أحيانا ،وأنا أفكر في أمر ما ، تعجبني بعض العبارات الموروثة تعبيرا وتلخيصا لحكم عام يناسب ما أفكر فيه وما خلصت إليه ،وبمجرد النطق ، أضمن وصول الصورة للمتلقي كاملة، في أوجز تعبير وأدقِّ وصف .
نقول من موروث بعض لهجاتنا المحلية تعبيرا عن حال من رامَ أمرا ثم خسر فيه خسرانا مبينا ، وانتهى أمره وما أراد: " كتِّ الوادي " !
خطرت ببالي هذه العبارة أو هذا " الختم " وأنا أستعرض أسماء عدد من أصحاب "الدولات " ،وبعض أصحاب المعالي من أفراد طاقمهم الوزاري ، وأستعرض شعاراتهم ، وما كانوا به على العامة - مثلي - ينَظِّرون ويخطبون ، ثم انتهت بهم الحال إما بتعديل وزاري أو باستقالة - التي هي إقالة في حقيقة أمرها - خارج نطاق الضوء ،وخارج دائرة صنع القرار! ذهب ومعه شعاراته ووعوده ، وغادر المكان كما كان …!! لم تكن هذه الوعود إلا لمجرد الإحساس بعنفوان الكرسي والمسؤولية ، غير إن "الصِّمِيلِة " بالتعبير آنف الذكر : "كتِّ الوادي "!!
دولة " أبو وادي عربة " محور التفكير هذه الأيام ،بدأ كعادة من سبق يرشق الوعود في وجوه المارَّة ، ويروج لسياساته ويبهرج ، مصرا ومفتخرا بما قدمه للوطن وللأمة في " وادي عربة" ، رغم اعتراف كل من لا يعرف التملق والمواربة والمداهنة بفشل هذه المعاهدة شكلا ومضمونا ! بل إن دولة " أبو وادي عربة " يؤكد أنه لو عادت مشاورات أخرى لـ"وادي عربة مشابهة " لشارك فيها !!
لا أدري هل تتغير تصريحات دولته لو انتُزِعَ من الديوان اعتراف بفشل هذه المعاهدة ؟!! بالتأكيد ستتغير ؛ وإلا سَ" يكُتُّ الوادي" فورا!
يتساءل بعضُ الإعلاميين : هل سيكون دولة " أبو وادي عربة " قادرا على توجيه دفة الإصلاح ، في هذه المرحلة من التيه والتخبط والفوضى التي تمر بها البلاد على الصعيدين الرسمي والعام منها ؟
أقول لهؤلاء : إن دولته ليس بجديد ، بل هو مجرَّب ، و المجرَّب لا يجرب ! ففي سابق سيرته ، وما يؤخذ عليه الخبرُ اليقين !! فهو عندي وفق المعايير التي أنطلق منها في الحكم على الواقع " كاتِّ الوادي " ، ولا مجال !