مؤشرات انهيار الإمبراطورية العسكرية الأميركية
إبراهيم القعير
يعتبر عام 2001 م عام الإمبراطورية الأميركية العسكرية حيث أصبحت حقيقة بعد أن كانت حلم العسكر الأميركيين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي . وتبين ذلك من خلال نفوذ الاميركان في جميع إنحاء العالم وبدؤوا يتحكمون في الشعوب والدول والمواقع الإستراتيجية . وبدأت الشعوب تتململ ضد الطغيان والفساد والاستبداد الذي فرض عليهم من خلال حكامهم الموالين لأميركا .
وبدأت أميركا بتقييد الحريات العامة والصحافة والإعلام وبدؤوا بتعذيب وسجن الأحرار في سجونها السرية وغيرها . وانحدرت الأخلاق ونشروا الجواسيس والأماكن السرية لمراقبة الشعوب وهذا يتناقض مع ما يدعون بنشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. علما بأنها كانت تمارس كل هذا الاستبداد في أميركا نفسها.
أصبحت أميركا إمبراطورية عسكرية يتحكم فيها ثلة من العسكريين الكبار أصحاب الشركات ومصانع الأسلحة الذين يفرضون الاتفاقات على الدول . والقسوة في الاتفاقيات التي يتعاملون بها مع الدول الموالية لهم . وإعفاء جنودهم من تحمل مسؤولية الجرائم التي يقومون بها ضد أي شعب يدخلون وطنه كما حدث في العراق وأفغانستان .
إمبراطورية عسكرية لأنها تملك القوة العسكرية من خلال هيمنتها على العالم حيث بلغت قواعدها ما يزيد على 725 قاعدة عسكرية و12 حاملة طائرات وأكثر من نصف مليون من الجنود والجواسيس والمرتزقة وتقدمها التكنولوجي الذي سهل مراقبة الشعوب ومتابعة هواتفهم ورسائلهم الالكترونية . الاستخدام المفرط للقوة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في الحرب على العراق وأفغانستان .
لم تعد أميركا تهتم بحلفائها ومن السهل التخلي عنهم والانقلاب عليهم ولم تعد مقيدة بالقانون الدولي واستخدمت الكذب في سياساتها كسلاح لتبرير هجومها وتعديها على سيادة الدول مثل ما فعلت مع العراق وتبين عدم وجود أسلحة الدمار الشامل التي اقنعوا العالم بوجودها وبأنها سبب الحرب والسبب الحقيقي هو نشر قواعد عسكرية في الخليج والعراق للسيطرة على الشرق الأوسط وموارده . أسلوب عسكري في السيطرة او الاستعمار . استغلت الإعلام بصورة مشوهة للوصول إلى أهدافها .
يعتبر حادث نيويورك 11 أيلول 2001 أول مواجهه للإمبراطورية العسكرية ولمخابراتها ويعتبر كإنذار بعدم فعالية القوة العسكرية حيث تمثل رد الفعل الأميركي بغزو أفغانستان الذي لا زالت تتخبط فيه إلى يومنا هذا بالرغم من مساعدة العديد من الدول لها . فكيف لو كانت أميركا تقاتل لوحدها في أفغانستان . ؟؟؟ ولم تستطيع السيطرة لغاية اليوم . ورغم هزيمتها في أفغانستان إلا أنها فتحت جبهة أخرى بغزوها العراق عام 2003 والذي لغاية ألان لم تستطع الخروج منه فقد مضى على غزو العراق ما يقارب العشر سنوات ولا زال غير مستقر.
انكشفت أهداف أميركا لجميع شعوب العالم . تدعي نشر الديمقراطية وهي الداعم الأكبر لدولة محتلة " إسرائيل " وهي تنشر الطائفية والإرهاب في العراق أصبح إعلامهم مكشوف حيث أحبطت محاولاتهم في تفريق العرب سني شيعي وذلك من اجل كسب العرب لصفهم ليتسنى لها ضرب إيران .
علامات الانهيار للإمبراطورية العسكرية لاحت وبان بعضها أولها عجز الميزانية المهول ما يزيد على 400 مليار دولار سنويا بسبب أنفاقها العسكري والجاسوسي الباهظ بسبب توسع الرقعة التي تحكمها وازدياد عدد القواعد العسكرية وازدياد التزاماتها الإمبراطورية الإستراتيجية عن إمكاناتها الاقتصادية. ونعلم من هي الدول التي تسدد العجز الأميركي والإسرائيلي ..........!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
الانهيار الاقتصادي الذي اجتاح أميركا وأدى إلى ضخ ألاف المليارات لحماية السوق وإفلاس العديد من البنوك والشركات وازدياد البطالة والذي نجم عن الافتراضات الخاطئة للاقتصاد يون الأميركيون وعدم تدخل الدولة في ضبط السوق المالي وانهارت الرأسمالية التي اعتمدوا عليها وأصبحت الرأسمالية الفاشلة .
الانهيار الاجتماعي وانحدار ألقيم الاجتماعية والثقافية وسقوط المؤسسات الاجتماعية بسبب الإفلاس وسوء الإدارة وكثرة المشردين والأطفال غير شرعيين في الشوارع .
فالسقوط الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كان سقوطا " أخلاقيا" وإنسانيا بامتياز تمثل في عدم احترام الشرعية الدولية والأخلاقية والدينية والإنسانية للأمم والشعوب ..