زاد الاردن الاخباري -
كتب - هيثم جبر - خاص - إن تاريخ الأردن بقيادتة الهاشمية الرائعة يحسب له إيجابيا كونه ذو حضارة تضرب بجذوره عمق التاريخ، ولكن سوء حظه أنه من قديم الأزل يتعاقب عليه مجموعة من الأشخاص الأقل كفاءة، وهؤلاء كانوا دائما أقل رؤية وأقل إخلاصا له. كما أن خصائص الشعب الأردني الفريدة كان من الممكن أن تؤهل دائما لقيام دولة رائعة ذات أدوات هائلة للتقدم، لكن كان دائما ينقصه وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، إن الشعب الأردني له طبيعة مسالمة ويعشق الاستقرار، وهذه السمة للأسف أسيء استغلالها من قبل بعض المسؤولين لأن يستكبروا ويتجبروا في الأرض، الشعب الأردني مشكلته أنه كان دائما أرقى من مسؤولية، فهو شعب مسالم وصبور وراغب في العمل وليس مشاغبا، فكان يتوقع أن يستغل المسؤولين هذه الصفات من أجل بناء الأمة ورفعتها، لكن هؤلاء المسؤولين أخذوا هذه المزايا واعتبروها ضعفا، مع العلم أن هذا الشعب يحتاج فقط لحكومات ومسؤولين جادين ومخلصين، كمليكنا القائد الأمين الصالح، ووقتها سنرى، وكما قال المثل لو في شمس طلعت أمس، إن بعضا من أعضاء مجلس النواب كانوا سببا رئيسيا في شتات شبابنا في خضم أعاصير الحياه، وهذا مثال حي على ما أقول، وأشهد على ذلك ومعي الكثير من الناس، إنه وبتاريخ 17-4-2012 وأثناء قيام لجنة المقابلات في وزارة التربية والتعليم بمقابلة بعض المرشحين لإشغال منصب وظيفي لدى وزارة التربية والتعليم تحت مسمى ( مدير الشؤون الادارية والمالية او مدراء المالية والفنية) لوحظ حضور عدد لا يقل عن 10 نواب خلال ساعتين من اجل التوسط في تعيين اقاربهم او أبنائهم أو معارفهم في أحد المناصب الوظيفية المذكورة، حيث شوهد أولئك النواب يأتون الى باب الغرفة التي تجري فيها المقابلات ومن مرأى من المرشحين الذين ينتظرون في الصالة ويطلبوا عطوفة الامين (رئيس اللجنة) او احد اعضاء اللجنة ويسلموه قصاصة ورق كتب عليها اسم شخص( أحد المرشحين) للتوسط له في تعيينه بالمنصب الوظيفي الذي تم المقابلة بشأنه، كنت من بين المرشحين لوظيفة مدير شؤون ادارية ومالية او مدير الشؤون التعليمية والفنية، حيث يتم وكما يعتقد الجميع بإن إختيارالمرشحين يتم بناءأ على اسس تتعلق بالدرجة، والمؤهل العملي والتعليمي، والخبرة الوظيفية، والتقارير السنوية كدلالة على الكفاءة المهنية. حيث جلسنا في صالة الانتظار الخاصة بلجنة المقابلات حيث يتم استدعائنا واحد تلو الاخر لاجراء المقابلة بناء على ترتيب مسبق وذلك حسب النقاط التي حصل عليها كل مرشح وذلك على ضوء الأسس الاربعة المعتمدة سابقا، وهي اسس عادلة وموضوعية لا غبار عليها. ولم يبق هنا الا ان تكون المقابلة موضوعية وعادلة، لا ان تكون اداة للالتفاف على جميع الاسس الموضوعية السابقة الذكر، ووسيلة لطعن الشفافية وتجسيد المحسوبية والواسطة واستبعاد صاحب الحق عن حقه نتيجة (المقابلة)، لاسيما وإن بوادر ومؤشرات ذلك قد ظهرت على السطح، فما ان جلسنا في صالة الانتظار للدخول للمقابلة حتى بدأ اصحاب السعادة بالتوافد فهذا سعادة النائب (فلان) يحضر ويستدعي عطوفة الامين العام للوزارة لتسليمه قصاصة ورق كتب عليها اسم احد المرشحين فيقول له الاخير (إبشر) ثم يأتي نائب اخر ويستدعي احد اعضاء اللجنة ويعلمه بخصوص احد المرشحين ويسلمه قصاصة ورق كتب عليها اسم احد المرشحين ليرد عليه الاخير (ولا يهمك) وماهي إلا دقائق حتى يأتي صاحب سعادة اخر ويطلب مقابلة عطوفة الامين العام ويخرج ويقابله امام جميع الحاضرين ويسلمه قصاصة ورق قد كتب عليها اسم احد المرشحين للمقابلة ويجيبه صاحب العطوفة بعبارة (على راسي)، وهنا لا بد ان نسأل ماذا تعني كلمة (إبشر) و (ولا يهمك) و (على راسي)، اين ذهب حق صاحب الحق في اشغال المنصب الوظيفي إذا لم يرسل احد اصحاب السعادة كواسطة له مثلما فعل الاخرين، وهل هذا دور اصحاب السادة النواب ام يجب ان يكون دورهم عكس ما فعلوه في المحافظة على الشفافية والعدالة والموضوعية، لا سيما ان الموضوع يتعلق باختيار قيادات تربوية سوف تنتج اجيالا، وليس مجرد مركز وظيفي، فتوافد النواب بعدد لا يقل عن عشرة نواب وخلال ساعتين، وكلا منهم يسلم قصاصة ورق تحتوي اسم مرشح لرئيس اللجنة او احد اعضاء لجنة المقابلات امر بحاجة الى نظر، فنحن على ابواب اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي ...الخ. وأخيرا لا يسعني القول سوى قول ربي .. ألهمني القدره على تقبل، مالا أستطيع تغييره، و"لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".