الإشاعة
الكاتب :سلطان الخضور
هب عزيزي القاريء انك قرأت عنوانا لخبر في احدى الصحف ،أو شاهدته في إحدى محطات التلفزة ،أو سمعته من إحدى الإذاعات ، أو من أحد الاشخاص دون التأكد من صحة المعلومة أو دقة الخبر . وبعدها قمت بالإتصال بشخص آخر وأخبرته عما قرأت أو سمعت ،وقام هذا الشخص بدوره بالإتصال بعدة أشخاص آخرين ،ونقل لهم الخبر . ألا تكون هنا قد ساهمت بنشر خبر قد يكون مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة؟ ألا تكون قد ساهمت بالتسبب بارباك قد يكون له تأثيره السلبي على شخص آخر أو على مجموعة من الأشخاص ؟
إذن ،هي الإشاعة التي تعتبر واحدة من وسائل التواصل الإجتماعي السلبية،التي تتكون نتيجة إختلاق خبر أو مجموعة من الأخبار من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص ،دون ذكر المصدر أو التحقق من صحة الخبر ،فينتشر الخبر ويشيع بين الناس ، ويتردد على السنة مجموعة أخرى ،ليصبح إشاعة .
تكثر الإشاعة عادة في المجتمعات غير المستقرة ،وفي أوقات حرجة ،يلعب المزاج العام للمجتمع دوراً كبيراَ في نجاحها أو فشلها ،والمجتمعات المتقدمة التي لا تعتمد المشافهة كوسيلة أولى في نقل الاخبارأقل عرضة للتأثر بالإشاعات ،وكلما زاد الوعي كلما قلت فرص تأثير الإشاعة السلبي .
علينا جميعا الحذر والإنتباه ، بأن لا نكون جزءاً ممن يروجون الإشاعات دون علم أو تحقق ،لأن الإشاعة في العادة لا تتصف بالبراءة ،وتحمل في طياتها سموما ،قد تتسبب في بث الفرقة بين الناس ،وزعزعة الأمن والإستقرار ،لأنها عادة ما يتم تحويرها وتحويلها وتوظيفها بما يتفق مع الأهواء والمصالح ،وقد يكون هدفها شخصي وبسيط ، يريد مطلقها أن يلفت الإنتباه إلى نفسه،ولا يدرك عواقبها .
إذن علينا كمشاهدين أو مستمعين دور كبير ،يبدأ بعدم الإستماع إلى مطلقي الإشاعات ،وخاصة إذا كان مطلقها يمتاز بعدم المصداقية، أو له أجندات شخصية يريد تحقيقها ،أو إذا شعرنا أن هذه الإشاعة قد يكون لها تأثير سلبي على الوطن أو على مجموعة من المواطنين ،فالشخص المنتمي الذي يحب وطنه ويحترم أهله ،لا يسهم في نقل الإشاعة ، أو ترديدها دون التحقق من صحتها أو من صحة ناقليها،فلا تردد عزيزي القاريء كل ما تسمع أو تقرا – قال تعالى "وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " حمى الوطن من كل سوء.
الكاتب :سلطان الخضور