أنهت وزارة التربية والتعليم استعداداتها لعقد المؤتمر الوطني لتطوير امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة اليوم السبت برعاية دولة رئيس الوزراء في فندق الأردن انتركنتننتال بعمان .
حيث يشارك نحو ثلاثمائة شخصية ممثله عن مختلف الجهات الوطنية ذات العلاقة بالشأن التربوي والتعليمي من طلبة ومعلمين وقادة تربويين وأكاديميين وإعلاميين و فعاليات المجتمع المدني لمناقشة المقترح الذي أعدته الوزارة لتطوير الامتحان الذي خلصت إليه بناءه على جملة من الإجراءات ضمنها دراسة أجرتها من خلال مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية هدفت إلى التعرّف على آراء و مقترحات أكثر من أربعة آلاف طالب وطالبة من طلبة الثانوية العامة في كافة الفروع التعليمية حول الامتحان .
الإجراءات شملت أيضا إعداد أوراق عمل تخص امتحان الثانوية العامة، بالاستعانة بخبراء تربويين وأساتذة جامعات، تضمنت موضوعات الامتحانات الأجنبية في الأردن ودراسات حول الواقع الحالي لامتحان الثانوية العامة مع التحليل ودراسة مقارنة بين امتحان الثانوية العامة والامتحانات الأجنبية التي تُعقد في الأردن وتجارب دولية في امتحان الشهادة الثانوية وأهداف وغايات الامتحان العام وأهميته والواقع الحالي لامتحان الثانوية العامة.
وخلصت الوزارة إلى إعداد ورقة عمل عامة إجرائية، منبثقة من أوراق العمل التي سبق إعدادها تتضمن مقترحاً لامتحان الثانوية العامة بحيث تتكون المرحلة الثانوية من مسارين هما المسار الأكاديمي الذي يشمل مجالين هما مجال العلوم والرياضيات ومجال العلوم الاجتماعية والإدارية والمسار المهني .
وأبرز ما خرج به المقترح هو أن يكون امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة على سنتين إذ يتقدم الطالب للامتحان في المباحث المشتركة بعد نهاية السنة الأولى من المرحلة الثانوية في حين يتقدم للمباحث التخصصية في نهاية السنة الثانية من المرحلة ذاتها
لقد انتظرنا طويلا في إعادة وزارة التربية والتعليم - كما وعدت - حساباتها مع الفوبيا المتكررة سنويا للثانوية العامة.. خاصة وان وزارتنا العتيدة حرصت على انتهاج المصداقية في التعامل مع مجمل القضايا التربوية .. لإعادة النظر بالآليات المستهلكة لذلك الامتحان الوطني .. فكان هدفها إقناع المجتمع الأردني بالضرورات الحتمية لذلك .. تمشيا مع التطورات المعاصرة في مجال تحسن العملية التعليمية.. وها نحن نرى أن الوزارة قد وفت بوعودها .. بقصد الوصول إلى صيغ جديدة وتغيير قائم على أسس علمية ومداخل تقنية معروفة كالتخطيط الاستراتيجي أو الجودة الشاملة أو إعادة الهندسة أو إدارة المعرفة أو إدارة الإبداع أو الإدارة بالأهداف وما إلى ذلك. وما كان لانتظارها وترويها وتريثها إلا لسعيها إلى دراسة مستفيضة خشية أن تواجه الكثير من التحديات التي تفرضها طبيعة التغيرات العصرية المتسارعة في شتي المجالات.... حتى تواكب هذه التغيرات .. وتستطيع أن تلبي الاحتياجات الحتمية المتغيرة بتغير العصر .. وتغير احتياجاته ومتطلباته
إننا نتفق جميعا بأن تطوير النظام التعليمي في الأردن هو استكمال للتطوير والتحديث الذي بدأته وزارة التربية والتعليم منذ سنوات .. لضرورة ملحة يتطلبها عصر العولمة والتجديد .. ونعتقد أننا قطعنا شوطا كبيراً في مجال التطوير والتحديث التربوي .. ولحقنا ركب الحضارة و التقدم في هذا المجال .. وفق رؤىً تجديدية ممنهجة واكبت روح العصر .. والذي قلما وجدناه في دول الجوار أو حتى في الدول الأخرى .. بل إنني على يقين أن التجربة الأردنية في تحديث منظومة التعليم أصبحت مثالاَ يحتذى به في المنطقة.. وهذا ما يعد مفخرة لنا جميعا ..
إننا حين نتحدث عن إحداث نقلة نوعية على صعيد المخرجات لتحقيق التنمية المستدامة .. فإننا نطمح إلى وضع آليات جديدة وتقنيات متطورة .. وإحداث نهضة تنموية تساهم في تحقيق التحول النوعي في عمليتي التعليم والتعلم.. لأن المعرفة والعلم هما أساس بناء الإنسان والثروة الحقيقية ومستقبل الوطن المشرق .
إننا نعي تماماً أن الأمر أكثر من انتهاج مداخل القصد من ورائها أي تغيير منشود .. بل يجب أن يرافقه تهيئة مسبقة للمجتمع الأردني بشكل عام والمجتمع التربوي بشكل خاص ومجتمع التعليم الثانوي بشكل أكثر خصوصية.. فكثير من التجارب التي كان هدفها النهوض بالثانوية العامة خاصة في دول الجوار كان مصيرها الفشل رغم جودتها .. إلا أنها لم تراع أبسط أبجديات التغيير المتمثل في التهيئة المسبقة وعدم إحداث التغيير بشكل فجائي وعشوائي لم تسبقه تهيئة مناسبة . ومن وجهة نظري الخاصة أجد حتماً أن الإعلام التربوي يجب أن يمارس فيها دورًا كبيرًا.
إننا نفخر أن لدينا كفاءات تربوية وكوادر عتيدة من الأساتذة الأفاضل في وزارة التربية والتعليم والكليات والجامعات تمت دعوتهم للمؤتمر يملكون رؤى تربوية تطويريه يمكن أن تنهض بالنظم التربوية القائمة في نظامنا التربوي إلى أفضل المستويات وهذه هي فرصتهم لايجاد اليات عمل جديدة .. خاصة في مجال تطوير الثانوية العامة.. فمن هنا لا بد لنا أن ندرك جازمين أننا بحاجة إلى نظام تربوي متطور خاص بالثانوية العامة يراعي خصائص المجتمع الأردني المتغيرة والمتطورة مع تغير وتطور المجتمعات دون أن يكون مستوردا أو منقولا .. فمن الضرورة بمكان انتهاج الطريقة الجذرية في التغيير على الدوام.. وللحقيقة أن ظهور أي خلل لا يستدعي أكثر من التحسين والتطوير في الأسلوب القائم أو في وعي المجتمع التربوي.. فالتغيير الجذري مطلوب في فترات متباعدة.. أما التحسين والتطوير فهما مطلوبان بشكل مستمر ودائم .. وفي فترات قصيرة متلاحقة متعاقبة.ومن منكم تابع بعضا من اوراق العمل التي وضعتها الوزارة على موقعها الالكتروني والتي سيتم عرضها هذا اليوم امام المؤتمرين سيجد ان التغير الجذري الذي تسعى الوزارة الى احداثه ياخذ بعين الاعبار كل المناخات التي سستوائم مع التطوير نفسة
إننا نأمل أن تكون منهجية امتحانات الثانوية العامة معتمدة على مجموعة من وسائل التقييم الحديثة المستندة إلى قواعد إجرائية واضحة ترقى إلى مستوى عال من التطور والتقدم لتقييم أداء الطالب بما ينسجم وطموحة وآماله ونسايره في تحصيله الدراسي عبر مرجعيات تقويم مقننة الخصائص السيكومترية باحتراف .
كذلك نأمل المحافظة على مصداقية الامتحان وعدالته من حيث قدرته على التمييز بين الطلبة .. وفقا لقدراتهم وجهدهم وتخفيف الجوانب السلبية المرافقة له مثل عدد المباحث والوقت المخصص والكلف المالية المباشرة وغير المباشرة وضمان تكافؤ الأسئلة في جميع الدورات وكذلك تحقيق الجودة لإحداث تنمية بشرية حقيقية في المجتمع الأردني بوضع الخطط المناسبة التي تلبي طموحات أبنائنا الطلبة متمثلا في جودة التعليم وتكافؤ الفرص للتعليم الجامعي وتصورا لجعل إنتاجية التعليم الثانوي أكثر مرونة لتمكين الطالب من التعامل مع سوق العمل والإنتاج بكل ديناميكياته وتحدياته المتجددة والمتغيرة وكذلك رؤية منظومية تتكامل فيها الأهداف والاستراتيجيات على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والمجتمعي لتشكل في مجملها توجها ومسارا يمكن التوافق عليه مع كافة الأطراف المعنية بإصلاح التعليم لتحقيق الآمال المنشودة .
وأخيرا دعوني أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إخراج المؤتمر التربوي المنشود إلى حيز الوجود وعلى رأسهم عميد إدارة الامتحانات والاختبارات في الوزارة الدكتور فايز السعودي وفرق العمل من معلمين ومشرفين تربويين ومدراء مدارس ومتقاعدين وأكاديميين ومختصين وكل من له علاقة بذلك
والله ولي التوفيق