نتحدث عن مهنة من أشرف المهن وأعظمها قدرا ومكانة على مر الأزمان والعصور وفي مختلف الحضارات والشعوب ويشكل المعلمون والمعلمات أكثر النسب وأكثر الوظائف شغلا واهتماما ...وحين نسلم في هذه الحقائق وعظم الرسالة التي يقدمها المعلم يتوجب علينا معرفة من هو المعلم ما له وما عليه ...؟؟؟
المعلم هو المربي ومنارة وشمعه تضيء لنا مستقبل الأجيال ... المعلم هو المحفز والباني والموجه والذي يتفانى في خدمة وتعليم طلابه ليكونوا قدوة تحتذى ومخرجات طيبة نعتز فيها لبناء لبنات المستقبل الواعد ...المعلم هو الجندي المجهول الذي يقدم المعجزات ويتفانى من أجل أن يقدم أفضل ما عنده من عطاء ومهما كان فالمعلم الصادق والأصيل لن نوفيه قدره .
لكن ، هل كل معلم يستحق التبجيل ؟؟؟ وهل كل معلم معلم ؟؟؟ وهل كل معلم صاحب فضل على أمته ومخرجاته سليمة ويعتز فيها الجميع ؟؟؟
وبعد هذا التساؤل أجزم في أن الكثير منهم غير ذلك وكل ذلك من خلال خبرتي المتواضعة في مجال التعليم وجدت أن بعضهم :
1- يسرق الوقت المحدد للحصة ويقضيه في الحديث عن قصص خارج المنهاج .
2- وبعضهم لا يحضر درسة ولا يمتحن طلابه حسب الوقت المحدد للإمتحانات .
3- وبعضهم ضعيف الشخصية لا يستطيع السيطرة على طلاب الصف رغم كفاءته ويذهب تعبه مع طلابه أدراج الرياح ويحتاج إلى أن يكون مدير المدرسة حاضرا معه لكي يؤدي الحصة في الشكل المطلوب .
4- وبعضهم لا يطالع ويبحث عن المستجدات في العلم ويكتفي فيما يأخذه في الجامعة .
5- وآخرون يتبعون أسلوب الإلقاء والتلقين والروتين الممل ويبتعدون عن أسلوب المشاركة للطلبة في الحصة ويبتعدون عن أساليب العصف الذهني ومشاركة الطالب في الحصة .
6- وبعضهم يرفع الكلفة مع طلابه مما يؤدي إلى عدم مهابته واحترامه .
ومن هنا بدأت سمعة المعلم تنحدر تدريجيا مما دعا إلى التقليل من مكانته ، وسقطت ورقة المعلم من الناحية الاجتماعية مما جعل الحكومات المتعاقبة لا تنظر للمعلم بعين التقدير والاحترام ... أقول ذلك وأنا لا أنكر أن هناك معلمين لن تمحيهم ذاكرة طلبتهم لأنهم أدوا الرسالة وخرجوا أجيالا مهمة أصبح منهم الوزير والرئيس والمحامي والطبيب والمهندس وكل من تتلمذ على أيديهم وكانوا أصحاب رسالة وبحق ومهنة شريفة .
ومن هنا أرى أن يكون هناك تصنيفا للمعلمين أساسه الكفاءة ؛ وبناء على ذلك فإن المعلم الذي لا يلتزم في مهنة التعليم كما ينبغي ، أرى أن يحرم من علاوة 100 % إذا استمر في عدم اكتراثه لهذه المهنة ، وإذا بقي مصرا على الخطأ فاليكن فصله من المهنة لأن هناك الكثيرين من الجامعيين العاطلين عن العمل ينتظرون تعيينهم .