زاد الاردن الاخباري -
استمرت الاتصالات على المستوى الدولي بهدف ايجاد حل للازمة السورية، لا سيما مع موسكو التي يحول دعمها للنظام السوري دون استصدار قرار عن مجلس الامن الدولي يدين حملة القمع في سورية، حيث اعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما الثلاثاء عن 'الالم' ازاء الوضع في سورية، الا انه اكد في الوقت نفسه ان الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري منفرد وقال متحدثا عن الرئيس السوري بشار الاسد: 'سيسقط هذا الدكتاتور في نهاية الامر'، وفيما يتعلق بالملف الإيراني، قال أوباما إن العقوبات ساهمت في 'شلّ' الحكومة، مشيراً إلى أنه لا يزال يؤمن أنه من الممكن حلّ المسألة النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية، مشيراً إلى ان العالم لن يقبل بإيران نووية.
كما عارض التصريحات التي توحي بأن واشنطن موشكة على اتخاذ قرار بشأن القيام بتحرك عسكري ضد ايران وتعهد بتبني نهج 'رزين' في التعامل مع البرنامج النووي الايراني.
وفي ظل تصاعد التكهنات بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على المواقع النووية الايرانية في الشهور القادمة قال أوباما إن السياسيين الأمريكيين 'الذين يدقون طبول الحرب عليهم مسؤولية توضيح تكلفة العمل العسكري وفوائده'.
واضاف أن فكرة أنه ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ قرار خلال اسابيع أو شهور 'لا تدعمها الحقائق'.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض 'ان ما يحدث في سورية مؤلم وشائن، وشاهدنا المجتمع الدولي يتجند ضد نظام الاسد'، مضيفا 'من جهة ثانية اعتقد انه سيكون من الخطأ، كما يدعو البعض، القيام بعمل عسكري من طرف واحد او الاعتقاد بان هناك حلا بسيطا'.
أضاف أوباما: 'ليس السؤال عما إذا كان الأسد سيسقط بل: متى سيسقط؟'.
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين قد طالب أمس بشن غارة جوية على سورية 'لوقف المذبحة'، كما حذر القائد العسكري الامريكي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الجنرال جيمس ماتيس من اي تدخل عسكري في سورية معتبرا انه سيكون 'بالغ الحساسية'.
ودعت روسيا الثلاثاء الدول الغربية الى عدم توقع تغيير في موقفها من الازمة بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، واثر دعوات وجهت لها بهذا الصدد من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان 'نريد تذكير شركائنا الامريكيين والاوروبيين بان عليهم الا يأخذوا رغباتهم على انها حقائق. ان الموقف الروسي من تسوية النزاع في سورية لم يكن يوما مرتبطا باحداث جانبية، وهو لا يتقرر بناء على دورات انتخابية'.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون دعا في اتصال هاتفي الثلاثاء مع بوتين لتهنئته بانتخابه رئيسا، موسكو الى 'العمل' مع باريس من اجل 'تسوية المأساة السورية'.
وتصل الى سورية اليوم الاربعاء مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام. كما يزور دمشق السبت موفد الامم المتحدة الخاص كوفي انان.
وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء النظام السوري بفتح 'فوري' لممرات انسانية للمدنيين من ضحايا العنف في سورية. ودعا الاسرة الدولية الى ممارسة ضغوط على دمشق في هذا الشأن.
جاء ذلك فيما اعلن الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء تصميمه على مكافحة الارهاب بدعم من الشعب، في وقت تواصل قوات النظام تشديد الخناق على عدد من معاقل الناشطين المناهضين للنظام السوري والمنشقين عن الجيش عبر اقتحامات وعمليات قصف واعتقالات.
واكد الرئيس السوري، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان 'الشعب السوري الذي أفشل المخططات الخارجية في السابق بارادته ووعيه اثبت قدرته مجددا على حماية وطنه وبناء سورية المتجددة من خلال تصميمه على متابعة الاصلاحات بالتوازي مع مواجهة الارهاب المدعوم من الخارج'.
في باريس، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان اغلاق سفارة فرنسا في دمشق الذي قرره الرئيس نيكولا ساركوزي اصبح نافذا الثلاثاء.
وقال 'ان اغلاق السفارة الفرنسية مقرر اليوم (امس). و(السفير) اريك شوفاليه يغادر اليوم (امس) او صباح غد (اليوم)'.
واعلنت اسبانيا الثلاثاء تعليق انشطتها الدبلوماسية في سورية بعد شهر تقريبا من استدعاء سفيرها بسبب 'تزايد قمع المدنيين'.
وقال دبلوماسيون في بروكسل ان محادثات الاتحاد الاوروبي بشأن ما اذا كان يتعين على الدول الاعضاء في التكتل ان تبقي سفارتها مفتوحة في سورية انتهت بدون اتخاذ قرار في هذا الصدد امس الثلاثاء.
وصرح دبلوماسي لوكالة الانباء الالمانية ان المحادثات بين سفراء الاتحاد الاوروبي لم تحرز تقدما كافيا للخروج بتوصية.
كان قادة التكتل قد هددوا باتخاذ اجراء قضائي ضد المسؤولين عن حملة قمعية ضد المعارضة في سورية. وفرض الاتحاد الأوروبي أيضا العديد من العقوبات ولكنه فعل القليل حتى الآن لوقف العنف.
في هذا الوقت، واصلت القوات السورية عملياتها العسكرية. وعمدت الى قصف جسر اساسي يستخدم لعبور الجرحى والهاربين من اعمال العنف من سورية الى لبنان.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون ان القوات السورية قصفت بالمدفعية جسر الربلة الذي يمر عليه كل الجرحى في طريقهم الى لبنان قرب مدينة القصير في محافظة حمص.
وتحدثت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، الثلاثاء، عن حوادث تتعلق بتعذيب مرضى سوريين في المستشفيات، وقالت إن المعلومات لديها تتطابق مع مشاهد بثتها قناة بريطانية أمس الاول قالت إنها لمرضى سوريين يتعرضون للتعذيب في مستشفى في حمص. وتعليقاً على المشاهد، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن ما ذكرته لجنة تقصي الحقائق تشرين الثاني (نوفمبر) يطابق إلى حد كبير ما ورد على لسان الشهود وظهر في المشاهد التي أذاعتها القناة البريطانية الرابعة.
وقال كولفيل إن 'تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وثّق حالات لجرحى تم اصطحابهم إلى المستشفى العسكري حيث تم ضربهم وتعذيبهم أثناء التحقيق. كما أفيد عن إرتكاب أعمال قتل وتعذيب في المستشفى العسكري في حمص، التي ظهرت في صور القناة الرابعة، من قبل قوات أمن ترتدي أزياء أطباء وبتواطؤ كما يُدعى من العاملين الطبيين'.
وقال المتحدث باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان، إن استخدام التعذيب على نطاق واسع وبشكل منهجي يصنف بأنه جريمة ضد الإنسانية.
وكانت القناة البريطانية الرابعة بثّت أمس مشاهد إلتقطت سراً لمن قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في مدينة حمص السورية.
القدس العربي