انا هنا لستُ ملكيا أكثر من الملك ، ولكنه تساءل مشروع ولم يعد هناك في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي نعيش كلاما ممنوع ، ونحن نشاهد ما يجري هنا من أسبوع إلى أسبوع ، ومن شعار إلى شعار ، حتى وصلت إلى حرق صورة الملك بالنار ، ومطالبة نفر قليل بإسقاط النظام ورفع سقف المطالب إلى ان لامست حد الأخطار ، هذا النظام الذي لم ولن تتلطخ يده بالدماء ، ولم يتعامل يوما مع الشعب باستعلاء ، وجعل من بلدنا مقصدا لكل الأشقاء والأصدقاء ، ومن جيشنا جيشا تهابه الأعداء ، وجهاز امن نفاخر به عنان السماء رغم اننا وضعناه في حالة استنفار وعناء ، هذا النظام الذي نعيش في ظله بحريه وعلاقتنا معه علاقة اخويه ولم يكن يوما صاحب سطوة قوية ولم يحكمنا يوما بالسياط او بالقبضة الحديدية ، ولم نسمع يوما عن مواطن طلب إلى الأجهزة الأمنية ولم يخرج منها وأصبح نسيا منسيا ، هذا النظام الذي كان اول من بادر وطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد ، ويسعى دائما وجاهدا إلى تحقيق حياة كريمه لكل الأردنيين ، همه دائما الوحدة الوطنية ، ومع ذلك يُتهم بحماية الفساد ، والاستيلاء على ارض البلاد ، والتفرد بمطلق السلطات ، ويتعرض لكل أنواع الانتقاد ، فكل ذلك اتهام واعتقاد فهو ليس نظام استبداد ولم يكن يوما حاكما جلاد .
فماذا لو رحل .... النظام ؟؟
نسمع ونشاهد في كل صباح ومساء ، مسيرات ومظاهرات واعتصامات ، هيكلة ومعلمين ومتقاعدين وممرضين كلها مطالبات ، وأحداث تقشعر لها الأبدان بين ثوار ( عفوا طلاب ) الجامعات ، وإذا انقطعت الكهرباء عن قرية لعدة ساعات ، او صدر قرار لا يروق للبهوات شاهدنا خلالها إغلاق الطرقات وإحراق الإطارات والاعتداء على الممتلكات ، والتعدي على الأمن والدرك وبدون مبررات ، وتجاوزنا كل الحدود ورفعنا سقف الشعارات ، فهل نتحمل أيام او ساعات ان حدث لنا ما يحدث عند من رفعوا نفس الشعارات ، فاذا كانت تلك الدول التي تملك كل الإمكانات من نفط وأموال وانهار واستثمارات ورصيد بالمليارات ، عانت جراء ذلك وذاقت الويلات وما زالت وستبقى إلى عديد السنوات ، فكم نتحمل نحن الذين ضاقت بنا الدنيا بما رحبت عند قرار تقسيط علاوة المعلمين أو فصل ودمج البلديات .
فماذا لو رحل .... النظام ؟؟
نشاهد كل يوم ما يجري في دول الجوار من قتل وتشريد ودمار ، دول باتت على حافة الانهيار ، وأخرى تعاني من التقسيم و عدم الاستقرار ، وشعوبا ما زالت تحت القصف والحصار ، فكلهم رفعوا شعار الشعب يريد إسقاط النظام فسقط النظام وأصبح الدم حمام ، فلو خَيرنا الآن تلك الشعوب الذين سبقونا على الدروب بين حاكم متكبر متجبر وبين وضع لا يستطيع أحدا عليه ان يصبر ، بين الحرية في ظل انفلات الأمن وانتشار قطاع الطرق والحرامية وبين نظام مستبد يمنع عنا الحرية ، بين نظام عميل وبين مبارة خلفت ورائها الف جريح ومائة قتيل ، فماذا سيكون الاختيار في ظل ما يشهدونه من قتل ودمار ، وارتفاع الأسعار والسهر على أبواب المنازل حتى الأسحار خوفا من قاطع طريق او غدار .
فماذا لو رحل .... النظام ؟؟
هنا تذهب إلى البنك في نهاية الشهر فتجد الراتب في الانتظار ، ثم تخرج إلى السوق فهناك ما تريد من أنواع الطعام والخضار ، تخرج إلى عملك وتترك اهلك ولا تنشغل عليهم الأفكار ، وأهم من ذلك كلُه نعمة الأمن والاستقرار ، فماذا لو لم تجد في البنك درهم ولا دينار ، ولم تجد ما تُشعل به النار لإطعام أبناءك الصغار لا غاز ولا سولار ، وأخذت بالجنون الأسعار ، وانقطعت الأنوار ولم تعد تسمع سوى صوت إطلاق النار وانتشر القتل والدمار نساء وأطفال وكبار ، وفقدت الأمن والاستقرار ولم تستطع ان تخرج من باب الدار ، وانقسم الشعب قسمين بين شعب يريد العيش بأمان ويرفض النوم على دوي صافرات الإنذار وبين من يطلقون على أنفسهم الثوار الأحرار ، وبدأنا نطالب بالحماية الدولية والاستعانة بالقوات الأجنبية لحمياتنا من الأشرار ، فهل تستطيع التحمل أم انك ستنهار ، ولكن ( ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار ) .
نعم هناك أخطاء وفساد وغلاء ، ولكن هناك أيضا انتماء وشعارنا دائما كلنا للأردن فداء ، وكلنا في ذلك شركاء ، أم انه كان غناء في غناء ، ولكن يجب أن نبقى يدا واحدة لنكمل البناء ونواصل مسيرة الإصلاح و العطاء لنرفع الغطاء عن كل فاسد وظالم أصبح بأموالنا من الأغنياء .