربية لمساندة الثورة السورية" حسن بداني في تصريحات لـ"العربية.نت": "إنه يجب على حكومة عبد الإله بن كيران القيام بطرد السفير السوري وسحب السفير المغربي من دمشق وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد وذلك في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها الدبلوماسية المغربية والاعتراف بالمجلس الوطني السوري".
واستطرد بداني أنه على حكومة العدالة والتنمية أيضا أن تدفع في اتجاه دعم الجيش الحر السوري من أجل حماية الشعب السوري الحر، مضيفا أنه ينبغي على الحكومة أيضا إقناع الجامعة العربية بفرض حظر جوي عربي على مناطق معينة في سوريا، خصوصا مدينة حمص.
وبخصوص الضغط على الحكومة انطلاقا من صفحات الموقع الاجتماعي فيسبوك، أجاب بداني بأنه يظل المنبر الوحيد للشباب من أجل إيصال صوته ومطالبه الاحتجاجية إلى المسؤولين، خصوصا في عهد الثورات العربية التي أطاحت بزين العابدين بن علي في تونس بسبب شرارة انطلقت من فيسبوك.
وأردف أن الشباب المنخرط في الحملة لهم آمال عريضة في أن تستجيب الحكومة المغربية لمطالبهم، وتحاول تنفيذ ما جاء في بيانهم التضامني مع الشعب السوري الحر.
العربية