زاد الاردن الاخباري -
على خلفية التغيرات التي يشهدها العالم العربي, ومنطقة الشرق الاوسط تحديدا, اضافة الى مواصلة القيادتين العسكرية والسياسية التلويح بأن تلك التغييرات زادت من منسوب التهديدات الموجهة من ايران ضد اسرائيل ومن حزب الله وحركة حماس, اعلنت قيادة الجيش عن اجراء تدريبات لجنودها في خنادق تحت الارض استعدادا لمواجهة الحرب القادمة, خاصة في قطاع غزة ولبنان. وفي الوقت نفسه وعلى الرغم من زيادة ميزانية الجيش خرجت مجموعة من الضباط الكبار في الجيش بالتحذير من قرار ايقاف تدريبات سلاح البرية في شهر نيسان المقبل, بسبب التقليصات.
وكانت صحيفة "هآرتس", قد نشرت يوم امس الاول, ان الجيش الاسرائيلي يستعد لسيناريوهات حرب, لأنه وبحسب تقديراته, لن يكون بامكانه الامتناع خلالها عن مواجهات عسكرية تحت سطح الأرض, فقد ركز هذه التدريبات على اقتحام بيوت وخنادق وأنفاق تحت الأرض. وحسب تقديرات الجيش الاسرائيلي فإن حزب الله يمتلك عشرات القواعد العسكرية المبنية تحت الأرض في لبنان ومنظومات لاطلاق الصواريخ وراجمات تُفعَّل كلها من تحت الأرض. وذكرت الصحيفة ايضا, انه وبحسب المعلومات التي لديها, فإن حركة حماس في غزة تمتلك هي ايضا منظومة حربية وعسكرية تحت الأرض تشمل عشرات "الانفاق القتالية" المرتبطة بالبيوت, بعضها انفاق معدة لعمليات اختطاف جنود اسرائيليين وأخرى لنقل وتهريب الاسلحة الى داخل غزة.
وكانت قيادة الجيش قد قامت مؤخرا باستعراض قدراتها القتالية الجديدة, في مقر الوحدة الهندسية للمهام الخاصة التابعة لسلاح البرية, لما أسمته "استخلاص العبر" من الحرب الثانية على لبنان في شهر تموز ,2006 والحرب العدوانية على قطاع غزة" الرصاص المصبوب", في نهاية العام 2008 وبداية العام .2009 وقد اجريت تدريبات عسكرية في تلك القاعدة لاظهار قدرات الجنود ومدى جاهزيتهم لحرب تحت الأرض, من خلال محاكاة نشاط قيادة عسكرية تحت الأرض, تتمركز في طابقين, يحتوي كل واحد منهما على غرفة للقيادة, مخزن للأسلحة ومنافذ لخروج الجنود المقاتلين عند الهجوم, منافذ للهواء ومحول للطاقة الكهربائية, في حالة الاضطرار للبقاء تحت الارض لفترات طويلة.
مع ذلك لم تخف قيادة الجيش, قلقها من ادخال جنودها للانفاق, وقالت انها تفضل عدم الاضطرار الى ذلك, على اعتبار ان دخول الانفاق والمقرات العسكرية تحت الارض, مجازفة كبيرة قد تعرض حياة الجنود للخطر, التي تفوق الفائدة المرجوة منها. واضافت: قد تكون للحرب تحت الأرض, في حالات معينة نقاط تفوق وحسنات, خاصة اذا كان الموقع ذا اهمية استراتيجية, او في حالة اختطاف جنود, حيث سيتم دخول تلك المواقع بواسطة "الروبوت الالكتروني", ومن ثم انزال الجنود للموقع. وفي تصريح لقائد وحدة "يهلوم", التي اجرت تلك التدريبات, ساهَر افرجيل, قال: "ان العالم التحت الأرضي مليء بالمخاطر والتهديدات العسكرية, فالأنفاق ليست مجرد مظاهر جيولوجية, بل هي اعقد من ذلك بكثير, فهي مليئة بالمصائد والكمائن الذي يعدها لنا العدو".
ومن جهة ثانية, كانت مصادر أمنية عليا في اسرائيل, قد وجهت أمس الاول, اتهاما لوزير الداخلية في حكومة "حماس" في قطاع غزة, فتحي حامد, بتشكيل خلايا مسلحة تعمل على تخطيط وتنفيذ عمليات ضد اسرائيل من سيناء المصرية. وادعت ان هذه الخلايا تابعة مباشرة لحركة حماس, ولكنها تحاول الاختفاء وراء أسماء اخرى. وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت", فإن "التنظيم المذكور أقيم قبل سنة. وهو يعمل بشكل مستقل, ويتظاهر انه غير تابع لحماس, لأن هذه الحركة تحاول الظهور بمظهر الاعتدال السياسي حتى تحظى باعتراف دولي. وهذا الموقف يتطلب منها اتخاذ قرارات سياسية بعيدة عن النشاط العسكري. وقد أدى هذا التغيير إلى تذمر في صفوف شبابها, وتهديدات بالانفصال عن حماس, فوجد لهم الوزير حماد حلا بتشكيل تلك التنظيمات المسلحة".
وحسب المحرر العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت", ألكس فيشمان, فإن هذه التنظيمات تعمل على تنفيذ "عمليات ذات نوعية عالية, مع وتيرة منخفضة جدا للاعلام. فهي لا تسارع إلى اعلان مسؤوليتها عن تلك العمليات. وتحرص على العمل بصوت منخفض, ومن خلال الصبر وصرف وقت طويل على التخطيط والإعداد. وطموحها هو الوصول إلى عمليات خطف جنود اسرائيليين كرهائن يستخدمون في المقايضات لتحرير اسرى فلسطينيين من السجون الاسرائيلية, وقصف دوريات عسكرية بقذائف صاروخية. ونقل فيشمان عن عناصر في قيادة الجيش ان عبوات ناسفة ضبطت قبل شهر ونصف الشهر على الحدود مع قطاع غزة, كانت قد أعدت خصيصا لتنفيذ عمليات تفجير كبيرة في مناطق مأهولة داخل اسرائيل.
وحسب تقديرات المخابرات الاسرائيلية, فإن حماس ما زالت تعزز قواتها العسكرية بالمزيد من الأسلحة المتطورة, التي تصل اليها من الخارج. وانه في سنة 2011 تم إدخال أسلحة تعادل 7 أضعاف ما أدخل في سنة .2010 وان عدد الصواريخ بحوزة حماس زاد بنسبة 40% خلال هذه السنة, وزاد عدد القذائف المدفعية بنسبة 25%. ولم تعد حماس تقصر نشاطها على قطاع غزة, بل في الآونة الأخيرة يلاحظ تزايد كبير في نشاطها في الضفة الغربية.
وأضافت أن قوات تنظيم "القاعدة", التي تعمل في الساحات السورية والأردنية, وجدت لها قوى سلفية تتعاون معها وتمنحها غطاء تنظيميا ومساعدات لوجستية في قطاع غزة وفي سيناء المصرية.