زاد الاردن الاخباري -
بيان صادر عن
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
***
يخوض "في هذه الأثناء".. أبطالنا في المعتقلات الصهيونية, إضرابا مفتوحا عن الطعام. {2500} أسير, من مجموع {4500} ممن يربضون وراء القضبان, بدؤوا معركة الأمعاء الخاوية, ولن يتوقف إضرابهم, إلى أن تتحقق مطالبهم.
أما أن يلتحق جميع المعتقلين بمعركة.. "الأنفة والكبرياء".. فهي مسألة ترتيب داخلي بين صفوف المعتقلين. وتنسيق مبرمج. ومدروس بدقة. فأبطالنا المعتقلون.. يتعاملون مع تفاصيل كهذه, بدرجة عالية من المسؤولية.
ومعتقلونا بكافة انتماءاتهم الفصائلية، وباختلاف مشاربهم, تنتظم مسيرة حياتهم, ويخوضون معاركهم في مواجهة آسريهم.. تحت مظلة قيادة موحدة
لقد عرف أبطالنا طبيعة "آسرهم الجلاد".. من خلال العديد من المعارك, وبأشكال مختلفة. وعبر هذه المعارك, صعدت العديد من أرواح شهدائنا المعتقلين.. إلى السماء, حاملة معها أجمل ما بلغته التجربة الإنسانية من عوامل النقاء. وما اكتسبه معتقلونا عبر معاركهم مع آسريهم.. تتواضع خبرتنا في الخارج.. "على اختلاف أشكالها".. أمام خبرتهم.. على هذا الصعيد. ولن ترتقي خبرتنا الشاملة, لمستوى خصوصية خبرتهم في هذه المعارك. ولا عجب: فأهل مكة أدرى بشعابها.
وبدماء شهدائنا, وعزيمة أبطالنا, وبوقوف جميع أحرار العالم إلى جانب عدالة قضيتنا.. حقق معتقلونا العديد من المكاسب, لكن العديد من المطالب.. ما زالت معلقة.
لقد بدأت التجربة الاعتقالية في المعتقلات الصهيونية قبل ما يقارب نصف قرن مضى. وكانت حياة معتقلينا عبر هذه التجربة في بدايتها, بعيدة في تفاصيلها.. عن أي مظهر من مظاهر الإنسانية.
فقد كان معتقلونا ينامون على الأرض العارية رصفا.. وكما هي بضاعة الـ "سوبر ماركت". وكانت الـ"حصيرة" الصغيرة المخصصة أثناء النهار لكل غرفة, يخرجها السجان من الغرفة ليلا, لئلا يستعملها أحد أثناء الليل. وكان أن عتاد المعتقلين في مواجهة برد الشتاء بالقليا مما هو متوفر الذي هو مقتصر على أربع بطانيات مهترئة. وهذه البطانيات هي فراش الأسير, وهي غطاؤه. أما وسادته.. فكانت حذاؤه.
وكانت الأوراق ممنوعة. وأنبوبة قلم الحبر الناشف يخبئها المعتقلون في ثنية البشكير, ليكتبون بها صحفهم السرية على غلاف "كروز" الدخان الذي يأخذه المعتقلون في غفلة من عمال المطبخ. وكانت الصحف السرية المصادرة يعاد نسخها أحيانا في الليلة الواحدة مرتين. أما الطعام.. فكان الأسير وهو يتناول وجبته في الظهيرة, يحلم في وجبة عشاءه لعلها تكون أوفر. ولعلها تغلق بعضا من فراغ الأمعاء الخاوية أبدا, لأن ما بأيديهم من طعام, من شأنه أن لا يغلق من فراغ الأمعاء شيئا. وهناك من التفاصيل التي تفوق الوصف, لكن هذه العجالة لا تتسع لها.
ومنذ عام/1967 وحتى اليوم, خاض معتقلونا العديد.. العديد من المعارك. وسقط في معارك الشرف والكبرياء, العديد.. العديد من الشهداء. وحقق المعتقلون من خلال معاركهم العديد.. العديد من المكاسب.
ومن بعض المكاسب, أن الكتب في مكتبات المعتقلات التي حصل عليها المعتقلون من خلال نضالهم, وحافظوا استمرار وجودها بكفاحهم, فإن بعض الأسرى المحررين, حاولوا البحث بعد تحررهم عن بعض الكتب التي كانت متاحة لهم في مكتبات المعتقلات, ولم تتح لهم فرصة قراءتها أثنا الاعتقال, بحث عنها هؤلاء المحررون في جميع المكتبات العربية.. فلم يجدوها. ذلك لأن حكامنا "سامحهم الله".. يخشون على عقول مواطنيهم أن تصدأ.. لو قرأت.
وحيث نغادر بداية التجربة الاعتالية.. وصولا لما هي عليه الآن.. فماذا نجد؟.
ظاهرة الاعتقال.. يزداد حجمها. وخبرة المعتقلين في مقارعة سجانيهم تتعمّق. ومطالبهم تتكرر. ونحن والعالم نتفرج على هذه التجربة.. وكأنها مسلسل تلفزيوني.
لقد آن الأوان أيها الأخوة أن نغادر جميعا, تلك النظرة التقليدية التي كنا نلقيها قبل اليوم على الظاهرة الاعتقالية, وكأن الظروف القاسية التي يعيشها المعتقلون.. والتي هي.. متناهية في التعقيد والقسوة, وكأنها أمر طبيعي.
لقد آن الأوان لكي نسعى وصولا إلى أن تصبح نظرتنا لأسرانا ومعتقلينا.. يحكمها الإحساس الجدي بالمسؤولية.
لقد بدأت معركة الأمعاء الخاوية.. ولن تتوقف. والمضربون عن الطعام حتى الآن.. سيلتحق بهم باقي المعتقلين.
فإزاء ما يجري.. ماذا نحن فاعلون؟. هناك العديد من الفعاليات التي نستطيع أن نقوم يها دعما لنضال أسرانا الأبطال. من بينها وفي وفي مقدمتها:
• - نصب خيمة اعتصام ينبغي أن يجري الإعداد لها منذ اللحظة.
• - تشكيل لجنة دائمة تضم كافة الأطياف, ومهمتها أن تقترح شكل الفعاليات وتتابع تنفيذها.
• - مخاطبة كافة المؤسسات المحلية والدولية والتنسيق معها نصر لمعركة الأمعاء الخاوية لأسرانا الأبطال.
• - مشاركة مكثفة من جانب الأحرار لجماهيرنا الأردنية والعربية, من خلال الفعاليات القادمة والمكثفة.. إلى تتحقق لأسرانا الأبطال جميع مطالبهم.
***
أما المعركة الكبرى التي ينبغي أن لا تتوقف, فهي أن يبدأ السعي لتنظيم جماهير أمتنا, والإمساك بزمام خيرات هذه الأمة, والزج بكل هذا القدرات, في بوتقة معركة لا تتوقف.. حتى تحرير "جميع" أراضينا المغتصبة.. ليس فقط.. "فلسطين من البحر إلى النهر", وإنما أيضا.. أن تستعاد سيادة أمتنا على "لواء الاسكندرونة.. وعربسان.. وجزر {أبو موسى ـ وطم الكبرى ـ وطم الصغرى}.
عندها فقط, سينعم أسرانا .. كما هو حالنا.. بأجمل ما في نسيم الحرية.
وتلك أجمل هدية, نقدمها لأجيال عربية.. لم تولد بعد.
***
صادر في عمان
الإثنين الموافق
23/4/2012
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
البعث الاشتراكي ـ البعث التقدمي ـ الحركة القومية للديمقراطية المباشرة
الشعب الديمقراطي "حشد" ـ الشيوعي الأردني ـ الوحدة الشعبي الديمقراطي "وحدة".