زاد الاردن الاخباري -
استشهد فلسطينيان صباح الاثنين في غارة إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، كما أصيب 33 على الأقل جراء غارات هناك الليلة الماضية بينهم عشرة أطفال، في حين انتقدت تل أبيب مجلس الأمن ودعته إلى التحرك لوقف إطلاق الصواريخ من غزة وحماية المدنيين.
وأوضحت المصادر أن فلسطينييْن أحدهما بالـ24 من العمر قتلا قرب خان يونس وأصيب آخران بجروح، مما يرفع عدد القتلى في موجة الغارات الإسرائيلية على القطاع التي بدات الجمعة إلى عشرين.
وقال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ بحكومة حماس أدهم أبو سلمية إن الجيش الإسرائيلي شن ست غارات على الأقل استهدفت اثنتان منها مخيم جباليا حيث جرح 33 شخصا بينهم عشرة أطفال وست نساء.
واستهدفت غارتان أخريان شرق مدينة غزة وفقا لـ"الجزيرة نت"، مما أدى إلى إصابة شخصين آخرين بمنزل في حي الشجاعية، كما شن الطيران الإسرائيلي غارتين أخريين إحداهما على بيت لاهيا شمال القطاع والأخرى على خان يونس وسط غزة، وفق إفادة أبو سلمية.
وقد ألحقت الغارات أضرارا مادية كبيرة بمركز الإسعاف والطوارئ التابع للهلال الأحمر الفلسطيني بمنطقة جباليا.
وأكدت متحدثة إسرائيلية -من جانبها- الغارات، موضحة أنها استهدفت "مستودعا للأسلحة وأربعة مواقع لإطلاق الصواريخ في شمال قطاع غرة وموقعا آخر في الجنوب".
تأتي سلسلة الغارات هذه عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارات على غزة ستتواصل "ما دام ذلك ضروريا" مضيفا أن قواته جاهزة للرد بقوة على الصواريخ والقذائف التي يطلقها مسلحون فلسطينيون على أهداف إسرائيلية.
وقد أسفرت الغارات الإسرائيلية على غزة عن استشهاد عشرين فلسطينيا من سكان القطاع منذ عصر الجمعة، في حين تم إطلاق 132 صاروخا "من كل الأنواع" باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
في الأثناء دعت إسرائيل أمس مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وانتقدت في رسالة وجهتها إلى المجلس ما اعتبرته تقصيرا في الرد الدولي على إطلاق الصواريخ من غزة، داعية إلى اتخاذ "كل الإجراءات اللازمة" لحماية المدنيين.
وقال نائب السفير الاسرائيلي بالأمم المتحدة في الرسالة "لأجل الأمن والاستقرار في منطقتنا، على مجلس الأمن وكل الأعضاء المسؤولين بالمجتمع الدولي المبادرة فورا وبشكل لا لبس فيه إلى الإدانة والقيام بكل ما في استطاعتهم لوقف إطلاق الصواريخ التي تنهمر على المدنيين الإسرائيليين".
كما أشار حاييم وكسمان إلى أن أكثر من 150 صاروخا من بينها أكثر من أربعين صاروخ غراد أطلقت على إسرائيل بالساعات الـ48 الماضية. وقال "أحداث اليومين الماضيين أثبتت بشكل كبير خطر صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن خصوصا".
وأكدت الرسالة أن إسرائيل تحمل حماس التي تسيطر على قطاع غزة "المسؤولية الكاملة عن الهجمات التي تشن من قطاع غزة".
من جانبه قال السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة رياض منصور إن مجلس الأمن يجب أن يتحرك بشكل طارئ لمعالجة الأزمة، متهما إسرائيل بالقيام بـ"تصعيد العنف الدامي والرعب".
وقال أيضا إن النساء والأطفال كانوا من بين "عشرات" الجرحى والقتلى الذين سقطوا بالغارات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن عدم محاسبة إسرائيل "سيؤدي إلى تشجيع إفلاتها من العقاب وتصعيدها جرائمها ضد الشعب الفلسطيني".
يأتي ذلك بعد أن توعد القادة الإسرائيليون بتصعيد غاراتهم على غزة، فقال وزير الدفاع إيهود باراك في بيان إنه يتوقع ألا ينتهي العنف قبل عدة أيام، في حين قال نتنياهو إن إسرائيل سترد بقوة على المسلحين الذين يطلقون الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.
وقال نتنياهو، في زيارة لمدينة أسدود الساحلية التي استهدفتها صواريخ المقاومين الفلسطينيين، إن إسرائيل ستضرب أي شخص يهاجمها أو يخطط لمهاجمتها أو يحاول مهاجمتها ويقوم الجيش بتوجيه ضربات قوية لما سماها المنظمات الإرهابية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، أثناء مداولات أمنية مساء الأحد شارك فيها رئيس أركان الجيش بيني غانتس ومسؤولون بأجهزة الاستخبارات، إن الجولة الحالية قد تطول، والأمر يتطلب الصبر.
بدوره قال غانتس إن الجيش سيستمر في توجيه ضربات قوية إلى قطاع غزة، بينما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستنصب بطارية قبة حديدية رابعة لاعتراض الصواريخ بالأسابيع القريبة المقبلة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس قوله أثناء مراسم تنصيب قائد الجبهة الوسطى الجديد للجيش أمس الأحد إن الجيش رد وسيستمر في الرد بشدة وحزم ضد إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الخاضعة لإسرائيل.
سياسيا، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية إن مصر تعمل من أجل وقف العنف، وهي تتشاور مع الفصائل المسلحة، لكنه أضاف أن على إسرائيل أن توقف هجماتها أولا.
وأضاف أنه بعد الاتصال بالفصائل وبعد الموقف الإيجابي والمسؤول الذي اتخذته، تعمل مصر بشكل متواصل لوقف العنف. وقال "يتعين على العدو وقف عدوانه أولا".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إمكانية التوجه لمجلس الأمن لوقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوردت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) أن عباس تشاور مع العربي حول إمكانية التحرك تجاه مجلس الأمن "في حال استمر هذا التصعيد الخطير الذي أودى بحياة عشرات المواطنين الفلسطينيين وعشرات الجرحى". وكان عباس أدان التصعيد الإسرائيلي وأجرى سلسلة اتصالات فلسطينية وعربية ودولية لاحتوائه.
الجزيرة