زاد الاردن الاخباري -
تتجه الأحداث على الأراضي السورية إلى أن تتحول لثورة مسلحة بأتم معنى الكلمة وما تحمله من دلالات، وهو ما وقفنا عليه من دلائل على الأرض من التحضير الحثيث من مختلف شرائح الشعب السوري للعمل المسلح، لحسم الصراع مع النظام السوري ووقف القتل اليومي الذي يحصد العشرات من أرواح السوريين المدنيين خلال تظاهرهم ومطالبتهم بالحرية وإسقاط النظام.
حيث خرج مساء أمس الآلاف من المتظاهرين في مختلف مناطق مدينة "إدلب"، تحت حماية أفراد الجيش السوري الحر والثوار المسلحين الذين عملوا على تأمين حياة المدنيين المتظاهرين من قصف المدفعية التابعة للجيش النظامي التابع لبشار الأسد، في ظل سوء الأحوال الجوية ونقص المؤونة والمواد الغذائية لدى أغلب العائلات.
ورفع المتظاهرون شعارات مختلفة عما كانوا يرفعونه في المظاهرات السابقة كشعار "المقاومة الشعبية المسلحة" و"نريدها مسلحة لإسقاط النظام الذي استباح الأعراض والأرواح"، في الوقت الذي صب المتظاهرون جام غضبهم على المجلس الوطني السوري والتشكيلات السياسية المتواجدة خارج الأراضي السورية، التي فرطت ـ حسبهم ـ في قضية تحرر الشعب السوري الأعزل من القتل المسلط عليه يوميا في مناطق يطالب أهلها بإعدام الرئيس السوري بشار الأسد وقيادات نظامه.
وحسب العديد من المدنيين الذين تحدثنا إليهم، فإن الثورة والانتفاضة السورية يجب أن تتجاوز صفة "السلمية" إلى "المقاومة الشعبية المسلحة" التي أصبحت الحل الوحيد ـ حسب ذات المتحدثين ـ لوقف حمام الدم الذي لا زالت تراق فيه دماء أبنائهم وفلذات أكبادهم بسبب مطالبتهم بالحرية وانتمائهم للطائفة السنية.
اقتربت من "أبو خالد" الذي كان يشارك في المظاهرة تحت تساقط كثيف للأمطار، عن السبب الذي دفعه للمشاركة في المسيرة وهو يتجاوز السبعين من العمر ليقول "كيف لي أن ألتزم الصمت وأبناء وطني يذبحون من طرف من أقسم على حمايته من جيش بشار وشبيحته"، وأضاف "لقد بلغ السكين العظم، من شدة الوطأة والظلم المسلطين علينا من بشار الأسد وقبله والده حافظ الأسد لعشرات السنين، ونحن في صمت لم يسمع بنا أحد، فبعد كل هذه المآسي والتضحيات من الشعب السوري يريدوننا أن نصمت ونقبل إصلاحات بشار الكاذبة، لا والله لن نقبل إلا بسقوط نظامه دون رجعة، وإعدامه أمام الشعب السوري الذي أصبح كله يئن من الظلم والقهر".
يتوقف أبو خالد عن الحديث وعيناه تذرفان الدمع وهو يرتعش من المطر البارد الذي كان يتساقط بصورة كبيرة ليقول "والله لن أنسى يوم دخلوا إلى مدينتنا ـ جبل الزاوية ـ وأذلوا عباد الله حيث كانوا يوقفوننا عشوائيا بسبب انتمائنا".
بعد هذه الكلمات يحجم أبو خالد عن الاستمرار في الحديث، ليتدخل شاب في مقتبل العمر قال أكتبوا اسمي فأنا لا أخشى شيئا بعد يومنا هذا، هو سالم أحمد زيدان لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر، يذكر محدثنا أن جنود بشار قبل يوم، قدموا إلى شارع السوق وسط المدينة وأوقفوا العشرات منا في حملة مداهمة للمنازل، حيث اعتمدوا على سيارات مدنية، وقاموا باعتقال أكثر من 15 شخصا أخرجوهم من منازلهم، بسبب معلومات وفرها أعوان النظام المندسين داخل الأحياء الشعبية للمخابرات السورية.
ويضيف أبو خالد "لم يحترم جنود بشار أي حرمة للبيوت أو المساجد، لجأ بعضنا إلى المسجد الكبير القريب من وسط المدينة، ظنا منهم أنها دور عبادة لن يجرؤ المعتدون على مطاردتهم في دور العبادة، غير أنهم فوجئوا بدخول العشرات من أفراد الجيش النظامي للمسجد بالأحذية مطلقين الرصاص وسطه لترويع اللاجئين، ومهددين إياهم بحرقهم داخل المسجد في حال عدم خروجهم منه، مرددين عبارات "يا بشار لا تهتم إحنا رجالك نشرب دم".
يقول المواطنون السوريون إن المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حق أبناء شعبه، تذكرهم بما مارسه التتار والمغول على أراضي المسلمين عندما غزو بلاد المسلمين وأراضي الشام، كما أن مساجدنا كتب "الشبيحة" عليها ربنا بشار ولا إله إلا بشار ، يضيف السوريون "أن الفرنسيين لم يجرؤوا على الاعتداء على مطاردة المسلمين خلال الاستعمار، لكن الجيش النظامي السوري فعلها".
الشروق الجزائرية