آخر اكتشافاتي وأصدقها .......!
صايل الخليفات
كثيرا ما أجلس بين يدي ذكرياتي ، فتتداعى لدي الأفكار تداعي الأكلة على قصعتها ، مما لها أصل ، أو لا أصل لها ،وغالبا ما أخرج من جلساتي المغلقة ، كما يخرج دائما زعماء أمتنا من مغلق اجتماعات قممهم " بخيبة حنين "،لا بخفيه !!
ومما تداعى إلى ذهني من أخبار ماضيَّ السحيق ، أنَّني تفكرت مرة في أحوال المخترعين والمكتشفين، فحلِمْت أن أكونَ مخترعا أو مكتشفا ،وعملت لذالك ،... وحاولت... في كل عام مرة أو مرتين؛ وربما بيني وبين نفسي نجحت ولأكثر من مرة ! لكنني أمام الجمّ الغفير ممن يتَنفَّسون في وطني فشلتُ... ولن أكون.... !
وتحت وطأة الإصرار عندي، وفي ظل تداعي فرص الأمل في مستقبل أحلم فيه لوطن يخُصُّني ،رغبت بأن أطرح على الملأ آخر اكتشافاتي وأصدقها،رغم أنني أعلم مسبقا أن الحكم عليها بالفشل صادر بقانون ركبت حروفه وجمعت قبل أن أكون ،فهو اليوم يعوم في قدسية يلفها الخوف ،ويحنو عليها من جميع جهاتها !
إن اكتشافي الأخير انطلقت إليه أخذا من قول - أظنه - الإمام الشافعي رحمه الله:
ما حك جلدك مثلُ ظفرك فتول أنت جميع أمرك
ومرد هذا الاكتشاف ،ما يدور الساعة على ساحة الوطن من قضايا تختلف بدءًا وتلتقي انتهاءً ، وتبتعد فروعا وتقترب أصولاً، لكنها فيما أرى من تجانسها وتماهي مخرجاتها "تذيب الحديد على قسوته"!
قرأت كثيرا مما كتب عن الفساد في وطني ، وكنت بين مصدقٍ لبعض ما كتب ومكذبٍ لبعضه ،وكتبت أنا – العبد لله – عن بعض ما تناهى إلى معرفتي من أشكال الفساد وفنونه ، وخالفت كثيرين ممن يعتصرون ما تبقى من الأمل ليبثوا في روعنا أن المستقبلَ يحملُ الكثيرَ الخيِّر ،لكن ...إلخ.أهم ما في الأمر أنه عندما نتحدث مع بعضهم ونسأله الحجةَ على ما يقول ، يجيب : كلام للإعلام فحسب ..وينتهي بقوله هذا أمام ناظري حجمُه ،ومثل ما يقولون الكذب ملحة الر...الصغار!
وعندما أطلت رشا تفكيري إلى مستقر جبِّ الأفكارِ عندي ، تراءى لخلدي اكتشافٌ أظنني مسبوقاً به ، لكنني غير مسبوقٍ بالحديث إليه ..اكتشافي الأخير ؛أهديه إلى .....الوطن ، لا منة ولا فضلا ؛ أهديه لكل من عضَّته ناب الفساد أو طاله سمَُها ،أهديه لكل غيورٍ على مستقبل الوطن ومن فيه ، أهديه إليَّ ،....إلى نفسي التي كلما أعلمتُها عن الفساد علما ، تأوهت وضاقت بي صدرا ، أهدي الجميع مكتشفي الأخير : لم يعد في الوطن كله جهة تسطيع أن تجتث الفساد من جذوره إلا الشعب، وقوى الشعب....! "ويا همَّلالي يالشعب" !!!!
حكومات... "عارضٌ مُمْطِرنا " فتمضي .... لا برق ، لا رعد ...ولا حتى ندى يبعث من الأرض زهر الأمل !
مجلس الأعيان ...في الأغلب : " يقول ما قالوا له كما تقول "الببغا".
مجلس النواب : " فاقد الشيء لا يعطيه "!" ويا رايح كثر الفضايح".
مكافحة الفساد : "طبيب يداوي والطبيب مريض "!
الإعلام : أغلبه ،خدُّه على تراب الوطن ، ويده في جيوب الحكومات وأعوانها ،إن لم يكن رأسه وكلتا يديه ..!
لم يبق إلا العامة ..."الشعب"، وإن كان بعض الفاسدين هم ممن أفرزتهم العامة ، أو خَرجوا من صفوفها ،؛ إلا إن العامة - إن وعت حقيقة أمرها - أشد وطأة ، قولا وفعلا ،على كاهل الفساد والفاسدين والمفسدين ،والمغضوب عليهم والضالين ،إلى يوم الدين....!