حكام قدموا أعراضهم , فهانت عليهم أوطانهم
بقلم ماجد العطي
إستطاعت الهند الفقيرة جداً أن تتفوق على مستعمرتها السابقة بريطانيا عسكرياً , وتجاوزت قوى كبرى أخرى على الصعيدين العسكري والتكنولوجي.
وتحذوا إيران حذو الهند للإرتقاء عسكرياً وتكنولوجيّاً , وتفاخر بإنجازاتها , وتعمل على إرهاب أعدائها وتخويف التابعين لهم من ردها على أي عدوان يشنونه عليها .
كتاب قطر ما زالوا يصرون على حربهم الإعلامية ضد إيران وسوريا . فهم يتسائلون باستمرار عن عدم إقدام سوريا على مواجهة إسرائيل ؟ وما ينطبق على كتاب قطر ينطبق على كتاب بلدان الخليج العربي قاطبة .
لقد تحالف النظام السوري مع الخليج العربي في حربهم لاستعادة الكويت , وأعاد عدد من مواطني هذه البلدان كانوا في طريقهم للعراق . وما يجدوه من خطرٍ عليهم يتمثل في تنظيم القاعدة , لم يكن النظام السوري يخالفهم في ذلك. فأي انقلاب هذا الذي يجري عليه من قبلهم؟!
أوَ رفض النظام السوري طلباً خليجياً واحداً للجهاد من أجل تحرير فلسطين والأرض العربية المُغتصبة ؟!
أوَ رفض نظام سوريا ولو لمرة واحدة طلباً خليجياً لمواجهة الإمبريالية العالمية أو حلفائها ؟!
إن المواطن العربي البسيط جداً يعي أن زوال إسرائيل يعني زوال أنظمتهم , لأن الإستعمار الذي أنشأها هو ذاته الذي أنشأهم ونصبهم شيوخاً بألقاب متعددة ووضع لهم مُفتين يمنحونهم شرعية الحكم بما يخدم مصلحة الإستعمار .
بعد القضاء على نظام الشاه ونفوذ اسرائيل في إيران سقط العلم الإسرائيلي تحت أقدام هؤلاء الثوار وارتفع علم فلسطين يرفرف عالياً في سماء طهران, وحُوّلت سفارة اسرائيل الى سفارة فلسطين .
لقد قدمت الثورة الايرانية كل أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية بما فيها حماس التي هي وليدة أجندات داخلية وخارجية لكي تكون البديل الحقيقي لمنظمة التحرير ولكن إيران عملت على التوازن في العلاقات مع كل فصائل المقاومة ورحم الله ابوعمار الذي لم يقو على الوقوف في وجه بعض الدول العربية التي غضِبت لنجاح الثورة الايرانية وكانت تخفي رغبتها للحفاظ على ديمومة ومصالح أميركا وابنتها إسرائيل وهذه الأنظمة المصطنعة والتي بقائها من بقاء إسرائيل في المنطقة واظبت على العداء لإيران حتى أن من تقرب منها سابقاً كان عيناُ لأمريكا ولإسرائيل بدافع التجسس وليس بدافع حسن الجوار, ولهذا لم يخاطر ابوعمار بالمضي في علاقات جيدة مع إيران وفضل البقاء تحت مظلة الدول العربية التي أنهت وجود المقاومة الفلسطينية ووجوده, وكنت أتمنى على هؤلاء الكتاب لو أن أحدهم أتى لنا بأحد من هؤلاء الزعماء الطغاة و الظالمين الجاثمين على صدور شعوبهم أن يقوى على مواجهة إسرائيل ولو باللفظ لا بالسلاح كما فعلت الثورة الايرانية بطردهم وإنهاء وجودهم من إيران وإلى الأبد, وبقيت صلبة شامخة في وجه أميركا وإسرائيل, أيغيظكم هذا ؟ ألأنهم لم يركعوا لأميركا؟ .
نعم لقد بدأت تطفوا على السطح تساؤلات في ذهن المواطن العربي حول إعلامهم المسموم وإقناعهم للمواطن العربي بخطورة إيران وعلى أنها أخطر من العدو الصهيوني , من خلال منابر الجوامع ومراجع الدين المختلفة والمنابر السياسية وكلها كما نعلم جيداً أنها تصب في مصلحة إسرائيل بل إنها قدمت إلينا من أصحاب فتاوى قالوا بأن قتلى أمريكا في الحرب ضد العراق شهداء , وأفتى أحدهم بجواز إرضاع العاملة لمن تخالطه في عملها , وأفتوا بجواز تقديم الأرض الفلسطينية أو جزء منها للصهاينة لأن الله وهبها لهم ولأبناء عمومتهم اليهود , ولا يزالون يقدمون الفتاوى الواحدة تلو الأخرى بما يهدم شرع الله وحدوده .
إن الهدف هو تدمير إيران والسيطرة على نفطها . إنني على يقين إن صدام إرتكب أكبر فاحشة في تاريخ حكمه بإعلان حربه على إيران الغير عادلة والتي وُرّط بها من زعماء الخليج الذين يكنون كل الحقد والكراهية للعراقيين والإيرانيين على حد سواء , وبدسائس صهيونية أوهموا صدام بأنهم هم من سيتحمل تكاليف الحرب ولكن حقيقة الأمر من دفع ثمن هذه الأرواح وهذه الأموال الطائلة هم العراقيون والإيرانيون , ولم يكتفوا بهذا بل سرقوا نفط العراق وهو منهمك في حرب لم يقطف ثمارها .
إيران الحالية تعادي الإمبريالية والصهيونية , وتجهد في تطوير إمكانياتها . فقد سبق للولايات الإمبريالية أن طالبت الهند بضرب إيران , ولكن الهند الطامحة في استعمار الخليج العربي برمته تنتظر أفول أمريكا وتعي أن الطلب الأمريكي قد ينم عن نوايا إضعافها في حرب لا تفيدها بشيء . فآثرت الرفض .
لم يشهد المواطن العربي من بلدان الخليج موقفاً عروبياً بل إنه شهد على كل مواقفها الصهيو أمريكية . واستباحت أرضها وأعراضها ولا أدري عن عدد الشيخات التي تم تزويجهن من رجالات الحرب الأمريكيين والبريطانيين لضمان استمرارية انصياعاتهم , ومن يقدم عِرضه لأعداء شعبه يهن عليه كل شيء , ومقدموا الفتاوى لتحليل ذلك من بطانتهم جاهزون .