زاد الاردن الاخباري -
بعد معاناة استمرت 9 أيام، وصل الصحافيان الفرنسيان أديت بوفييه ووليام دانييلز، مساء أمس الجمعة إلى الأراضي الفرنسية، بندوب وذكرى تجربة لن ينسياها مدى الحياة. لعلها فرصة حياة جديدة منحت لهما، بفضل جهود بعض المتطوعين من الجيش السوري الحر.
وكانت بوفييه البالغة من العمر 31 عاماً، أصيبت في رجلها إصابة بالغة في قصف على حي بابا عمرو في الثاني والعشرين من فبراير، في حين قتلت مراسلة صنداي تايمز ماري كولفن، والمصور الفرنسي ريمي أولشيك في القصف نفسه.
وفي حديث لصحيفة "لو فيغارو" التي يعملان لصالحها، أعرب دانييلز وبوفييه عن شعورهما بأن القوات السورية استهدفتهما بشكل مباشر. وقال الصحافيان عارضين لمجريات الأيام التسعة التي أمضياها في حمص بين فبراير والأول من مارس، إلى وقوع خمسة انفجارات متتالية على الأقل بفاصل زمني قريب، أشعرنا بالاستهداف المباشر.
وفي التقرير الذي أوردته "لو فيغارو"، تحدثا طويلاً عن القصف الذي أدى إلى مقتل كولفن وأولشيك، واصفين الانفجار الذي استهدف مركز الصحفيين في حي بابا عمرو بالرهيب. وأضافت بوفييه: "كانت ماري كولفن وريمي أوشليك عند النقطة التي سقط فيها الصاروخ تقريباً، وقضيا على الفور".
كما أصيبت بوفييه، وأضحت عاجزة عن تحريك قدميها، فقام مسلحو الجيش السوري الحر بنقل الصحافيين إلى مستشفى ميداني، ثم إلى منزل في حي بابا عمرو.
وأعقب ذلك محاولات عدة لإجلاء الصحافيين من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أن يحاول متمردو الجيش السوري الحر تهريب الصحافيين الغربيين تحت تهديد شن الجيش السوري هجوماً نهائياً على المدينة.
ووجه الصحافيان بوفييه ودانييلز تحية إلى مقاتلي الجيش السوري الحر بسبب "مخاطرتهم بحياتهم"، لأجل إنقاذهما وفق ما أبلغا صحيفة "لو فيغارو".
ومن دون الكشف عن تفاصيل الرحلة التي سمحت لهما بمغادرة حمص، روى الصحافيان تفاصيل الأيام الأربعة التي أمضياها في محاولة الهرب من حمص في اتجاه الحدود اللبنانية، التي تبعد حوالى 40 كلم من المدينة.
وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة في باريس أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقاً أمس الجمعة، لكشف ملابسات مقتل المصور الصحافي الفرنسي ريمي أوشليك ومحاولة قتل الصحافية بوفييه.
وأضاف المصدر نفسه أن التحقيق الأولي يهدف إلى جمع المعلومات التي تتيح رسمياً التعرف على جثمان أوشليك تمهيداً لنقله إلى فرنسا.
وكانت السلطات السورية أعلنت الخميس، العثور على جثماني أوشليك والصحافية الأميركية ماري كولفين، مدفونين في حي بابا عمرو في حمص.
وأعلنت الخارجية السورية أنها ستطلب نماذج من الحمض النووي من عائلتي كولفن وأوشليك من الولايات المتحدة وفرنسا، لتسلم بعدها الجثمانين إلى السفارة البولندية في دمشق التي ترعى مصالح الولايات المتحدة وفرنسا، بحضور ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري.
العربية