زاد الاردن الاخباري -
احمد عريقات - خاص - اكدت مصادر مطلعة في مستشفى الزرقاء الحكومي ان الوباء الرئوي القاتل الذي انتشر بين الكادر الطبي في مستشفى الزرقاء الحكومي والمعروف بمستشفى ( الحاووز) وتسبب بوفاة احد الممرضات كان مصدره سيدة فلبينية الاصل يعتقد بانها خادمة في احد المنازل او عاملة في مصنع دخلت الى المشفى وهي تعاني من حمى شديدة وقد تمت معاينتها من كادر طبي مكون من طبيب وثلاثة من الممرضين وانتهى الامر باعطاء هذه السيدة المضادات الحيوية وادوية خافضة للحرارة ومغادرتها المشفى ليتضح فيما بعد اصابة الطبيب والممرضين الثلاثة بنفس الاعراض المرضية التي كانت تعاني منها المرأة ونتج عن الامر وفاة الممرضة.
والسؤال الذي يطرح نفسه اين ذهبت هذه السيدة التي كانت سببا في نقل العدوى؟ وهل يتم الان البحث عنها فهي حاملة لفيروس خطير تركته بين جوانب مستشفى الزرقاء وغادرت لتكون سببا في اصابة اخرين في محيطها ليتحول الامر من مجرد عارض الى وباء يشمل مدينة الزرقاء.
على صعيد اخر اكد مصدر رفض ذكر اسمه ان الطبيب الذي رافق الممرضين في معاينة المريضة والذي تم نشر خبر وفاته ما زال حي يرزق وهو يعاني من اعراض الانفلونزا العادية وان الامر لا يتجاوز مجرد التهاب رئوي قوي من النوع الذي اعتاد الاطباء معالجته في مثل هذا الوقت من العام لكن ما جعل الامور تأخذ مجرى اوسع من المعتاد ان الاصابات كانت بين الكادر الطبي للمشفى وقد يعود هذا الى ان نوعية البكتيريا المسببة لهذا الالتهاب استطاعت تطوير نفسها بحيث لم تتاثر بالمضادات الحيوية المعتادة مع تأكيده ان الطبيب الذي اصيب يوم 21/4/2012 بحالة جيدة وقد يغادر مستشفى الامير حمزة غدا واخبرنا ان الممرضان الذان أصيبا في نفس الوقت الذي اصيبت به الممرضة رحمها الله قد غادرا مستشفى الامير حمزة اليوم وهم بصحة جيدة.
وفي اتصال هاتفي مع احد المرضى اخبرنا ان هناك اصابة بين عمال النظافة وان المستشفى منذ يومين لم يدخله احد من عمال النظافة الذين امتنعوا عن العمل مما تسبب بحالة من الفوضى وانتشار للقمامة مع نقص حاد في عدد الممرضين موكدا ان عدد المرضى في الاقسام لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة وقد تم توزيع عبوات من السبيرتو على المرضى للتعقيم والطعام يأتي مغلف باحكام على غير العادة والاطباء والممرضين يرتدون الكمامات بينما لم يتم توزيعها على المرضى او المرافقين لهم، واضاف بعض الاقسام فارغة من المرضى الذين غادروها على عاتقهم الخاص ولم تحاول الادارة منعهم من المغادرة خوفا من ان يكونوا حاملين للمرض مع العلم ان المستشفيات الحكومية الاخرى كما قيل له ترفض استقبال مرضى مستشفى الزرقاء من باب الحيطة والحذر من العدوى، وفي هذا الاثناء اكد لنا طبيب في احد المستشفيات الحكومية عبر الهاتف انه تم اليوم ادخال حالة من مستشفى الزرقاء لديهم مما اثار الفزع بين المرضى والكادر الطبي ثم اتضح لهم ان ادخال المريض جاء عن طريق واسطة من شخص رفيع المستوى،
وفي الجانب الاخر اكد احد الاطباء العاملين في المشفى ان هناك جهد يبذل للحجر على الخبر اكثر من الحجر على الوباء وقال ( حتى لو كان الامر بسيط فبمجرد الاشتباه بوجود وباء يجب ان تتخذ الاجراءات القصوى لحصره حتى يتأكد لنا العكس) وهذا ما لم نشهده حتى بالنسبة للواقيات التي نضعها على افواهنا وانوفنا والتي قمنا بوضعها بمبادرة منا وليس بطلب من ادارة المشفى عمليا هي غير مانعة للعدوى واضاف ان التعتيم الاعلامي هو ما ضخم الامر فكان من الاجدر بادارة المشفى عقد اجتماع مع الكوادر الطبية واطلاعها على ما يحدث لكنهم اجتمعوا معنا فقط من اجل التهديد باتخاذ الاجراءات القانونية في حق المتغيبين عن العمل مما زادنا يقينا ان هناك شيء خطير يحدث خاصة بعد عملية التعقيم الاولى والثانية فالسؤال هنا ماذا عقموا؟ فهم يتعاملون مع شيء غير معروف فيروس او بكتيريا لا نعرف كيف تنتقل بالتنفس بالملامسة وهل انتشاره سهل في الهواء ام لا، بالاضافة الى التعتيم عن عدد الاصابات الموجودة داخل العناية الحثيثة حيث سمعنا ان اخ الممرضة التي توفيت من بين المصابين وحالته سيئة واكد انه توجب على ادارة المشفى منع الزيارة لان كل زائر مؤهل لحمل المرض اذا اعتمدنا ان هناك عدوى خطيرة ونقله لعائلته وللناس في الشارع وكذلك منع المرضى من المغادرة وعدم تركهم يغادرونها على عاتقهم وتطبيق معنى الحجر الصحي بصورة علمية دقيقة واخيرا قال ( نحن خائفون ولا اظن ان احد يلومنا لاننا نرفض ان نكون شهداء اهمال وزارة الصحة وادارة المشفى فهم يقولون ان الامر بسيط بينما لم نشاهد احد من كبار الموظفين فاين وزير الصحة الذي اكتفى بارسال مراقب، لماذا لم يحضر هو شخصيا لماذا يكتفون بالطمئنة ولا يتحدثون مباشرة معنا وشرح الامر من وجهة نظر علمية لنقتنع انه ليس هناك خطر ).
بالنسبة لعملية التعقيم الاولى والثانية اكد مصدر اخر مقرب من ادارة المشفى ان التعقيم الاول كان من كوادر المشفى وكان تعقيم بادوات بسيطة لكن مديرية الصحة والوزارة فضلوا اعادة التعقيم مرة ثانية بادوات اكثر تطورا وباشراف خبراء على التعقيم اما بالنسبة لوزير الصحة فهو خارج البلد ويتوقع وصوله اليوم.
طبعا كل ما قيل سابقا على لسان الكادر الطبي والموظفين والمرضى سوف تقوم وزارة الصحة وادارة المشفى بنفيه الا ما كان في صالحها ومما سبق يتضح لنا ان اسلوب ادارة هذه الازمة من قبل وزارة الصحة مرورا بمديرية صحة الزرقاء وانتهاءً بادراة مشفى الزرقاء الحكومي كان فاشلا بمعنى الكلمة فالتعتيم الاعلامي الذي حدث منذ وفاة الممرضة وكثرت استخدام كلمات الطمئنينة وتركها للاشاعات لتكون سيدة الموقف خاصة فيما يتعلق بعدد الاصابات ارتفاعها او انخفاضها مما تسبب بردة فعل عكسية نتج عنها حالة من الفزع اصابت العاملين والمرضى وجميع اهالي الزرقاء خاصة المجاورين للمشفى فزاد من الحيرة وجعل الناس يتعاملون مع تصريحات المسؤولين القليلة جدا بتشكك معتمدين على الحكمة التي تقول ( درهم وقاية خير من قنطار علاج) مما رفع من مستوى الحذر والتأهب لحماية انفسهم مع احساس عميق غمر اهالي الزرقاء والعاملين في مستشفاه الحكومي بأنهم اخر هم اصحاب القرار الحكومي فعلى حد تعبير احد موظفي المشفى الذي قال بمرارة ( ما همهم اذا مات الصغار امثالنا ما دام ان الكبار بخير) فاسلوب ادارة الازمة هو ما خلق الازمة.