حمزة عبدالمطلب المحيسن
لا يوجد هنالك ( Cover ) او ( مشمع ) او حتى ( طبلية ) لتفرد عليها ( السفرة ) الخاصة بوجبة الطعام ، فالجريدة حلت محل هذه الكماليات للظروف الإقتصادية الأليمة التي نمر بها ، لتفرد عليها معلبات (الفول ) و( الحمص ) و ( الفلافل ) والخبز المدعوم ، وبالمناسبة هذه الوجبة يتم إعتبارها وجبة جامعة للإفطار والغذاء والعشاء وموعدها يكون عند الغروب لتجمع كل ألوان الطيف التقشفي ، لنبتعد عن إستخدام الغاز إيمانا منا بتوجيهات الحكومة الرشيدة بتوفير إستخدام الطاقة ، فلا داعي حتى إذن لطهي ( قلاية ) بندورة تلك المعشوقة التي أرتبطت بمعدة الأردنيين بعلاقة عشق وإرتباط نفسي ورومانسي على مدى السنين التي مرت وتمر بها حكوماتنا الرشيدة بإنتكاسة تضخم او عجز في موازناتها العامة السنوية ، وحتى ( نشيل ) البلد على الأكتاف إثر أزمة التضخم اللعينة وإجراءات الحكومة الرشيدة التقشفية الخاصة بالطاقة أيضا ، وبدلا من إنارة المنزل بالأنوار الكهربائية ،أشعلنا شمعة لتنير معالم ومكونات ( السفرة ) ولكن فجاة وفي ظل إنشغالنا بطحن الزاد ، تذكرنا باننا قد نسينا ( الشاي ) ، مشكلة عقيمة ، ستجعلنا نستخدم الغاز ، لكن المبدا مبدأ وتوفير الطاقة هو الأبدأ فما علينا سنعمل شاي من حطب ، والحمد لله رب العالمين ، كم هو جميل (شاي ) الحطب والأجمل ذلك الشعور الذي سكننا جميعا بالفخر ونحن نحتسيه باننا لن نجعل حكومتنا الرشيدة تتوسل لصندوق النقد الدولي أو الإتحاد الأوروبي للإستدانة لتلبية متطلبات الفاتورة النفطية نتيجة إستخدامنا للغاز في أمور سخيفة مثل ( إبريق ) الشاي ...!!!!
وما إن أنتهينا من وجبة الطعام التي جمعت كل مشاعر الإنتماء والمسؤولية نحو وطن تم إستنزافه إقتصاديا بدانا بجمع علب الطعام الفارغة ولملمة اوراق الجريدة ، كان هنالك خبر بخط طويل وعريض مخفي تحت علبة ( الحمص ) الفارغة على الجريدة نفسها يشير إلى ان نواب مجلس الأمة قد أقر له نظام تقاعدي مدى الحياه ، حينها ، صحنا من غفلتنا ومن شعورنا المفعم بالروح الوطنية لنقوم بالحسبنة والحوقلة لله عز وجل على هكذا مجلس يبدو انه غير معني بجولات الملك -أطال الله- في عمره يجوب بلاد العالم ليتعافى الأردن إقتصاديا ، مجلس أوسعنا شعارات بالولاء وضرورة العطاء لهذا الوطن والشعور معه في هذه الظروف الحالكة وبضرورة الحد من نفقات مؤسسات الدولة وأجهزتها العامة ليغرف من توفيرنا وجوعنا وتدبيرنا رواتب تقاعدية لمدى الحياة ...!!!!
إن مجلس النواب وللأسف الشديد وفي ظل الدعوات التي تلهج بها ألسنتنا لتجنيب الوطن الأزمات والفتن ما ظهر منها وما بطن يبدو أنه يمضي قدما لصنع مبررات أزمة مجتمعية ...وبما أن بابهم و الذي من المفترض أن يكون سدا وعونا منيعا امام الريح بات مهلهلا ..فانا أناشدك يا جلالة الملك أن ترحنا منه فما عاد منا ولم نعد منه ......!!!!!!
hamaqaba@gmail.com