زاد الاردن الاخباري -
التأمت في العاصمة الكورية سيؤول اليوم الاثنين أعمال قمة سيؤول للأمن النووي التي يشارك فيها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جانب 43 من زعماء وقادة الدول. وأكد جلالته في أعمال القمة التي حضرها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ضرورة بذل كل الجهود لمنع تهريب المواد النووية كاليورانيوم أو البلوتونيوم عالي التخصيب بين مختلف الدول.
وتبحث القمة التي يشارك فيها ممثلون عن57 دولة ومنظمة متخصصة على مدى يومين، موضوعات تتعلق بالأمن النووي من بينها تحقيق الهدف المشترك لمنع الإرهاب النووي، حيث أعلن جلالة الملك خلال القمة أن الأردن بدأ بتشكيل فريق لمكافحة التهريب النووي والمكون من مسؤولين وخبراء من جميع المؤسسات ذات العلاقة بهدف تجنب المخاطر المتأتية عن تهريب المواد النووية.
وأشاد عدد من رؤساء الدول المشاركة من ضمنهم الرئيس الأميركي باراك اوباما بالمبادرة الأردنية وذلك في خطابه الذي القاه يوم امس الاحد في جامعة هانكوك الكورية، والذي أشار فيه إلى أن عددا من الدول من بينها الاردن تعمل على انشاء فرق مكافحة تهريب هذه المواد، لافتا إلى أهمية الربط بين جهود هذه الدول في هذا المجال. واستعرض القادة المشاركون في القمة التقدم الذي حصل في مجالات الأمن النووي منذ قمة واشنطن التي عقدت عام 2010.
ويبحث القادة في مقترحات محددة حول إجراءات منع المخاطر المترتبة على الإرهاب النووي، وتحسين تطوير إدارة آمنة وسليمة للمنشآت النووية ، ومنع المتاجرة غير المشروعة بالمواد النووية.
وتأتي مشاركة جلالة الملك في القمة، تأكيدا على اهتمام والتزام الأردن بالأمن النووي في سياق جهوده ومساعيه الحثيثة لتنفيذ برنامجه النووي السلمي لتأمين مصادر بديلة للطاقة، وتطوير مصادر الطاقة المحلية التقليدية والمتجددة واستغلالها بشكل امثل بما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على استيراد احتياجات المملكة من مصادر الطاقة المختلفة.
ويشارك الأردن في القمة ضمن جهود جلالته لتعزيز قدرة المملكة على بناء وتوليد الطاقة الكهربائية من خلال استخدام الطاقة النووية للإغراض السلمية وتعزيز امن التزود بالطاقة والغذاء.
ويسعى الأردن الذي يستورد نحو 96 بالمائة من احتياجاته من الطاقة إلى الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء ، وتحلية مياه البحر خاصة انه يعتبر رابع أفقر بلد في العالم مائيا ، فيما يعزز الأردن باستخدام الطاقة النووية الى توفيرها بأسعار مناسبة تجنبا لتقلب أسعار النفط العالمية. وحضر جلالة الملك حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الكوري لي موينغ باك على شرف رؤساء الوفود المشاركة في القمة.
والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني على هامش أعمال القمة، عددا من القادة ورؤساء الوفود المشاركين في أعمال القمة ، حيث التقى جلالته الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ، والرئيس الفنلندي ساولي نينستره ، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وولي عهد أبو ظبي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيسة وزراء تايلاند ينغلك شينوترا، ونائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ.
وفي تصريحات لوكالة الأبناء الأردنية (بترا) قال سمو الأمير زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة إن المبادرة التي أعلنها جلالة الملك اليوم تعد من أهم انجازات هذه القمة والتي تعكس رغبة عدد كبير من الدول المشاركة بإنشاء فرق لمكافحة تهريب المواد النووية.
وأضاف أن المبادرة لا علاقة لها بالمفاعلات النووية، وهي تخص جميع الدول بغض النظر إذا كان لديها برنامج للطاقة النووية أم لا.
بدوره قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان إن مشاركة الأردن في قمة سيؤول للطاقة النووية تؤكد جدية مساعيه لاستخدام الطاقة النووية ،والتي تعتبر ركيزة في حل مشكلة ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف أن مشاركة جلالة الملك في أعمال القمة تؤكد اهتمام الأردن بموضوع الطاقة النووية التي يسعى جلالته لان يكون الأردن أنموذجا على مستوى المنطقة العربية، والشرق الأوسط في كيفية تسخيرها للإغراض السلمية.
وأوضح طوقان أن القمة ستبحث في ما يواجهه العالم من تحديات استخدام الطاقة النووية وفي مقدمتها موضوع الأمن النووي.
وبين أن القمة ستركز على موضوع التوسع في استخدام الطاقة النووية، وبنفس الوقت ستعمل من خلال الجهات ذات العلاقة على وضع الضوابط والآليات والتدابير التي تمنع حدوث أي اختراق امني نووي في تطوير مواد نووية لاستخدامها في أعمال تخريبية.
وأشار إلى أن مشاركة الدول الصاعدة في مجال الطاقة ومن ضمنها الأردن، في أعمال القمة إلى جانب الدول الكبرى يؤكد جدية هذه الدول في استخدام الطاقة النووية.
من جانبه قال خبير الطاقة الدكتور وجيه عويس، إن القمة تشكل فرصة للتباحث في موضوع تكنولوجيا الطاقة النووية، وزيارة المواقع والمراكز المتقدمة بهذه التكنولوجيا، وإمكانية عمل علاقات متبادلة بين هذه الجهات والمؤسسات الجامعية في الأردن.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال الطاقة، لاسيما وان كوريا تدعم إنشاء المفاعل الذري البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الذي سينتهي العمل به عام 2015. وفي ذات السياق قال عويس إن المفاعل البحثي الذي سيضم كوادر فنية أردنية مؤهلة، سيخصص لاجراء الأبحاث العلمية المتعلقة بالتكنولوجيا النووية، خصوصا وان الأردن مقبل على إنشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة النووية.
بترا