كم حمل الحصاد قصة حب ، وكم سرا وحلما أخفت البيادر ، التلال والسهول الذهبية كانت أهزوجة يترنم فيها الفلاح ، رغم القيض ، ورغم التعب ، ورغم الشوك العالق في راحتيه والوجع المخبأ في الزفرات والتنهدات .
موسم الحصاد ، قرفصاء الخير وزحف البركات ، ومنجل لا يستمع لأنين السنابل ولا لرجاءاتها ، يقطعها بلا رحمة ولا رأفة ، أعمى عن آمال السنابل وأحلامها الذهبية وتمسكها بآخر شرش من جذورها ، يكسر خيلائها وتمردها الذي يعانق السماء وينهي تمايلها وتراقصها كلما هبت ريح أو نسمة هواء .
آه يا منجل كم تشبه قدري ... الذي طواني طوي صفحات الكتب .
ثمت أهازيج تصدح هناك ، قرب ذلك البيدر ، نعم هناك ، قرب الأمل الممزوج بالتعب وبين ثنايا الحب والعشق ، من هناك صادرة ... توقض أمنياتا ورغبات مؤجلة ، وتشغل نفسا أتعبها العطش والجوع ....
منجلي يا منجـــلاه راح للصايغ جـــلاه
قوم ارحل عنا يـا زرع جاك المنجـل يذرع ذرع
وانا خيـــأل المنجل والمنجل خيــال الزرع
بالمجل ماني حصــاد بيديه أســــرع ليه .....
نحن حصادين بفطرتنا .. بطبيعتنا ... بطقوسنا ، حصادين بطيبتنا ، حتى آمالنا ليست الا آمال حصاد وبيدر .
قيل " القمح ما بنحصد أخضر " ، الا انا نسينا أهم درس وطقس في الحصاد ، فكل يوم .. كل مباراة ... كل مسيرة .... كل حراك ... وكل وكل وكل شيء
نصر أن نحصد حبنا للأردن أخضرا ..