وغاب رئيس أخر....
ها هو الربيع الاردني يُطيح برئيس حكومة ثالث عُقدت عليه آمال كبيرة عند مجيئه لصفات شخصيّة فيه وخدمة متميّزة له على المستوى المحلّي والدولي والأهم من ذلك أنّ إسمه لم يتلوّث كالآخرين ولكن ماذا حدث ...
قد تكشف الايّام عن ذلك في المستقبل القريب وقد بدأ الإعلام والصحافيّون وضع السيناريوهات والتبريرات منذ ان اعلنت صحيفة القدس العربي الخبر قبل أن ينفيه مكتب الرئيس المُستقيل ويصدر بيان رسمي بقبول جلالة الملك للإستقالة .
هناك نقطتان مميّزتان لهذه النهاية التراجيديّة أولها يتعلق بتقديم الإستقالة بطريقة غير تقليديّة بينما كان الرئيس المستقيل بمهمّة رسميّة خارج البلاد وهذا دليل على جدّية الأمر المسبّب لتقديمها بحيث لا يحتمل التأخير .
والنقطة الأخرى هو الكتاب الملكي السامي لقبول الإستقالة والذي كان سريعا واضحا ويتماشى مع الظروف الحرجة التي نعيشها كبقيّة شعوب المنطقة وقد بيّن جلالته مدّة تولّي الرئيس لمهامّه وأعاد جلالته ذكر المهام التي كلّفه بها جلالته والمتعلّقة ببرامج الإصلاح والتشريعات اللازمة لها وتواريخ الإستحقاقات التي لم تتحقّق بسبب بطأ الإداء .
وبالرغم من التاريخ المهني النظيف لدولة الرئيس المستقيل والآمال والتوقّعات التي عقدها الشعب الاردني عليه وكان كلّما مرّ يوم خفّت التوقّعات واطاحت ببعض الآمال حتّى بدأت مسلسلات التشكيل وثمّ التعيينات وبعده مسرحيّات كشف الفساد والفاسدين وغيره من الدلالات على ان الرجل كغيره ممن سبقوه وليس احسن حالا منهم .
والمشكلة ليس شخص الرئيس او اشخاص حكومته ولكن الامر يتعلّق بوطن لا يستطيع أن يُفرز شخصا ينال ثقة جلالة الملك ويُكرّس هذه الثقة على شكل إنجازات للوطن والمواطنين شخص ينال ثقة ابناء المجتمع ويكونون عونا له في إداء مهامّه شخص يضع مخافة الله بين عينيه شخص يعتبر الأردنيّون سواسية من كل المنابت والأصول شخص بعيد عن الفساد والفاسدين ولا تشوبه أيّ شبهة فساد شخص يُحافظ على ثروات الاردن ومقدّراته ومكتسباته ومؤسساته ويحافظ على حقوق الاردن والأردنيّون اينما كانوا داخل الوطن وخارجه .
إنّ سرعة التكليف السامي لدولة الدكتور فايز الطراونة لهو مؤشّر من جلالة الملك بأنّه لا يقبل التباطأ او التلكؤ في الزخم الإصلاحي لتكتمل عناصره التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة ليلمُس المواطن الأردني أنّ كل الوعود ما هي إلاّ محطّات واجبة التنفيذ دون مماطلة او تلكؤ اوتباطؤ وأنّ كل من يحمل المسؤوليّة يجب ان يُواجه المحاسبة أمام القائد والشعب وقبل ذلك أمام الله تعالى .
ومهما على شأن الفاسدين فيكفي الرئيس المكلّف ثقة القائد ودعمه لمحاربتهم واجتثاثهم من الجذور إرضاء لوجه الله الكريم وصدعا لتوجيهات ألملك القائد وإذا صدقت النوايا وشُحذت الهمم سيقف الشعب الغلبان منهم والصادق والمنتمي لوطنه مع قائده وحكومته وستهون لديه روابط العشيرة والحمولة والصداقة والشلّة والمغريات الماديّة في سبيل الإنتماءالحقيقي الصادق للوطن وترابه .
قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )صدق الله العظيم
أحمد محمود سعيد
27/4/2012