يحرص البريطاني على اختيار ملابس خاصة تحدد على هوا طبيعة الرحلة التي سيقوم فيها ، فالرحلة الجبلية مثلا لها ملابس خاصة ، تختلف عن ملابس الرحلة البحرية . قس على ذلك الفرنسي والايطالي . فهم متشابهون من هذه الناحية .
الا أن مزاجهم مختلف من ناحية الأمكنة ..
البريطاني تغريه الطبيعة الجبلية ويهويه تسلق المرتفعات ، بينما الفرنسي ، تغريه مناظر المروج الخضراء والطبيعة الحرجية والعشبية ، لذا غالبا ما يقوم باصطحاب كتابه (الفرسان الثلاثة) – لالكسندر دوما – معه ، فهذه الطبيعة تصفي الذهن وتغذي الروح وتمكنه من الاندماج بين الطبيعة من ناحية وبين القصة من ناحية ثانية .
يعودوا مجددا للتشابه من ناحية الأكل والطعام ....
فجميعهم يطمح من هذه الرحلة لغاية معينة هي مربط الفرس من الرحلة ، أما الطعام والأكل ، فهي مسألة ثانوية ، بعض السندويشات الخفيفة تكفي ...
الوضع لدينا مختلف ...
فلا عجب أن تذهب لرحلة الى البحر الميت ، وترى شخص يرتدي بدلة رسمية مثلا ، أو بيجامة ، ولا عجب أن ننتعل " كندرة رسمية " عند الذهاب لمنتزه غمدان ، البعض منا أينما ذهب يحرص على ارتداء الشباحات ، كما أنه لا عجب أن يتم صنع مقلوبة أو منسف في هذه الرحلة ، ومسألة أخذ كرش ورؤوس لزوم الغداء أمر أقل من عادي .
أما بالنسبة للمكان المراد الذهاب اليه ، فهذه ليست معضلة ، المهم أن نخرج من البيوت ، الغور ، البحر الميت ، شارع الأردن ، الصحراء ، طريق المطار ، ليس مهما ، المهم أن يكون المكان "مدارى" عن الناس ، ويسمح لصنع معرشات وشوادر لستر العورات في بعض الأحيان .
صدقوني .. كنت أريد أن اتحدث عن رحلة الحكومة الجديدة ... ولا أدري لماذا شردت في ذهني للحديث عن رحلاتنا ونزهاتنا ، ربما لأني أمس ذهبت في رحلة ، وعلقت كل تلك الأمور في ذهني ، وما زالت الى الآن مناظر الشباحات والفانيلات هي المسيطرة ، وأطلال الشوادر والمعرشات ...