زاد الاردن الاخباري -
بقلم: د. سعيد أبو جعفر
أجمل ما قيل في عيد العمال هو ما تضمنته رسالة القائد حفظه الله ،الشاملة الوافية لكل أفراد المعادلة الاقتصادية....
في عيدهم لا يتحدث عنهم إلا اليسير اليسير..في عيدهم لا زالوا يتطلعون لكثير من الاحتياجات الضرورية،أي عيد للعمال والحيتان لا زالوا يمنّون عليهم ببضع دريهمات لا تغني ولا تسمن ولا تصل للحد الأدنى للجور، ذلك الذي لا زال أصحاب المصالح لا يقرؤونه بصورة صحيحة والذي يعني في حقيقته " البدء بالرواتب منه 190 ديناراً "،وفي ظل الغلاء الفاحش فهي تعمل المعجزات في حياة الكادحين!!!!هللو وارقصوا يا كادحين ...واحزناه.
جميل أن يحقق النقابيون في الفضاء الديمقراطي الأردني مطالبهم، والأجمل، استجابة الحكومة النابع من إيمانها بمشروعية وضرورة تحقيقها، لما في ذلك الأثر العظيم في تجسيد كل معاني الانتماء للوطن والولاء للقيادة الحكيمة.
فقد وافقت الحكومة على ولادة نقابة معلمين وتحققت مطالبهم بزيادة رواتبهم ،ذلك يعني بالضرورة النهوض بالعملية التعليمة وارتفاع معدلات تحصيل الطلاب ،فقد التقيت برئيس النقابة قبل الانتخابات وقلت له:إن أولياء الأمور يتطلعون إليكم بعين التقدير لإيجاد آلية لتعويض الطلبة الحصص التي فقدوها نتيجة إضرابكم،ونتطلع الى تحسين سوية التعليم وارتفاع معدلات التحصيل للطلبة، فأجاب :"إنشاء الله"، ولكن حتى الآن لم يتم تعويض الطلبة عن الحصص التي ضاعت !!!وسوف ننتظر نتائج امتحانات الطلبة ...
وما حصل من اتفاق بين النقابة العامة للعاملين في الكهرباء وشركة الكهرباء ووزارة العمل نتيجته تحقق امتيازات جديدة لعمال الكهرباء بما يزيد عن 100 ديناراً، يؤكد أن الحكومة على قدر من الوعي الاجتماعي والاقتصادي لتحسين أوضاع الطبقة العاملة، ولكن وماذا بعد؟ هل سترتفع سياط الأسعار لتهوِ على كواهل المواطنين؟ ، فلو أن كل المواطنين هم عمال في الكهرباء فهم بزيادة رواتبهم لن يتأثروا إذا ما ارتفعت الأسعار، نقول ذلك كون حيتان السوق الأردنية كشروا عن أنيابهم واستعدوا لإشعال فتيل أسعار منتجاتهم.إن رفع أسعار الكهرباء وتحرير أسعار المحروقات سيؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في أسعار المواد الغذائية والأساسية والخدمات، ما يعني مزيدا من ذوبان للطبقة الوسطى في المجتمع كونها من ذوي الدخل المحدود، ألا يعني ذلك أن على الحكومة البحث عن سبل أخرى لتقليل خسائر المحروقات والكهرباء غير جيوب الكادحين التي لا تحتمل مزيدا من الالتزامات وبالمحصلة زيادة نسبة الفقر وازدياد أعداد الفقراء؟؟؟إلى متى سيبقى شعار الحكومات (حل مشكلتي الفقر والبطالة)!!!
ألا يعني ذلك مزيدا من الاحتقان في الشارع الأردني ؟؟؟الوضع بحاجة إلى وضع سياسة اقتصادية شاملة ومجتمعنا زاخر بالخبراء الاقتصاديين،أم أننا كتب علينا أن نظل نعمل بنظام الفزعة وردات فعل رغم ثورة المعلوماتية؟؟؟؟!!!!