زاد الاردن الاخباري -
في الانتخابات االبرلمانية التي جرت عام 2003 م كان احد ابرز المرشحين في احدى الدوائر الانتخابية من الضباط المتقاعدين من الجيش ..عندما سُأل في احد برامج التلفزيون الاردني ابو ليرة ..عن دوره في معالجة البطالة .. هز الراس وقال ..اهم اشي عندي انه احنا تحت ظل الرايه الهاشميه ..والهاشميين بالنسبة الينا هم بر الامان وهم خط احمر …طبعا لم يستطع مقدم البرنامج ان يقول له ..الناس بيش وحضرتك بيش ..وفي منك كثير على فراوله ..او انت وجه البكسه ولا قاع البكسه …وما هو دخل الهاشميين بموضوع البطالة يا اخوي ..لان مقدم البرنامج يعلم انه لو قال له ذلك الكلام سيؤدي به الى المجهول ..فالتزم الصمت على مضض .. واخينا بالله ليس لديه اي برنامج ويعلم ان مزاودته علينا بهذا الكلام سيعفيه من الاجابه وسيجنبه الاحراج وهذا ما حصل فعلا ..فلم يجب على السؤال ..وعندما كان يٌسال عن ابرز انجازاته …على مستوى الوطن كان يقول ..انه لم يقصر مع احد وانه سجل العديد من الشباب في الجيش ..طبعا الذين سجلهم بالجيش لا يتعدون اصابع اليد ..ولم يكن لديه اي برنامج انتخابي الا ..وضع صورة كبيرة للملك في خيمته الانتخابية ..هذه ابرز انجازاته ..ولا يعرف في السياسة شيء ….حتى الجريدة ..بحياته لم يفتحها …الا اذا وجدت بالصدفة ..فتح على صفحة الوفيات او حل الكلمات المتقاطعه فقط .. وانا لا اعرف لماذا هؤلاء يحشرون الملك في كل كبيرة وصغيرة ..وهل الملك يقول لك ان تكون فاشلا ..!!
المصيبة ان هذا المرشح ..كان ابرز المنافسين في السباق الغير شريف ..للبرلمان ..طبعا لو كان هذا المرشح في دولة اخرى ..فسوف تجده في مقره الانتخابي يكش الذبان ولن يدخله احد ..اما عندنا فحدث ولا حرج …..وربما لن يحصل ولا على اي صوت , وحتى عائلته لن تصوت له .. …ليس انتقاصا في شخصه ..لان واحدا مثل هذا خدم ثلاثين سنة في الجيش ..لا يعرف في قاموسه غير نعم سيدي وحاضر سيدي ..وكلمة ( لا ) ملغية من قاموسه ..لا يمكن ان يكون نائبا ناجحا ….فكيف ستكون ردة فعله ان جاءه تلفون من جهة عليا او من مسؤول امني ..يقول له صوت لكذا او لا تصوت لكذا .. لولا القليل من الاصوات التي ذهبت لمرشح اجماع اخر لرايناه نائبا نائما قد الدنيا في البرلمان .. طبعا ..للامانه ..معظم نوابنا هكذا ينجحون …
اول الصفات المطلوبه للمرشح ..ان يحظى على اجماع عشائري ويجب ان يكون من عشيرة كبيرة او ان يحظى بدعم عشيرة كبيرة على الاقل .
ثانيا ..علاقاته الاجتماعيه المسبقة ..فيجب عليه ان يكون صاحب علاقات اجتماعيه قوية ..يعني يجب ان المشارك الاول في كل المناسبات …في العزاء يجب ان بكون اول المشاركين وان كان من اقارب المرحوم يجب عليه ان يلبس عباه وحطة او بدلة وبيده مسبحة مزركشة وان يقف في اول طابور المستقبلين ..في الافراح يجب ان يكون دائما متواجد ….في صلاة الجماعه ..يجب ان يكون في الصف الاول ..ويجب عليه ان يسلم على الجميع وان يقول للجميع تقبل الله للجميع والا فقد العديد من الاصوات ..
ثالثا ..يجب ان يكون ممن يمشون في الواسطات …وفي اي وقت يجب ان يكون حاضرا ..يساعد في تسجيل البعض في الجيش …وله واسطات في الحكومة …يساعد في توظيف البعض ..او يقوم بالحصول على اعفائات من الديوان ..وان كان من اصحاب الاموال …يجب ان لا ينسى احدا محتاجا من فضله ..وله طرود من الخير توزع على العائلات الفقيرة في رمضان ..مكتوب عليها من المحسن الكبير الحاج ابو فلان …حتى لو كان لم يحج في حياته ..فلقب حاج شيء مغري ومطلوب لمن ليس لديه لقب دكتور او مهندس او شيخ ..
رابعا ..ان يلقي السلام على الجميع ..اثناء مروره عليهم ..وان لا ينسى احدا من القاء السلام ..لان يوم الانتخابات سيتذكر الجميع كل هذه الامور .. خامسا …كثرة الولائم للمسؤولين واصحاب القرار ..وكثرة الولائم للناس ….لها وقع كبير واثر لا يستهان به في سباق الترشح للانتخابات .. وفي خيمة المرشح ..يجب ان لا يغيب عن باله ..توزيع الكنافه والشاي والشراب وعلب الكولا ..والا سيخسر العديد من الاصوات …واذا كان لديه مزرعة بقر او غنم فلا مانع من توزيع الحليب على الحضور .. وفي نهاية المطاف …نلوم مجلس النواب …على فشله ..!!!!
محمد عياش القرعان