زاد الاردن الاخباري -
بقلم: حسين الغيث
يصادف اليوم عيد ميلادي ........ وقد بداء الرأس يشتعل شيبا" والعظم صابه الوهن وسنوات العمر تمضي كلمح البصر مسرعة الخطى واثقة مرة وتتخبط مرات ومرات .... ومع ذلك ولا زلت انتظر ... ورود تلك الشامية التي يطاردها ذلك الكلب المسعور المختفي بجلد أسد كاذب صباح ومساء .......
فهي مشغولة به وأنا منشغل ببرجي الذي يسبب لي بعض المتاعب ... وهو برج ( الثور ) فأتذكر (صدام ) وافرح إنني من نفس برجه ... واكظم غيظي وانأ أتخيل نفسي إنني في حلبة مصارعة للثيران ... وقد أشهر الجميع سيوفهم للانقضاض علي ... و أتذكر يوم اعدم ... فأقول سلام عليه يوم ولد ويوم حكم العراق ويوم اعدم حيا... ومع ذلك ... اشتاق لورود تلك الشامية التي تصرخ وتستنجد ... فاصم أذني حتى لا اسمع صراخها وما علمت انه قد قد قميصي وقميص كل العرب من دبر رغم أن امرأة العزيز لم تطارد احد منا قط ........................
في عيد ميلادي ............... لم أرى احدا عشر كوكبا" ولم أرى الشمس والقمر كما رآهما يوسف عليه السلام بل أرى شعوب تعصر خمرا" والأخر يأكل الطير من رأسه ... والباقي لا زالوا في غياهب الجب ينتظرون بعض السيارة حتى يقول احدهم يا بشراي هذا غلام استخلصه لنفسي... وما علموا أنني لا سنبل لدي مما زرعت ليضعوه في سنبله في سنوات القحط والعجاف العربي في بلاد الظمأ والملح والنفط المنهوب على خردة السلاح الكذب و على سباقات الهجن وكرة القدم والبنايات الممهرة بالعهر العربي من المحيط إلى الخليج ......................
في عيد ميلادي ............ هذا العام اختلط عندي الأبيض بالأسود والرمادي بالكاكي والأحمر بالأصفر .... فلا زلنا نتصارع على البقرة التي تركها اليهود لنا ... هل هي صفراء فقع لونها ؟؟؟؟؟ وهل هي تسر الناظرين ؟؟؟؟ خصوصا" وان البقر تشابه علينا في الوقت التي ألقت تلك الشامية ورودها ومعها الحمصية والدرعاوية والحموية وقبلها الغزية والفلسطينية ومن قبلها العراقية ... في الأخدود التي حفرها وكلاء اليهود و حيث النار ذات الوقود وكل العرب من المحيط إلى الخليج عليها شهود ... وأنا لا املك في عيد ميلادي ألا أن احتفل مع صغيري بمباريات ( الريال وبرشلونة( وهو يتابع وأنا أتابع وما درى أنني لأجله احضر حيث الكل مشغول بتشجيع هذا الفريق آو ذاك الفريق بحماس منقطع النظير وصوت حناجر الشباب مع كل هجمة يزلزل المكان ولا استغرب حين أتذكر أن الكل مثلي مقدود قميصه من دبر الأحلام الكاذبة والبطولات الخادعة في زمن التيه والضياع وهم يقولن( ريال ريال برشا برشا) وقد تحول كل الوطن العربي إلى ملعب ومبارة لكرة القدم .......... وأنا اردد في يوم عيد ميلادي ... تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب وحيث لم أرى لغاية ألان العاديات صبحا والموريات قدحا والمغيرات صبحا ............................
في عيد ميلادي ...... أتذكر أحاديث والدي عن الدبابة والبندقية وعن ميادين البطولة والحمية في ارض فلسطين وكيف كانت النخوة العربية وعن هيبة العسكرية وشرف الجندية 000 وكيف يتحول الحديث ألان عن أكلة الملوخية والبدله المكوية والهاتف النقال بلمسه سحرية وعن البطولات (الفيس بوكية) وعن الحراكات الإصلاحية وعن شعارات كرتونية وعن الفساد وعن رموزه التقليدية ... وعن ضياع الأوطان (بفبركات ) عبثية إعلامية وكيف سعر العربي في بلاد العم سام والذي لا يعادل سعر كلب في أقصى بقاع الكرة الأرضية ... وألا من يفسر لي شلالات الدماء العربية الطاهرة النقية التي تراق في الشام وفي فلسطين وفي العراق وفي اليمن وفي كل البلاد العربية على مذابح الحرية ... ولا زال البعض يدوس على ورود تلك الشامية من اجل كلب الشام وفئران المجوس وخنازير اليهود بحجة الممانعة والصمود من اجل القضية ...............
في عيد ميلادي ........ لا زالت عندي عادة التدخين الغبية وكلما حاولت تركها واستعيذ من الشيطان الخناس الذي يوسوس في صدور الناس تذكرت برجي وفصيلته الثورية وتذكرت ورودي التي لا زالت محتجزة عن تلك الشامية وتذكرت صحرائي وباديتي المنسية ومشاريع التنمية الوهمية وتذكرت صناديق التنمية الاجتماعية وأيدي اليتامى والأرامل والعجائز التي لوحتها السمرة البدوية .. فمع كل سيدة تلبس الشرش والعصبة البدوية ... أتذكر أمي عليها رحمت الله ... ومع كل شيبة تعتمر الشماغ والعقال أتذكر والدي وعمي وعمي عليهم رحمة الله .. فأعود لعادة التدخين الغبية لأنها الرفاهية الوحيد لكل أصحاب برج الثور في عيد ميلادهم السنوية المنسية ............................
الليلة سأحتفل بعيد ميلادي .. بجلسة شاعرية مسائية على( برندتي ) العربية معتمرا"( فروتي ( عن نسمات برد الربيع الوهمية منتظرا" الساعة الثانية عشر منتصف الليل وسوف انظر من خلال صحرائي الواسعة إلى كبد السماء لأشاهد الأحد عشر كوكبا" ولأرى القمر... فقد خرجت من غياهب الجب ولم يلتقطني احد ولم اسمع صوت احد يقول يا بشري هذا غلام استخلاصه لأنفسي لأكون قرت عين له ... لأنني أريد أن أرى الشمس والضحى والقمر إذا تلاهى فمن أراد أن يرسل لي تهنئة بهذه المناسبة فرقمي واضح فانا عربي (0) مذبوح من الوريد للوريد وبقيت أرقامي هي
(1) أردني (2) سعودي (3) أمارتي (4)قطري (5)عماني (6)كويتي (7) بحريني (8) سوري (9) مصري (10) ليبي (11)تونسي (12)سوداني (13) جزائري (14) صومالي (16) مغربي (17) يمني (18) جيبوتي (19) جزر القمر (20) فلسطيني (21) لبناني (22 ) عراقي
ومع كل ذلك من يأتني بورد تلك الشامية التي لم تستطع ان توصلها لي ... من ... ؟؟؟؟؟ فرقمي واضح أعلاه ... وكل عام وانأ والقارئين بخير ....