زاد الاردن الاخباري -
بقلم: يوسف الهزايمة
في 30 تشرين الأول من عام 2002 أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه شعار \' الأردن أولا \' في مجمله ليس دعوة للانغلاق والأنانية كما يتوهم البعض، وإنما هو دعوة للإصلاح والبناء والإعداد للمستقبل، بحيث لا ننتظر ونبقى جامدين، كما كانت تفعل بعض الأنظمة العربية تحت ذريعة ( لا صوت يعلو على صوت المعركة) فقد كان بإمكان الأردن لآن يزاود في كرنفال سمفونية الظاهرة الصوتية العربية، ويبقي الأمور كما هي عندهم تحت هذه الذريعة، ولكن جلالته اختار ما ينفع الناس والوطن والأمة.
الأردن أولا، مشروع نهضة واستنهاض يحرك مكامن القوة عند الفرد والمجتمع ويستكمل ما بدأه الرواد والبناة الأوائل على غيرها من الحسابات والمصالح، ويعيد صياغة علاقة الفرد بالدولة، فهي لجميع أبنائها وبناتها على حد سواء لهم منها العدالة والمساواة وسيادة القانون والشفافية وحق المسائلة، وعليهم حيالها واجب احترام قوانينها وهيبتها، وصون ثوابتها، وحماية استقرارها وأمنها الوطني، والذود عن مصالحها بكل إخلاص وتفان.
فشعار \' الأردن أولاً \' هو إذن ترتيب للبيت الداخلي الأردني على أسس علمية منطقية وطنية سليمة، بحيث يكون وجود أردن قوي متماسك، وديموقراطي، هو الأفضل دون شك في خدمة المصالحة الوطنية ومصالح وقضايا أمته العربية والإسلامية.
لذلك يجب أن يبقى شعار \' الأردن أولاً \' دائما وأبدا مستجداً حاضراً وقوياً في ضمير ووجدان كل أردني وأردنية، فمن خلاله سوف تستمر عملية الإصلاح والتطور والنماء ومن خلاله نحارب الفساد بكافة أشكاله وأنواعه والمحسوبية والشللية والجهوية المناطقية والطائفية والإقليمية، وأن تكون مصلحة الوطن فوق مصالحنا الشخصية ومن خلاله نعمل على تعميق انتمائها القومي والديني ونحافظ على ثواب وطننا وأمتنا ولا نفرط بأي منها أبداً.