زاد الاردن الاخباري -
أصدرت اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث في الأردن بياناً وضّحت فيه الأسباب التي دفعت المعلمين للإضراب عن العمل.
و دعت اللجنة أولياء أمور الطلبة الدارسين في مدارس الوكالة إلى عدم سحب أطفالهم من المدارس لأن ذلك سيؤدي لى إلغاء مئات الوظائف و ترك اللاجئين بلا عنوان، بحسب البيان.
و أكدت اللجنة أن الإضراب هو وسيلة و ليس غاية، مؤكدين ان الطلاب أمانة في أعناقهم، و أنه لن يفوتهم أي درس أو محاضرة.
و تالياً نص البيان:
ماذا يضرب العاملون عن العمل في وكالة الغوث؟
السادة أولياء أمور الطلبة المحترمين ....... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أنكم قلقون على تعطيل الخدمات التي تقدمها الأنروا للاجئين وإغلاق المدارس والكليات أمام الطلبة بسبب الإضراب وهنا نود أن نؤكد لكم بأننا في معركتنا هذه مع إدارة الوكالة ندافع عن قضايا اللاجئين قبل أن ندافع عن قضايا العاملين والمعلمين فنحن لاجئون قبل أن نكون موظفين في وكالة الغوث لذلك يأتي اضرابنا المفتوح عن العمل للأسباب التالية:
1- توجه الوكالة لتصفية نفسها تدريجياً من خلال جعلها مؤسسة نافرة وليست جاذبة للموظفين فقد أصبحت رواتب المعلمين والعمال وباقي الموظفين أقل من رواتب زملائهم في الحكومة وبالتالي سيُحجم الشباب عن العمل في الوكالة والتوجه إلى المؤسسات الحكومية .
2- في ظل نقصان رواتب المعلمين ستعمل الوكالة على تعيين معلمات يدرّسن في مدارس الذكور للصفوف العليا تاسع وعاشر ونحن نعرف أنه من الصعب على المعلمة أن تتعامل مع الطلاب في هذا المستوى وهم في سن المراهقة وفي غرفة صفية عدد طلابها 45 طالباً وهذا يخالف عاداتنا وتقاليدنا في الأردن.
3- ستعمل الوكالة على زيادة عدد الطلبة في الصف الواحد مما سيؤدي إلى اكتظاظ الصفوف بالتالي تدني مستوى تحصيل الطلبة وهذه سياسة مشبوهة تهدف إلى تجهيل أبناء اللاجئين وهذا مرفوض لأن العلم هو سلاحنا في معركة العودة إلى فلسطين .
4- سياسة تأنيث المدارس ستؤدي إلى دمج واختلاط مدارس الذكور والإناث وينتج عنه إغلاق عدد من المدارس . مما سيدفع أولياء الأمور إلى نقل أبنائهم للمدارس الحكومية والخاصة وهذا سيفرح الوكالة لأنها ستستغني حينها عن مئات المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات والمشرفين والأذنة والكتبة وستدفع بهم إلى سوق البطالة في الأردن .
5- إن نقصان الرواتب للعاملين في وكالة الغوث جعلها عاجزة عن ملئ كثير من الشواغر مثل تعيين رئيساً لجامعة العلوم التربوية مما سيؤدي إلى سحب الإعتراف بالجامعة من قبل وزارة التعليم العالي وهذا يهدد مستقبل أبنائنا الطلبة في الجامعة ويقلق ذويهم .
6- هناك قرار في الأدراج ( تلوّح به الوكالة سنوياً ) بإغلاق سكن الطالبات في ناعور لتترك بنات اللاجئين بلا مأوى . فكيف سينتقلن يومياً من اربد وجرش والزرقاء والأغوار إلى ناعور ؟ ولولا اضراب عام 2009 لمدة ستة أيام لما تراجعت الوكالة عن هذا القرار .
7- إن مدارس الوكالة في معظمها قديمة في مبانيها لا تفي بحاجة الطلبة وبعضها مستأجر وقد حاولت الإدارة سابقاً أن تغلق عدداً منها ولولا توفيق من الله ثم صلابة اللجان والعاملين لما تراجعت الوكالة في قرارها وهذا الإضراب يجعلها لا تفكر بإغلاق مدرسة بعد اليوم أبداً .
8- هناك توجه لدى الوكالة بإلغاء المساعدات العينية التي تقدم للفقراء من اللاجئين الفلسطينيين وتحويل الفقير إلى مكتب البريد ليتقاضى مبلغاً زهيداً كل أربعة أشهر وسيترتب على ذلك إلغاء وظائف العاملين في توزيع المؤن والأهم من ذلك أن عنوان اللجوء سيزول إذا أغلقت مراكز التوزيع وأصبح اللاجئ يراجع مؤسسة حكومية بدلاً من وكالة الغوث وهذا يمهد لتصفيتها .
9- إن عدد السكان يزيد سنوياً في كل مخيم ولكن عدد عمال النظافة لا يزيد في وكالة الغوث وبالتالي لا يستطيع العامل أن يقوم بهذا العبء في ظل زيادة عدد السكان فكيف ستبقى بيئة المخيم نظيفة ؟ فهل المخيمات محرم عليها النظافة البيئية ؟
10- نضطر أن نبوح بسر بأن عدد الطلاب في مدارس الوكالة يقل سنوياً بمعدل 2500 طالب بسبب دوام السبت والمباني القديمة أو المدارس المستأجرة التي تفتقر إلى الساحات والمرافق وبسبب اكتظاظ الصفوف بمعنى أن آخر 10 سنوات فقدت مدارسنا 25.000 ألف طالب وطالبة وبالتالي خسرنا الكثير من وظائف المعلمين والأذنة والمديرين . وهذا النقص حرم أبناء اللاجئين من العمل في الوكالة .
أولياء الأمور المحترمين :
هذه الأسباب تُدمي القلب قبل أن تُدمع العين ونرجو أن لا يكون ذلك دافعاً لسحب أولادكم من مدارس الوكالة فهذا ما تريده لأنها ستلغي مئات الوظائف ويعجّل بإنهائها وتصفيتها وترك اللاجئين بلا عنوان فالذي بقي من خدماتها هو التعليم والصحة والتوزيع المحدود الشحيح للمؤن .
فهذه دعوة لكم ولمؤسسات المجتمع المدني وللأحزاب وللنواب والأعيان والحكومة الأردنية وكل مواطن غيور في الأردن العزيز أن يقف إلى جانب العاملين في معركتهم مع إدارة الوكالة للحفاظ على مكتسبات وحقوق اللاجئين وللإبقاء على هذه المؤسسة حتى لا يكون الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين ويتحمل عبئاً جديداً في رعاية اللاجئين إذا ما أغلقت مؤسسات الوكالة و تركها العاملون .
وأخيراً إن إضرابنا وسيلة وليس غاية وسيبقى أبناؤكم وتعليمهم وتربيتهم والعناية بهم أمانة في أعناقنا ولن يفوتهم محاضرة ولا درسٌ في مدرسة أو كلية أو جامعة إلا وعوضناه فكونوا معنا فنحن معكم و منكم و إليكم . والله ولي التوفيق
اللجنة التفيذية لمعلمي وكالة الغوث في الأردن
5 / 5 / 2012