عن البطيخ
منذ أسابيع وأنا ألمح مشهد نصب المعرشات ، لم يتركوا ساحة خالية ، ولا رصيف ، ولا زاوية شارع ، أو مساحة الا ونصبوا فيها معرش ، ليبدؤا بعدها بتحميل وتنزيل البطيخ من على ظهور البكمات .
بصراحة أنا معجب بطريقة تنزيل البطيخ من على ظهر البكمات ، فالطريقة تنم على خبرة وتنم على معرفة دقيقة بمسألة - اللي بترميه السما " بتتلقفه الأرض " ، الأجمل هو الحركات البهلوانية وطريقة فرد العضلات التي يمارسها من " يلقف " البطيخات عندما تمر سميرة من أمام المعرش أثناء عملية التنزيل .
للعلم سميرة لا تحب البطيخ ...
أظن أن البطيخ هذا العام جاء مبكرا ، وأظن أن موسمه لم يحن بعد ، وأنا محتار في مسألة شراءه ومتردد ، فأنا أخشى ابر الهرمونات التي تسببت في نضوجه سريعا ، أو أن يكون الطعم غير مشجع كثيرا .
حياتنا تشبه البطيخ بعضها يكون أحمر مثل الدم وطعمه مثل العسل ، بعضنا حياته بيضا وطعمها " مله " ، وأحيانا تكون " قرعة " ، سكاكين الظروف هي من تكشف حقيقتنا لا أكثر ....
للعلم هذا العام ... سأشتري البطيخ على شرط واحد ... أن يكون على السكين ...
فقد مللنا أسلوب الشراء على أساس الطبطبة ...
فيكفينا أن حياتنا كلها ليست الا .... طبطبة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com