زاد الاردن الاخباري -
هي الاولى بعد كل حادثة او انفجار او حريق او مصيبة كبرى تحدث بين حين وحين, وربما تحدث في يوم والذي يليه يعود فيها الامر الى القضاء والقدر, هي حكايات في جعبتي اردت طرحها فمن ينصف القضاء والقدر بعدها, فكل الحكاية هي من ينقذ العاملين في العمل من المفهوم الخاطىء للقضاء والقدر .
في الأيام الثلاثة الاخيرة حريق في مستشفى الجامعة نتيجة تماس كهربائي عاد به الامر الى القضاء والقدر, حريق في مصنع الاسفنج في المفرق أصاب خمسة عمال نتيجة لمخلفات صناعية ومواد خام عاد به الامر الى القضاء والقدر, حادث سير اودى بحياة شاب عشريني قبل يوم من زواجه عاد الأمر به الى القضاء والقدر, هذا حدث في أقل من ثلاثة أيام ولكن هل هي وحدها التي حدثت فهناك عشرات من حوادث السير نعود بها الى القضاء والقدر ووفيات كثيرة المتهم الاول والأخير بها القضاء والقدر.
من ينصف القضاء في دول العالم الثالث, وهل مفهوم القضاء الذي نعيه هو صحيح بمعناه الذي نتداوله كل يوم, في حقيقة الامر واثناء مراقبة وتفتيش معظم هذه الحوادث يكون نتيجتها خطأ اودى بحياة آلاف العمال على مر السنين, فعامل المصنع لو تنبه الى معايير السلامة والصحة المهنية لوجد عمله في هذا المكان يشكل خطرا كبيرا على حياته وعليه ان يهيء المكان للعمل قبل البدء به, وان كان حادث السير قضاء وقدرا فهذا الشاب الذي قتل قبل يوم من زواجه بحادث سير عاد الى القضاء والقدر لكان اولى من السائق الآخر ان يلتزم في مسربه لو كان الشارع العام سليما من الحفريات, يبدو ان عملية السلامة التي نسير بها ستقضي على أرواح الكثير من العاملين في عيدهم وتستمر الحوادث كل يوم فهل القضاء محكوم عليه بالمتهم المؤبد على هذه الحوادث.
آخر الاحصائيات تشير الى ان هناك اصابة عمل كل 29 دقيقة ووفاة عامل كل ثلاثة أيام هذا ما أفادت به احصائية صادرة عن مؤسسة الضمان الاجتماعي فمن المسؤول وراء ذلك؟؟ هو " القضاء والقدر " والحقيقة هي عكس ذلك تماماً فلو التزمت المصانع والمستشفيات وكل منشأة بشروط ومعايير السلامة والصحة المهنية العالمية لكان قراءة خبر حول وفاة عامل ليس اعتياديا بل يكون كارثة , ولكن اليوم نعيشه في كل يوم وساعة فلا بد من الوقوف قليلا وانصاف القضاء والقدر قبل ان ينصفنا الغرب بذلك.
الفشل في كل شيء سببه القضاء والقدر من يؤيد ومن يعارض؟ حين تعرضت الى حادث سير لعدم الالتزام بالسرعة القصوى للشارع الذي تسير فيه كان القضاء والقدر المتهم, وحين فشلت في حياتك الزوجية اوديت فشلك الى القضاء والقدر دون أي محاولة في إحياء هذه العلاقة المقدسة, وحين سقط عامل وافد في منهل نتيجة عدم وجود الغطاء عليه كان ذلك قضاءً وقدرا, وحين عشقت وفشلت بكل ثقة جوابك القضاء والقدر, أي حكاية أقص عليكم وأحدثكم بها وهل هناك نهاية لحكايات الفشل التي نصنعها بأيدينا.
حين تنقذ غريقاً وتعود به الحياة في لحظة شعر فيها انه فارق الحياة نقول شاءت الأقدار له ان يعيش, ولكن لو لم تنقذه نقول قضاء وقدرا, اذن نحن نستطيع تفادي الكثير من الانفجارات والحرائق والوفيات بالالتزام في معايير السلامة والصحة لكل مهنة مهما كانت مصاعبها.
وما تشاءون إلا أن يشاء الله انها مشيئة الله شاملة لكل شيء ولكن هل تكن متواكلاً؟ أم تكن متوكلاً بأخذ الاسباب قبل وقوع اي شيء نتهم فيه القضاء والقدر......... فمن يجيب نداء العاملين الذين تحصد ارواحهم كل يوم ومن ينصف القضاء والقدر , هل الغرب سوف يسبقونا حتى في ديننا الذي يقدس روح البشر, فكيف يكون هذا الاستهتار في ارواح العاملين وهدم الكعبة اهون عند الله من سفك دم أمرىء مسلم.
ماجد الوشاح