أنا مخبر للملك
نعم يا جلالة الملك أنا مخبر وانقل لك الحقيقة كما هي دون زيادة أو مزاودة، على الحقيقة لقد سمع الشعب قولك لأهل الطفيلة الهاشمية العزيزة أنهم لهم مكانة خاصة في قلبك ونحن نقول أن لك مكانتك من المحبة والاحترام والتقدير في قلب أغلب الشعب دون توصية من أحد ودون مقابل، ولكن يا سيدي لا يزال من حولك والقائمين والمسؤولين على إدارة شؤون الدولة لا يزالون هم بوادٍ والشعب بواد، بل نشعر أنهم لا يزالون مصرين ومتمسكين بالأسلوب والأدوات والنهج القديم، ويصرون على أن كل شيء يبقى كما كان بل والعودة الى ما قبل مسيرة الإصلاح الذي انت يا جلالة الملك تقودها، فمثلاً حين تخرج مسيرة تنادي وتطالب بالإصلاح وبمحاكمة الفاسدين وإرجاع ما نهب من مقدرات الوطن دون الضرر أو المساس بأي شيء من ممتلكات المواطنين، يخرج علينا بالمقابل أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وهم بالأغلب أصحاب أسبقيات لأننا بالمحافظات نعرف بعضنا جيداً ويدعون أنهم يدافعون عن الملك ويحاولون الشوشرة والاساءة للحاضرين، علماً بأنهم هؤلاء أصحاب أسبقيات وآخر ما يعنيهم الشأن العام والملك، والحقيقة أن جلالة الملك أرفع وأجل ومن أهل المكارم كابر عن كابر، وبالتالي نعم أغلب الشعب هو من يحتضن الملك ويدافع عنه وليس تلك الفئة الضالة.
أما يا جلالة الملك بالنسبة لمسيرات الولاء الموجهة والتي هي ليست عفوية في المحافظات والتي يتبناها الحكام الاداريين والمسؤولين الأمنيين فهي توحي أننا رجعنا الى المربع الاول وتعطي انطباع أنه لا يمكن ان يتم الاصلاح ما دام ذلك النهج القديم والمسؤلين الحاليين هما نفسهما.
لذلك أصبحت المسيرات يا سيدي في المحافظات عبارة عن تنافس بين الحكام الإداريين في كل المحافظات، والسؤال الذي يطرح نفسه بنظر الحكام الإداريين، ما هو العدد الذي سوف يخرج من المواطنين من كل محافظة ليتم التصوير من خلال التلفزيون وخاصة أن القائمين على تلك المسيرات جلبوا لها فنانين ومطربين لكي يتم تجمهر الناس، وبالتالي بنظرهم هذا هو النجاح والولاء؟ واحيطكم علماً يا سيدي أنه تم استدعاء الوجوه القديمة المعروفه بالمحافظات من قبل الحكام الإداريين لجمع المال منهم لكي يتم تغطية نفقات المسيرات ودفع أجور الفنانين، والذين تم استدعائهم بالمحافظات هم كذلك حريصين على إرضاء الحاكم الإداري كل الحرص لكي لا يتم استثناءهم من بطاقات الدعوات المتكررة والظهور الاعلامي (بالعربي الفصيح كله بثمنه ) عدا عن توجيه كتب رسمية للمدارس لحضور المعلمين وطلاب المدارس وتوجيه كتب الى موظفي الدوائر الحكومية بالمحافظه بضرورة الحضور حتى وصل الامر لخطباء المساجد يوم الجمعه بحث الناس على المشاركه بل وجاء تدخل بعض الاعلامين لكي يعطوا النصائح والارشادات لأبناء المحافظات للخروج وهم ممن تركوا محافظاتهم وسكنوا بالعاصمة لكي يحصلوا على حصة من الكعكه وممن يدعون أنهم اصحاب الخط الثالث بالرأي، علماً ان خطهم هو الفاشل بالرأي لانهم حينما يستضيفون ضيفاً بالحلقه اول ربع ساعه بالحلقه يقضيها مقدم ذلك البرنامج الذي يسمى الخط الثالث بالمديح والتمجيد لمن يستضيفه ويعطيه صفة البطولات والانجازات، وحقيقة الأمر أن هذا كله رياء برياء، ومع ذلك نرى ذلك الاعلامي متوهم على نفسه بأنه صاحب الخط الثالث والحقيقة أنه صاحب الخط المتخلف وهذا تدخل بشؤون المحافظات يتناغم مع توجه الحكومة والحكام الاداريين لصنع المسيرات والسؤال على كل ما سبق، هل بهذه المسيرات نكون قد قطعنا المخاض العسير بالاصلاح وهل الملك بحاجة الى هذا كله؟ ألم يقل الذي يحبني ويريد التقرب مني عليه ان يعمل ويقدم للوطن ماذا قدم هؤلاء للوطن وللقياده غير افتعال المسيرات، والآن السؤال موجه للحكومة والاجهزة الامنية، بالله عليكم لو جاء سيدنا على اي محافظة او اي مدينة او قرية او مخيم بدون سابق انذار كعادته وعرف الناس بانه بينهم ألن يلتف المواطنون حوله بالعفوية والمحبة الصادقة أكثر مما تفتعلون وتخططون الف مرة وتكون محبة صادقة لله وللوطن وللملك وهذه حقيقة المسيرات المصطنعة يا سيدي فالذي يربط القيادة مع الشعب المحبة الصادقة والوفاء بوفاء وعقد متين لا يمكن اختراقه من قبل متسلط أو منافق أو متسول لمنصب من قبل الذين يلهثون وراء المناصب لذلك أنا مخبر للملك .