مع السلامة.....
صايل الخليفات
فوجئ العامة وأغلب الخاصة بخبر استقالة الحكومة غير المؤسف ،ولهجت ألسن البسطاء بالدعاء والابتهال إلى الله بأن يجنب البلاد والعباد شر القادم مَنْ كان ، بعد أن فُقِدَ الأملُ بخير من يأتي مطلقا !
الأسئلة التي تراودني وأنا أتنقل بين محطات الخبر عن حيثيات الاستقالة وملابساتها ، لم أوفق في رسم معالم الإجابة عنها ،وظلت وستظل تنهش فضولي ؛ليقيني بأن هناك ما هو مخبأ بين طيات الأحداث ، لا يملك الرئيس المنتهية ولايته الإفصاح عنه ، ولا يملك ذلك غيره من أفراد طاقمه الوزاري ،ولا ممن كان يدور في فلكهم.
وحدسي ينفثُ في روعي :إن ذلك المخفي له علاقة وثيقة ووطيدة بكل الأخبار السيئة التي مرت على البلاد وثار غبارها على المواقع الإخبارية بجميع أشكالها .
له علاقة بقضايا الفساد كلها صغيرها وكبيرها ، قديمها وحديثها ،له علاقة بالتخبطات السياسية والإدارية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، له علاقة بحالة الفوضى التي تعمُّ الوطنَ على امتداد رقعته، له علاقة بفقدان ما تبقى من رصيدِ الثقة بين الرئيس والمرؤوس ،له علاقة بحالة الإحباط التي بدأت تدبُّ في أوصالنا نحن- المواطنين!
ليت الرئيس المستقيل يحدثنا صراحة :"قصتي كرئيس للوزراء" !ويكشف للعامة سر المستور ! ليفعل ذلك وليكن بطلا قوميا في زمن غُيّب فيه الأبطال،وأجدبت عن إنباتهم أرحام الأردنيات ، بل أصبحوا ضربا من خرافات الماضي وأساطيره !
كم تمنيت أن أطَّلع على تلك الأسرار ولا أدري لو انجلت لي الحقيقة مالذي أستطيع فعله ؟
أحيانا أقول - مستشعرا الثقةَ في قولي - :القضية واضحة مثل الشمس ، ولا تحتاج لأدنى توضيح ! ولكن الناس أمامها أصناف: جاهل لا يعلم ولا يهمه أن يعلم ،وجاهل ليست له القدرة على استيعاب ما يحدث،وعالم ليست له الجرأة على أن يفعل شيئا ؛ فيتظاهر بأنه لا يعلم،وعالم منتفع مما يجري وليست له مصلحة في أي تغير يطرأ.
ثم جاء التغيير...دولة رئيس يذهب وآخر يجيء ،ويقينا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي معناه : "لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه " ، فلن يأتي على البلاد مسؤول إلا وما بعده أسوأ منه ،إلى أن يشاء الله .
لا زلت أذكر موقف الرئيس "الجديد القديم" ، يوم توقيع معاهدة "وادي عربه" ، وكان على رأس الوفد الذي جلس وحاور وناقش... ثم وقَع وسلم يدا بيد...لا زلت أذْكُرُهُ وفريقَه وهم يزفون البشرى للوطن بـ " سلام الشجعان" ، ويتنبأون للوطن بمستقبل يطفحُ خيرا ، واستقرارا وانتعاشا و..و.. "وما شفنا شي"!
لو أتاحت لي الفرصةُ لقاءه؛ سأسألهُ أولا قبلَ كل شيء :ما رأيك في سلام الشجعان؟ أو ما رأيك في نتائج اتفاقية "وادي عربه" ؟ هل تحققت وعودُكم فيها كما زعمتم ؟ على غرار إجابته سأوجه سؤالا للناس أجمعين ،الصالحين منهم والطالحين ، الأولين والآخرين :هل تعتقدون الرئيس الجديد سيحقق وعوده لكم كما تحققت وعوده في "وادي عربه" ؟