زاد الاردن الاخباري -
« أهالي حمص السورية يوصون بناتهم بالانتحار حال تعرضهن لاعتقال قوات حفظ النظام والجيش السوري، ويعمدون لرفدهن بأسلحة بيضاء للغاية هذه، تجنبا لتعرضهم للإغتصاب»، هذا ما قالته الممرضة ،أم نضال، التي فرت إلى الأردن على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا منذ الخامس عشر من آذار العام الماضي.
وتضيف أم نضال،(36 عاما):» حدثت حالات إجهاض لسيدات المنطقة المتوجهات إلى المستشفيات للولادة بسبب الخوف من إطلاق النار من الدبابات والمدرعات التي تقصف المظاهرات السلمية».
وتروي أم نضال، التي كانت تعمل في مستشفى «البر» في محافظة حمص (130 كم شمالي مدينة دمشق) بعضا من الفظائع الي تعرض لها متظاهرين سلميين للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وتكافؤ الفرص، مشيرة إلى أن أحد المصابين تم نقله الى مستشفى عسكري ووضعه في ثلاجة حفظ الموتى لساعات، ما ادى الى وفاته جراء ذلك.
وتضيف، إنها لجأت إلى الأردن بعد اعتقال زوجها الذي كان في الجيش السوري وتعذيبه بسبب رفضه إطلاق النار على أبناء شعبه، موضحة أن آثار التعذيب على جسده وبشاعتها دفعها إلى الفرار إلى الأردن مع أبنائها الأربعة لكي لا يتم محاسبتهم على رفض والدهم للأوامر العسكرية التي تطلب قتل الأبرياء من أبناء الشعب السوري.
وتؤكد «ام نضال» بأن منطقتها (باب السباع) تشهد تواجدا مكثفا للدبابات وقوات حفظ النظام التي تطلق النيران على كافة المواطنين دونما استثناء، مشيرة إلى مشاهدتها مقتل طفل (13 سنة) بالرصاص، الى جانب آخر (وحيدا لامه) تم تصفيته بالرصاص.
وتنقل أم نضال حال السكان في محافظة حمص التي حولتها الاجهزة الامنية كافة مدارسها ، حال عدم التزام الطلبة بالدوام المدرسي الى اماكن للتحقيق والاعتقال، بالإضافة إلى وضع سيدات كدروع بشرية لهجمات الجيش الحر، كيلا يتمكنوا من الدفاع عن مواطنيهم في حمص.
أم نضال، وهي ناشطة في العمل التطوعي وتقديم المساعدات للاسر السورية اللاجئة في محافظة المفرق لتخفيف الانعكسات السلبية الناجمة عن لجوئهم الى الاردن، تشير الى ان معظم اللاجئين في الفترة القليلة الماضية تظهر عليهم علامات وآثار التعذيب من قوات حفظ النظام السوري، ما دعاهم الى الفرار الى الاردن للحفاظ على أمنهم وحياتهم.
وكان محافظ المفرق علي نزال، قد اكد ان محافظة المفرق استحدثت مخيمين لللاجئين السوريين في المحافظة، مشيرا الى انه تم رفد مخيم رباع السرحان بالبنية التحتية الشاملة من خلال ايصال التيار الكهربائي والمياه الى جانب استكمال الخلطة الاسفلتية والمرافق الصحية.
وأوضح نزال، ان مخيم اللاجئين في منشية العليان (15 كم جنوب غربي مدينة المفرق) يحتضن حاليا (360 لاجئا) سوريا، موضحا انه يتم اغاثتهم من خلال الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية والمفوضية السامية للاجئين بهدف تخفيف معاناتهم، حيث وصل عدد الأسر السورية اللاجئة إلى المحافظة الى (1500 عائلة) جلها يقطن في حي الحسين ضمن مدينة المفرق.
ودعا الاجهزة المختصة الى ايجاد قاعدة بيانات لتلك الاسر بهدف توزيع عادل للمساعدات الانسانية التي تتلقاها من الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية والجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية لتخفيف معاناة الاسر اللاجئة في المحافظة.
الراي