لفد فهمت الآن لماذا لم يدين ذلك المجلس ،القابع في منطقة العبدلي بالقرب من وزارة التربية و التعليم و الذي تم انتخاب بعضه من قبل الشعب ، أي من رموز الفساد الذين باعوا و اشتروا بالوطن عندما كانت الظروف غير الظروف و كان الناس في غفلة من أمرهم و لكن عندما ذاب ثلج تكميم الأفواه ظهر ما تحته و تبين ان هؤلاء المنوط بهم خدمة الوطن بما أُعطوا من مناصب و صلاحيات استباحوا الوطن و لم يرحموا أي شيء من السرقة فـ ( نطوا على الحايل و المعشّر) او كانوا كـ ( المنشار الذي يأكل على الجهتين) ثم اخذوا صك البراءة من مجلس كان يفترض ان يكون هو الشعب نفسه و لكنه كان ( لنفسه) فقط يتراكض أعضائه على السفرات و المياومات و الإمتيازات من الحكومة لمصالحهم الخاصة فطبقوا بجد ( حكلّي و احكلك) على حساب الشعب الذي اهترى جلده من الفساد و الإختلاس و الفقر الناتج عن ذلك.
لقد اتقن ذلك المجلس اللعبة و فهمها جيدا و طبقها ثم باضت له الامتياز تلو الآخر فهو يعطي البراءة تلو الأخرى و بوتيرة متسارعة ثم يجني الثمن من الجوازات و الرواتب التقاعدية و الحبل على الجرار و الله اعلم ما القادم لأنها بصراحة أصبحت ( نهابه) من وطن يتهاوى اقتصاديا و سياسيا و ربنا يستر الوطن من أفعالهم هم و رموز الفساد المتغلغلة في جهاز الحكومة و خارجة.
إن ما أقره ذلك المجلس من امتياز ليس الا ملف فساد جديد و جريمة بحق الوطن و لكنها للأسف جريمة لا يعاقب عليها القانون ، فقد تم تدبيرها و تنفيذها و الاصرار على عليها ( عينك عينك الظهر الحمرا) و اعضاء ذلك بالمناسبه غير آبهين لما يقال عنهم، المهم عندهم انهم ضربوا هذه ( الهواه) لانهم متوقعين ان ( يلملموا أوراقهم و حاجياتهم في أي و قت) فهبشوا ما استطاعوا – كمواطن اردني مغلوب على امري ليس لي إلا فكرتي في رأسي اعبر عنها اقول : لا هنيئا و لا مريئا و لا هنئكم الله بهذه الاموال غير المشروعه شعبيا .
لهؤلاء اقول : لقد كنتم بالنسبة للوطن و لشعبه رهان خاسر و استثمار فاشل ، توقع منكم الشعب الكثير و لكنك انكفأتم على مصالحكم الخاصة و منازعاتكم مع بعضكم البعض و ضيّعتم وقت المجلس (بالهوشات و الصلحات و تبويس) اللحى و اطلاق التهديدات و تهريب النصاب تماشيا مع مصالحكم و هدرتم الثروة المائية بما تراشقتم به من كاسات الماء ثم غنمتم برواتب مدى الحياة و جوازات سفر تسهل لكم السفر لتشمون الهواء النقي في شرم الشيخ و اوروبا ... فكان عطاءكم لانفسكم عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
يا هؤلاء : إنكم ذاهبون لا محالة و لكن الوطن و شعبة باقيين و جلالة الملك باق باذن الله و هو الذي سينصف شعبه الذي يحبه و هو يبادله ذلك الحب.