أنهى أبناء قبيلة الدعجة الاستعداد للزيارة الملكية المرتقبة لمضاربهم خلال الأيام القليلة القادمة ،وعبروا في اجتماع حاشد عقدوه بمقر مجلسهم عن فرحتهم الغامرة بلقاء صاحب الجلالة الذي سيكون تجديدا للبيعة وتأكيدا للولاء ،وهي ليست الزيارة الأولى لمضارب القبيلة المجاورة لمضارب بني هاشم ،فقد تشرفت تباعا بزيارات ملكية مماثلة منذ نشأت النظام ، وخصب ذلك التواصل المحبة والود وجذر الولاء لسلالة آل البيت.
سيكون اللقاء مناسبة لتحديد موقف القبيلة من ممارسات الإساءة للوحدة الوطنية ومؤسسة العرش التي كان آخرها محاولة استيلاد الفوضى ببعث فتنة نيسان .ولم تثمر كثافة جهود التحريض التي استهدفت أبناء القبيلة لجلبهم إلى آتون المخطط الانتهازي البغيض ،وحمل موقفهم رسائل جادة ذات معنى واحد يحذر الأعداء والمندسين من مغبة التمادي في محاولات الإساءة للوحدة الوطنية ،وتحويل الساحة الأردنية إلى ساحة حرب دامية ،واستيراد المنتج الذي خلفته ثورة الربيع السورية القائمة في الجوار .وعكس موقفهم حقيقة المقاطعة العشائرية العامة لدعوات العنف ،فقد مضى من الوقت ومن الأحداث ما يكفي لاستقرار القناعة الوطنية بان ثمة من يسعى لاستغلال حالة التوعك الإصلاحي واستثمارها لصناعة الشر ،وان العشائر الأردنية لا تزال على العهد والوعد وصدق الانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية.
كان أبناء عشائر الدعجه كغيرهم من أبناء العشائر الأردنية مطافئ للفتن ،واستطاعوا منذ بداية الدولة ترسيم الحدود بين جهود الإصلاح وبين محاولات إثارة الصراع والإضرار بالناس ،وكان لعشائرهم المقيمة في قلب العاصمة والمناطق المجاورة دورا فاعلا في مقاومة مظاهر العربدة التي رافقت حركة الربيع الأردنية التي يقودها جلالة الملك ،ومنعوا غير مرة إقامة مهرجانات التضليل والخداع في مناطقهم ،وطردوا المنشقين والخارجين عن صف الوحدة الوطنية.
في أجواء ديمقراطية استمعت الهيئة الإدارية لمجلس أبناء عشائر الدعجه المعنية بترتيبات الزيارة الملكية لوجهات نظر ممثلي كل الحمائل ،وتوحدت آرائهم حول الإلحاح على إظهار حقيقة الحب والوفاء التي تعتمر قلوبهم لجلالة الملك ،وأكدوا ثباتهم وأن قبيلتهم ليست مرتدة الولاء ،ولم تتأثر بأختلالات المفاهيم الناخرة ،واهتزاز القيم ،وعبروا عن الإصرار على أن يكونوا جزاء من هبة أردنية أشد إحكاما وأدق تصميما لدحر جحافل القلوب المريضة التي تدعي ملكيتها لمفتاح الإصلاح الثوري ،وتحاول احتكار الحقيقة ،وتسرف بذم الرأي الآخر.
سيكون اللقاء مفتوحا ،وسيتم إزالة الحواجز بين القائد وأبناء قبيلته ،ولن يجري تقديم هذا وتأخير ذاك ،وسيحظي كل المحتفلين بالزيارة الكريمة بفرص متساوية لطرح أفكارهم وآراءهم وإيصالها مباشرة لجلالة الملك.