زاد الاردن الاخباري -
واصلت آلة الحرب الاسرائيلية الجوية والبرية لليوم الثاني على التوالي اعتداءاتها على قطاع غزة حيث استشهد في غارتين منفصلتين شنهما سلاح جو الاحتلال ظهر امس على مناطق جنوب القطاع ثلاثة فلسطينيين استهدفت الغارة الاولى دراجة نارية في بلدة عبسان شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة ما ادى الاستشهاد فلسطينيين اثنين هما منصور أبو نصيرة 20عاما وحسن البريم 51عاما وفي غارة لاحقة استهدفت عربة تجرها دراجة نارية "تكتك" استشهد فلسطيني يدعى مهدي ابو شاويش 24 عاماً ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا بصواريخ سلاح جو الاحتلال وقذائفه المدفعية الى 15 شهيدا منهم 11 شهيدا سقطوا منذ ساعات الفجر الاولى يوم امس اضافة الى اصابة اكثر من 23 فلسطينيا بجراح بين متوسطة وخطيرة من بينهم أربعة اصيبوا نيران الاحتلال خلال تشييع جثامين سبعة شهداء من مدينة غزة قرب مقبرة الشهداء شرق جباليا شمال قطاع غزة.
غزة تشيع شهداءها
وشيع اهالي غزة 12 شهيداً امس في مسيرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف في مناطق مختلفة من مدن ومخيمات قطاع غزة بتشييع شهداء التصعيد العسكري الاسرائيلي الذي بدأ باغتيال أمين عام لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي عصر أمس الاول ونائبه محمد حنني من مدينة نابلس الذي كان برفقة القيسي عندما استهدف سلاح جو الاحتلال المركبة التي كانا يستقلانها في حي تل الهوا غرب مدينة غزة علما ان الاحتلال رفض طلبا للسلطة الفلسطينية بدفن حنني في مسقط رأسه في بلدة بيت فوريك في نابلس.
وفي مدينة غزة انطلقت من مشفى الشفاء مسيرات لتشييع سبعة من شهداء سرايا القدس "الذراع العسكرية لحركة الجهاد الاسلامي" معتصم، وأحمد حجاج وفايق سعد، وشادي السيقلي، وحازم قريقع، وعبيد الغرابلي، ومحمد حرارة الى المسجد العمري الكبير فيما ردد المشيعون عقب صلاة الجنازة على الشهداء هتافات مدوية طالبت بالثأر والانتقام للشهداء وأطلق المشيعون الأعيرة النارية في الهواء تعبيرا عن حالة الغضب والرغبة بالثأر لأرواح الشهداء وتم تشييع جثمان الشهيد محمود حنني من مسجد الشورى في حي تل الزعتر ، وتشييع جثماني الشهيدين محمود نجم، ومحمد المغاري في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة شيع فلسطينيون اشلاء جثمان الشهيد محمد الغمري .
لجان المقاومة تتوعد اسرائيل
وتزامنت مواكب تشييع الشهداء مع مواصلة فصائل المقاومة اطلاق القذائف الصاروخية باتجاه اهداف اسرائيلية متفرقة داخل الاراضي المحتلة عام 48 حيث أطلق صاروخان من طراز جراد على مدينة المجدل وقذائف هاون قرب معبر كرم أبو سالم.
وتوعد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية خلال مشاركته في موكب تشييع امين عام اللجان الشهيد القيسي ، أن رد لجان المقاومة على اغتيال امينها العام سيكون مختلفا عن المرات السابقة، ولن يقف عند حد إطلاق قذائف صاروخية، لافتا الى أن طبيعة الرد وتوقيته ستحددهما الذراع العسكرية للجان المقاومة.
وكان الآلاف من اهالي مدينة رفح وممثلون عن مختلف الفصائل شاركوا في تشييع القيسي حيث ردد المشيعون الذين تقدمهم مسلحون هتافات نددت بالعدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة، مطالبين فصائل المقاومة بتكثيف الرد العسكري على جرائم الاحتلال . وطالبت كتائب الناصر صلاح الدين "الذراع العسكرية لحركة المقاومة الشعبية" السبت كافة الفصائل الفلسطينية للرد على اغتيال الاحتلال لنشطاء المقاومة الفلسطينية عبر تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة.
وابل من الصواريخ
وقالت الكتائب في بيان تلقت الغد نسخة منه امس "ندعو لإعلان حالة النفير العام وتوحيد الطاقات العسكرية عبر غرفة عمليات مشتركة للرد على العدو وإمطاره بالصواريخ ليدفع ثمن ما ارتكبه عاجلاً على المجازر البشعة". ونعت الكتائب الأمين العام للجان المقاومة الشعبية القيسي، والشهيد محمود الحنني وشهداء حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدة أن المقاومة ستزيد إصرارًا باستهداف قادتها على المضي في نهج المقاومة والتحرير.
وتوعد أبو حسن أحد قيادات لجان المقاومة الشعبية الإحتلال الإسرائيلي بدفع ثمن باهظ جراء اغتياله لقادة لجان المقاومة والمجاهدين، وانه مهما اغتال الاحتلال من قيادات ألوية الناصر ومن الأمناء العامين فسيزيدنا صلابة وتمكينا نحو النصر مشددا على أن ضربات المقاومة الأولى ما هي إلا دفعة أولى نحو ضربات مؤلمة وموجعة سينالها الاحتلال نتيجة اغتياله للأمين العام والمجاهدين. وشدد أبو حسن على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاج إلى تبريرات عند اغتيال القادة الفلسطينيين، وهو يتبع نظرية "من يشكل خطرا عليه سينال الإغتيال"، داعيا فصائل المقاومة للتوحد حول خندق المقاومة للرد على التصعيد الإسرائيلي بقوة.
من جهتها أكدت سرايا القدس بلسان المتحدث باسمها أبو أحمد أنها ستواصل تنفيذ ضرباتها للاحتلال ردًا على هجماته على غزة، مؤكدا أن حركته أصبحت بحل من التهدئة مع "إسرائيل" بعد أن أطلق الاحتلال رصاصة الموت على التهدئة. وكشف ابو احمد النقاب عن استخدام سرايا القدس لراجمة صواريخ محمولة على سيارة رباعية الدفع للمرة الثانية تأكيدا منها على قدرة المقاومة على العمل تحت أي ظروف، وإيصال رسائلها وصواريخها لقلب العمق الإسرائيلي.
وقال" استخدامنا للراجمة رغم التحليق المكثف لطائرات التجسس الاسرائيلية، يؤكد عزم مجاهدينا على إيجاع الاحتلال وإيلامه، وقدرتهم على استخدام الوسيلة التي يرونها مناسبة لذلك حسبما تسنح الظروف في الميدان". وأضاف" من الطبيعي أن نبقي على بعض الأوراق القوية والنوعية لتستخدم في الزمان والمكان المناسبين، وحسب طبيعة المرحلة والظروف المحيطة بها، وعليه فنحن نتحفظ على كشف أية معلومات جديدة في هذا الإطار".
واكد أن معظم شهداء السرايا الذين ارتقوا مساء أمس الاول وفجر اليوم لم يكونوا في مهمات جهادية ، وإنما استهدف بعضهم بعد خروجه من مستشفى الشفاء لتوديع الشهداء، وآخرون استشهدوا وهم في زياراتٍ شخصية، وهذا يدل على فشل الاحتلال في استهداف المقاومين الذين أمطروا أهدافه بعشرات الصواريخ والقذائف".
وقال "المقاومة تعلم بوجود نية مسبقة وخطط عملية للهجوم على القطاع"، مؤكداً أن السرايا ستنفذ العديد من الضربات وستكمل قصفها للمستوطنات، مشيرًا إلى قصف السرايا لجنوب الكيان الإسرائيلي بأكثر من 70 صاروخًا وقذيفة.
واعلنت سرايا القدس في بيان لاحق ان عشرة من بين الشهداء الـ 14 ينتمون الى السرايا وهم "عبيد الغرابلي، ومحمد حرارة، وحازم قريقع، وشادي السيقلي، وفايق سعد، ومعتصم حجاج، واحمد حجاج، ومحمد المغاري، ومحمود نجم ومحمد الغمري، الذين استشهدوا في عمليات قصف اسرائيلية متفرقة في قطاع غزة".
الى ذلك اعتبرت اذاعة الاحتلال ومواقعه الاخبارية الاخرى أن كافة "المدن الاسرائيلية" الواقعة جنوب الاراضي المحتلة عام 48 أصبحت بالكامل فى مرمى الصواريخ الفلسطينية، بعد أن أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صباح امس وابلا من الصواريخ باتجاه مدن الجنوب الكبيرة "بئر السبع" و"أسدود"و" أوفوكيم" .
واكدت الاذاعة ذاتها أن منطقة الجنوب تعرضت منذ عصر امس لإطلاق اكثر من ستين صاروخا وقذيفة صاروخية ما ادى لإصابة 8 أشخاص بجروح لافتة الى أن طائرات سلاح جو الاحتلال أغارت ليلة امس الاول على 15 هدفاً في قطاع غزة. وقد أحبطت هذه الغارات بحسبها 9 محاولات لإطلاق صواريخ باتجاه الاراضي الإسرائيلية كما استهدفت عدة مواقع إطلاق ومخازن للصواريخ والوسائل القتالية.
واكد الموقع الاخباري لصحيفة يديعوت احرنوت العبرية أن إطلاق الصواريخ تواصل طوال ليلة امس الماضية وتوقف قليلا منذ الثالثة فجرا حتى السادسة فجرا ثم تجدد، مدعيا أن منظومة القبة الحديدية نجحت فى إسقاط صاروخين أطلقا من قطاع غزة تجاه مدينة أسدود، بينما دوت صفارات الإنذار أيضا فى بئر السبع ومنطقة "جان يبنا".
وفى أعقاب إطلاق الصواريخ المكثف على مناطق غلاف غزة نشرت قيادة الاحتلال قائمة توجيهات للسكان الذين يبعدون حتى 40 كيلومترا عن قطاع غزة، ووفقا لهذه التعليمات يمنع التجمع لأكثر من 500 شخص فى المناطق المفتوحة والمغلقة وإلغاء الفعاليات مثل "المناسبات، كرة القدم، والاجتماعات"، وعند سماع صفارات الإنذار التوجه إلى المناطق المحمية، والبقاء فيها كما ألغيت جميع المهرجانات والاحتفالات بما يعرف لدى الدولة العبرية بعيد المساخر فى التجمعات السكنية المحيطة في قطاع غزة، واتخذت قيادة الاحتلال قرارا بفتح الملاجئ العامة فى الأحياء التى توجد فيها مبانٍ غير محصنة وليس فيها سقف من الأسمنت المسلح.
وأشار إلى أن سرايا القدس لم تصدر بيانات الشجب والاستنكار والتهديد إثر وقوع جريمة اغتيال المقاومين القيسي وحنني "بل ترجمنا الرد على هذه الجريمة النكراء بقصف مدن وبلدات العدو بعشرات صواريخ "جراد" ومحلية الصنع من طراز "قدس" وقذائف الهاون، وهذا ما دفع الاحتلال لينتقم من مقاومينا بعد حالة الفزع والإصابات والدمار الكبير الذي خلفته تلك الرشقات الصاروخية ".
الغد